أسامة غريب يحتفل بـ"سامحيني يا أم ألبير"

هالة منير بدير

قام الكاتب والأديب أسامة غريب بمناقشة كتاب “سامحيني يا أم ألبير” في مكتبة “ألِف” بمول “كايروفيستيفال” الساعة السابعة من مساء يوم الأحد 16يوليو 2017 بحضور عدد من القراء والأصدقاء والمتابعين، وقد أدار الندوة الناقدة والأديبة الدكتورة نهى حمَّاد، وقد استمرت الندوة لمدة ساعتين ناقش فيها الكاتب فكرة الكتاب، وأوضح ملابسات عدد من “الحواديت” (كما يحب أن يطلق عليها) في دائرة من النقاش والمرح مع الحضور في جو من الضحك والفكاهة..

عنوان الكتاب هو عنوان أحد القصص القصيرة التي تضمنها الكتاب، وهي عبارة عن نموذج مصغر لسيرة ذاتية للكاتب في المرحلة العمرية ما بين الخامسة عشر والحادي والعشرين من العمر، تعرض حواديت شقاوة مراهقة غير عادية لشباب في مدرسة ثانوية حكومية، ثم في المرحلة الجامعية، وجدير بالذكر أن جميع الشخصيات حقيقية وجميع المواقف قد حدثت بالفعل..

استهلت الدكتورة نهى حمَّاد الندوة بالتأكيد على أنه لا يمكن حصر الكاتب أسامة غريب في قالب الكاتب الساخر، إذ إنه يملك بكل المقاييس معايير الأديب الذي يستطيع تطويع الكلمات ونحت الألفاظ دون ادعاء بالعمق، والتنقل بين الضمائر بمنتهى السهولة والبساطة، كما أكدَّت على أن محتوى الكتاب مرتب ترتيبياً أشبه بسيناريو قابل للتحويل إلى فيلم سينمائي، أو عمل درامي، وترى أن الأديب يسير على نهج أدباء الغرب من حيث كتاباتهم الخالية من التجميل والتزييف في السيرة الذاتية، كما أن من أبرز نقاط نجاحه هو مزج الخاص بالعام، وكشف التواطؤ العام بمعنى فضح الرقي الزائف..

ومن بعض أسئلة الحضور جاءت إجابات الأديب أسامة غريب كالآتي :

س: هل تتعمَّد الإسقاط السياسي في كتاباتك؟

ج: لا يوجد ما يُسمى إسقاط سياسي، فإذا كان للكاتب رأي سياسي فعليه أن يدوِّنه في مقال يُسجِّل فيه رأيه مباشرة، فالهدف من كتاباتي ليس التعليم أو التلقين، وإنما إمتاع القارئ، وللقارئ الحرية فيما بعد في الاستنتاج والربط..

س: ما هي العوامل التي ساعدت أسامة غريب على إتقان لغتين والوصول إلى ذلك المستوى الأدبي؟

ج: أكسبتني القراءة في مرحلة الطفولة حصانة من الانحراف، والاطلاع على كل دواوين العرب بانتهائي من المرحلة الثانوية، كان مكسباً جعلني كــ “قدِّيس القرية” وسط زملائي، لا أنجرف مع الفريق الذين يتورط في شغب صريح، أو مع الفريق الذي يُستهان بأمره، حتى إنني فوجئت برسوب عشرة من أصدقائي كنت أرى فيهم من كان مؤهلاً أن يكون عالماً أو أستاذاً جامعياً، حتى دخلت المرحلة الجامعية مكوِّناً صداقات جديدة، ثم كان للسفر عامل هام من حيث كثرة الأسفار ومخالطة أنواع كثيرة من البشر، فكانت التجارب بمثابة نبع أستقي منه في إنجازاتي..

س: ما رأيك في الحركة الأدبية في مصر؟

ج: هناك موجة كبيرة من الكتاب قد يفوق عددهم عدد القراء، يحتاجون بشدة للمراجع اللغوي “وهذا بخلاف الماضي”، ولكن هذا الوضع مجرد موجة ينبغي ألَّا نفقد الأمل حتى تنتهي ببقاء الكاتب الأجدر والأقدر..

س: ما رأيك في العمل الصحفي والكتَّاب الصحافيين؟

ج: المقال الصحفي شكل من أشكال الإبداع، ولكن للأسف أن 90% من الكتاب الصحافيين لا يصلحون للكتابة، فالعمل الصحفي وصل إلى حالة مهترئة، 10% فقط هم الذين لايزالون محتفظين بالعمل المهني، أما النسبة الباقية فكل مؤهلاتهم أن فيهم من هو صديق أو قريب رئيس التحرير أو مسؤول الصفحة..

س: مَن مِن الكتاب قد تأثرت لرحيله؟

ج: الكاتب جلال عامر رحمه الله، لأنه كان فناناً موهوباً وإنساناً لا مثيل له، خاصةً لوفاته بعد فترة قصيرة منذ بداية تعرف الناس عليه..

وقد انتهت ندوة مناقشة الكتاب بتوقيع الكاتب لكتب الحضور والتقاط بعض الصور التذكارية. جدير بالذكر أنه سيصدر قريباً للكاتب رواية جديدة بعنوان “عازفة الكمان”، وهي رواية رومانسية في مرحلة المراجعة سيتم تسليمها للناشر بعد أسبوعين تقريباً..