أعمال درامية لن ينساها البسطاء لخيري شلبي

إسلام وهبان

“أنا ابن الخيال الشعبي والسير والملاحم والفلكلور، مولعٌ بالتفاصيل الدقيقة وأحشدها في أبنية ذات شعب موصولة بالمسكوت عنه من الواقع الإنساني المؤلم والساحر في آن واحد، إن كل ما كتبته من قصص وروايات أنا في الواقع أغوص فيها على صعيد الوقائع الحياتية التي أكاد أزعم بالفعل أن كل ما كتبته من رواية أو حتى أقصوصة من نصف صفحة كان تجربة فنية نابعة من تجربة حياتية”. هكذا رسم بحروفه الروائي الراحل خيري شلبي، بورتريها عن نفسه، ولذا قدم أعمالا درامية تصف الواقع وتبرز أدق تفاصيل حياة البسطاء والمهمشين.

إعلام دوت أورج، يبرز ضمن ملف خاص عن “شيخ الحكائين“، أهم عملين دراميين قدمهما “شلبي”، عبر الشاشة الصغيرة، وتابعهما بشغف ملايين المشاهدين، وذلك فيما يلي:

1. الوتد
لم يكن مسلسل “الوتد” مجرد رواية لأديب كبير حصل من خلالها على جائزة الدولة التشجيعية، لكنها كانت بمثابة تأشيرة دخول للروائي خيري شلبي، ليس لبيوت المصريين فحسب، بل لقلوبهم ووجدانهم أيضًا.

عِشق “شلبي” للريف وانحيازه وتعاطفه مع البسطاء والفلاحين، جعله يٌقَدم صورة واقعية مزج فيها بين حقيقة بطلة قصته، الحاجة فاطمة تعلبة، والتي قيل إنها تتطابق مع زوجة عمه، وبين فلسفته الخاصة.

https://www.youtube.com/watch?v=-TofK1vbt90

 

“تعلبة” -والتي قامت بدورها الراحلة هدى سلطان- ليست مجرد أمًا مثالية حاولت تكوين أسرة قوية ومتماسكة، بل هي انتصار للمرأة ودورها بالمجتمع مهما بلغ مستواها التعليمي، فالحياة والإرادة هي أكبر معلم.

حاول “عم شلبي” من خلال أحداث المسلسل أن يبرز جماليات القرية المصرية وبيت “العيلة”، كذلك التركيز على مفهوم التضامن والتكافل، فأصبح بيت فاطمة تعلبة -لمن يقرأ المسلسل بزاوية أخرى- هو الوطن، وأبناؤها هم أفراد المجتمع، يلزم على كل منهم تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية.

https://www.youtube.com/watch?v=rddO7HGmT-E

المسلسل شارك في بطولته عدد كبير من الفنانين، من بينهم: يوسف شعبان، وفادية عبد الغني، فتوح أحمد، حنان ترك، هالة فاخر، أحمد سلامة؛ وأخرجه أحمد النحاس، وهو من إنتاج صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات.

 

2. الكومي

حينما يجتمع الثلاثي محمد راضي، وعبد الرحمن الأبنودي، وعم خيري، لابد أن يربح “الكومي” في ثلاثية “الأمالي”، التي لعب دور البطولة فيها الفنان الراحل ممدوح عبد العليم.

https://www.youtube.com/watch?v=oDKgcS2pg7g

“شلبي” لم تقتصر كتاباته فقط على البسطاء وأهل القرية، بل غاص بتجاربه الحياتية ليحكي عن شريحة قلما تحدث عنها أحد، وهم عمال التراحيل أو من يطلقون على أنفسهم “على باب الله”، ليرصد بشكل فني بديع تفاصيل ومعاناة هذه الفئة المطحونة في شوارع المحروسة.

“حسن أبو ضب” الشخصية المحورية في هذا المسلسل والتي أجادها الراحل ممدوح عبد العليم، حاولت أن تظهر كل ما يمر به الباعة الجائلين أو “السريحة”، وما يعانون منه، ولم يقف الحد لدى عم خيري، عند وصف تلك المعاناة، بل تطرق لمشاعرهم ورغباتهم والجانب الكوميدي الكامن بداخلهم والمتفجر من خلال المواقف اليومية.

https://www.youtube.com/watch?v=yRCrQrMEr04

أكثر ما يميز هذا المسلسل هو البساطة الغير مفتعلة، فكثيرا ما يقع الممثلين في فخ الافتعال وعدم مطابقة تصرفاتهم للواقع، إلا أن رسم “أديب المهمشين” لصورة وحدود كل شخصية بشكل يجعل ملامحها متجسدة أمام كل قارئ، جعل الأمر بالبساطة والتلقائية التي قدمها أبطال العمل، على مدار 51 حلقة، دون الشعور بالملل.

المسلسل شارك فيه نخبة من النجوم مثل هشام سليم، إلهام شاهين، ومحمود الجندي، وفاء عامر، وغسان مطر، إيمان خيري، بالإضافة إلى مجدي كامل وماجد الكدواني.