موقف سري من المغرب بشأن اتفاقية كامب ديفيد - E3lam.Com

يكشف السياسي عمرو موسى، في الحلقة الثالثة من مذكراته التي ينشرها موقع “الشروق”، عن تفاصيل الحرب الدبلوماسية التي وقعت بين مصر والدول العربية عقب توقيع مصر اتفاقية “كامب ديفيد”، وسعى العرب لعزل مصر دوليا بطردها من المنظمات الإقليمية والدولية.
 
قال موسى إن عقب انتهاء جلسة افتتاح قمة حركة عدم الانحياز في هافانا عاصمة كوبا، بحضور عدد كبير من الرؤساء على رأسهم الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، كان الوفد المصري يجتمع على العشاء للحديث عما سيفعلونه في الاجتماعات المقبلة، وأضاف موسى: “أذكر في هذا الوقت أن محمد كريم العمراني، وهو شخصية مغربية كانت مقربة من العاهل المغربي الراحل، الملك الحسن الثاني، وشغل منصب رئيس الوزراء وكان ضمن وفد بلاده في القمة ــ جاء لمقابلة بطرس غالي مرتديا “شورت وبرنيطة ونظارة سوداء في المساء” حتى لا يعرفه أحد، وعمل الشقيق المغربي على تقليل التوتر في حديثه مع بطرس، وتأكدنا منه بأنه لن يكون جزءا من أي “أوركسترا” ستعزف ضدنا”.
 
أضاف: “الواقع أننا ــ في هذا الوقت ــ كنا قد كسبنا المعركة في اللجنة السياسية، التي انتهت دون توافق على قرار بطرد مصر من عدم الانحياز، كما كسبنا معركة إعلامية مهمة بالرد على الهجوم علينا في الجلسة الافتتاحية المذاعة وسنلعب بنفس الطريقة في القمة حتى لو تحايلوا بأى شكل من الأشكال.. في اليوم التالي تحايلوا فعلا وطلبوا انعقاد مكتب المجلس الذي يضم العراق وسوريا وليبيا، وقالوا: لو خرجنا من الاجتماع ومصر باقية في الحركة سنخرج منها، ولابد من صدور قرار بطردها. وقد أطلعني “آلاركون»” على ما يدفع العراق وسوريا فى اتجاهه، قلت له: استخدم أعنف لغة تريدها ضدنا ولكن بدون قرار، وأبلغت بطرس بكل ذلك فوافق عليه”.
 
تابع موسى: “عاد «آلاركون» إلىّ ثانية وقال: اللهجة العنيفة ليست كافية. قلت له: بإمكانك تحويل الأمر حتى يهدءوا إلى مجموعة عدم الانحياز الوزارية فى الأمم المتحدة لمتابعة هذا الموقف واتخاذ توصية، وإذا كانت الأمور صعبة فحدد موعد الاجتماع بالضبط، ولكن لا قرار من هافانا أو توصية وإنما تقرير كالمعتاد يحوى القرارات ويلخص المناقشات، خاصة أن وزراء الخارجية سيكونون هناك بالفعل بعد أيام لحضور اجتماعات الجمعية العامة، وهو ما حدث بالفعل، وتحول الأمر بالفعل إلى الأمم المتحدة، وهناك تصدى لهم مندوب مصر الدائم عصمت عبدالمجيد، ولم يستطع أحد إخراج مصر من حركة عدم الانحياز.. وانتهى الأمر”.