الأراء منقسمة كالعادة حول إعلان محمد منير محبته لأحمد موسى وقناة صدى البلد، هناك من يرى أن محبة منير أكبر من أن يفقد رصيده بسبب هذا الموقف، وهناك من اعتبر أنها مجرد “مجاملة” وهناك من “لا يعرف أبوه” في كل ما يتعلق بالثورة، صديق رجال مبارك عدوي حتى لو كان الكينج.
الجدل اتسع بعد انتشار صورة تجمع منير بتوفيق عكاشة مالك قناة الفراعين، الهدف التأكيد على أن منير لم يكن من البداية ثائراً وأن اغنية “ازاي” فعلا لم تكن لميدان التحرير، وأنه أن الأوان لتقييم منير بعيداً عن مواقف سياسية ظهر لاحقا أنها كانت مصطنعة حسب ما يقول الغاضبون .
هذا المقال ليس عن كل ما سبق، وليس أيضا عن العلاقة المتشابكة بين محبة الفنان ومواقفه السياسية، فلو أنك تحب أغاني منير من الصعب أن تنساها وتخاصمها فجأة بسبب حفل الختام في مهرجان شرم الشيخ.
هذا المقال ينظر للموقف برمته من وجهة نظر أخرى تتعلق بغياب فن اكتساب الشعبية عند معظم النجوم وفي مقدمتهم منير وهو ما ظهر جليا بعد ثورة يناير 2011، حيث فقدان الوعي السياسي والقدرة على التعبير واتخاذ المواقف السياسية بما لا يجرح الشعبية .
بالمناسبة لا فرق هنا بين محمد منير المتهم الآن بأنه يحب مبارك ونظامه، وبين خالد أبو النجا الثائر على مبارك وعلى السيسي، الكل لديه أزمة حقيقية في التعامل سياسياً ما يجعل “الشعبية” -التي يدرسونها للنجوم في الخارج – كدرجات الحرارة في فصل الربيع تزيد وتهبط حسب المنحنيات السياسية .
في كل المجتمعات من المفترض أن يحافظ النجم، سواء كان سياسيا أو فنانا وحتى لاعب كرة على عدم الإقتراب من المناطق الشائكة، التي تجعل دفاع محبيه عنه مهمة صعبة والتي تسمح بفتح النوافذ من حوله لتدخل منها حجارة الجمهور الغاضبة .
نطبق ذلك على حالة محمد منير ونبدأ بالصورة الأخيرة .
أنا نجم أعرف أن توفيق عكاشة شخص مثير للجدل، يسب الشباب الذي هو العماد الأساسي لجمهوري، علي إذا أن أكون حريص عند التقاط صورة معه أن تكون في إطار المجاملة التي لا يمكن لأن نجم رفضها، لكن أن ترى منير هو من يضع يده على كتف عكاشة ويتكلم والأخر هو من ينصت باهتمام وسعادة فرحا بالشرعية التي سيحصل عليها من صورة النجم الكبير، هنا يضع النجم شعبيته في محك اختبار لا فائدة منه .
أسمع من يقول، هو حر، يلتقط الصور مع من يشاء، ومالو، الجمهور أيضا حر في أن ينتقد الصورة .
طب وماذا عن الإشادة بالمهووس به أحمد موسى وقناة صدى البلد، منير كان يغني في حفل من تنظيم القناة، وبالتأكيد قابله المنظمون بحفاوة ولابد من رد الواجب، فما الحل؟
أولا “لابد من رد الواجب” هذه مبالغة مني، لأنه باختصار غير مطلوب من المطرب أن يوجه الشكر على الهواء ولن ينتقده أحد لو لم يفعل، لكن كيف يمكن الحفاظ على الشعبية وتوجيه الشكر في آن؟ إليكم بعض الأمثلة لو كنت محمد منير.
– أحب أوجه الشكر لكل منظمي المؤتمر والحفل والقناة الراعية للحفل على المجهود الجبار
– أشكر قناة صدى البلد على المجهود المبذول لنجاح الحفل .
– نختلف أو نتفق لازم نشكر قناة صدى البلد على مجهودها في تنظيم الحفل
– الإعلامي احمد موسى أنا عارف انه مزعل ناس كتير بس هو انهاردة عامل معايا الواجب وزيادة، خف عن الناس شوية يا أحمد.
البدائل لا حصر لها، لمن يريد أن يحافظ على شعبيته يوازن بينها وبين مواقفه السياسية، الكلمة بتفرق .
الكلمة إيد ..الكلمة رجل ..الكلمة باب
يا ناس يا ناس ..يا مصدومة. .هي دي الحدوتة ..حدوتة الشعبية .
لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا
اقرأ أيضًا:
محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”
محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر
محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة
محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى
محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود
محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!
محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة
محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»
محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو
محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل
محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي
محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك