آراء سيد رجب في العالمية والرقابة واعتزال محمود الجندي

سما جابر

رغم ظهوره وشهرته منذ فترة قصيرة إلا أنه وصل لمرحلة مميزة من النضج الفني حتى أصبح يمثل أصعب المشاهد بأبسط الطرق.. وجهه الذي يحمل خبرة سنوات طويلة من العمل في الفن، وملامحه التي تحمل الخير والشر في آن واحد، واجتهاده الذي ربما يفوق اجتهاد نجوم في عمر العشرينات، كلها عوامل جعلته من أهم فناني الدراما والسينما.

يزداد توهجه وتألقه في كل عمل عن الآخر.. تزداد بساطته ليصل إلى مرحلة السهل الممتنع والتي ينافسه فيها قليلون.

إعلام دوت أورج حاور الفنان الكبير سيد رجب الذي تحدث عن كواليس نجاحاته في رمضان الماضي، حيث شارك في ثلاثة أعمال درامية حقق كل منها نجاحًا كبيرًا، هم “واحة الغروب” و”رمضان كريم” و”غرابيب سود”.

“لحم ودم” الشاويش إبراهيم

بما أن تتر أي عمل فني هو البداية جذب الجمهور له، فكان لابد أن تكون بداية الحوار معه عن تتر “واحة الغروب” الذي لاحظ الجمهور منذ الأيام الأولى في رمضان، حدوث تغييرات فيه، واختفاء أسماء بطلي العمل -خالد النبوي ومنة شلبي- من تتر البداية، وبدء التتر باسم سيد رجل، حيث قال إنه كان من المفترض أن يُكتب اسمه ثالث اسم، لكنه فوجئ بشكل التتر وتغييره، وعندما أوضح صُناع العمل له ما حدث، وافق على فكرة التغيير لكنه لم يفهمها، موضحًا أن فكرة ترتيب اسمه لم تشغله، لكن كل ما اهتم به هو خروج دوره بالشكل اللائق له ولجمهوره.

وعن كواليس ترشيحه لدور الشاويش إبراهيم في العمل أشار إلى أن المخرجة كاملة أبو ذكري تواصلت معه وعرضت عليه دورين كي يختار بينهما، لكنه فضّل دور الشاويش، معللًا ذلك بأنه دور مختلف عنه وأحبه كثيرًا، كما أنه يذكره بالشعب المصري بشكل عام، والشخصية بها الكثير من التحدي بالنسبة له، لأنها لا تحتوي على أي دراما، وكان ما يريده هو صنع “لحم ودم” من الدور حتى يتعلق به الجمهور، مؤكدًا أنه لو كان يعلم أن حجم العمل في واحة الغروب بهذه الصعوبة كان سيكتفي به فقط.

رمضان.. بسيط

بطريقته المرحة ووجهه المبتسم البشوش طوال الوقت، تحدث “رجب” عن ثاني المسلسلات التي قدمها في رمضان 2017 ولاقت استحسان الجمهور، وهو “رمضان كريم”، الذي قدم خلاله شخصية تشبه “مصرية” شخصيته الحقيقية، والذي يُعد سادس أعماله مع المخرج سامح عبد العزيز، والذي قال عنه خلال الحوار إنه مخرج وتكنيكي “شاطر” يفهم ما يريد الوصول إليه، مُشيدًا بالعلاقة الفنية والإنسانية التي تجمعهما سويًا، مُضيفًا: “علاقتي بيه هايلة وبنعرف نتعامل كويس مع بعض، وهي علاقة أي ممثل يتمناها مع المخرج وبتفرق كتير في العمل”.

كما كشف عن كواليس أشهر مشاهد المسلسل والذي يقف في وسط الحارة مستغربًا من حال أهلها، وتدور في ذهنه أسئلة كثيرة لا يجد لها إجابة، حيث أوضح أن المشهد بسيط جدًا لكنه يكثف من رؤية الشخصية للواقع، وإحساسها بشهر رمضان، وكيف أصبح مختلفًا عن الماضي.

وتابع أنه لم يستعد للمشهد بقدر ما استدعى طفولته مع الشهر الكريم، مؤكدًا أن الانفعالات التي قدمها بالمشهد هي مجرد إحساسه الشخصي والخبرات التي اكتسبها، مُشيرًا إلى أن المشهد كان صادقًا لأقصى درجة ويرصد التغير الذي طرأ على الواقع المصري.

https://www.youtube.com/watch?v=u-jJFtXAmps

لم ينصب اهتمام الفنان القدير بما فعلته قناة dmc عندما تقمصت دور الرقابة على المصنفات الفنية وحذفت بعض المشاهد من مسلسلي واحة الغروب ورمضان كريم، حيث قال: “أنا أشاهد المسلسل مثلي مثل الجمهور ومن الممكن ألا أهتم بما حدث، لكن عندما أعلم أن القناة تحذف مشاهد لأي سبب فبالتأكيد هزعل، وممكن أقول يا خسارة كان مشهد جيد وبه مجهود، حتى وإن كان المشهد لا يؤثر في العمل، لكنه في كل الأحوال يعزز من واقعيته”.

مفاجأة اعتزال محمود الجندي

بالتزامن أيضًا مع خبر اعتزال الفنان محمود الجندي، كان لسيد رجب تعليق على الخبر، حيث أكد أنه تفاجأ بالخبر، ولم يفهم أسبابه، مُستطردًا: “هو فنان قديم وأستاذ ولديه خبرة كبيرة وعلاقتي به إنسانيًا لم تكن متعمقة لكني أحبه جدًا” مُشددًا على أنه متفهمًا لوجهة نظره ويحترمها، لكنه إذا طبق الأمر على نفسه فأنه لن يعتزل بسبب فكرة التقصير في الدعاية له، التي من الممكن أن تضايقه في بعض الأوقات، لكن حبه للتمثيل سيغلبه حينها، مًردفًا: “يهمني الناس لما تشوفني في الشارع يقولوا لي دورك كان كويس، وأكيد محدش هيقول لي اسمك على التتر مش حلو!”.

لو الإسلام إرهاب فأنا ضده!

وعن دوره كمفتي داعش في “غرابيب سود” والانتقادات التي شنها البعض عن العمل واتهامه بتشويه صورة الإسلام، رد “رجب” على تلك الانتقادات بجملة مختصرة، قائلًا: “لو داعش بتمثل الإسلام فأنا عايز أشوه صورة الإسلام.. إحنا بنتكلم عن التفكير الإرهابي والسلوك اللاإنساني الذي تتبعه هذه الفئة، وأنا ضد الإرهاب، ولو الإسلام إرهاب فأنا ضده”.

كما لفت إلى أن أكثر ما جذبه للدور هو وجود فنانين من كل أنحاء الوطن العربي، إضافة إلى تمثيله باللغة العربية الفصحى التي أصبحت نادرة، بجانب أنهم يقدموا قضية يتم من خلالها مقاومة الإرهاب ومواجهته ثقافيًا وفكريًا.

سيد رجب

تراجع “جواب اعتقال”

ومن مسلسلات رمضان إلى أفلام العيد، تطرق “رجب” إلى مشاركته في فيلم “جواب اعتقال” الذي خيب آمال جمهور محمد رمضان، بعدما كان رقم “1” في كل موسم سينمائي يشارك فيه، وتراجع لعدة مراكز هذا الموسم، حيث أوضح سيد أنه لا يوجد أفضل ممثل، لكن تكامل العمل من وجود ممثلين جيدين وكاتب ومخرج جيد، هو ما يجعل العمل يخرج بشكل مناسب وهو ما يؤدي إلى أن يحصل الفنان على لقب الأفضل، والتراجع في أي عنصر من هذه العناصر يؤدي إلى تراجع العمل ككل، مُشددًا على أن الإيرادات ليس لها أي قيمة فنية في الأمر، ولا يمكن أن نحكم من خلالها.

تاريخ فني “طويل – قصير”

لم تمر الفرصة أيضًا، إلا بالحديث على تاريخه الفني الطويل مسرحيًا، والقصير تلفزيونيًا وسينمائيًا، والذي نفى تأخر نجوميته والتي ظهرت بعد الخمسين، مُعلقًا بسخرية: “كان ممكن النجومية تيجي وأنا عندي 20 سنة فانبسط أوي فأبوظ”.

كما أوضح أنه يعمل حاليًا على ثاني تجاربه في الكتابة السينمائية، بعد تجربة فيلم “الشوق” عام 2011، متمنيًا أن يتحلى بالقدرة والصبر لإنجاز العمل.

واختتم حواره بالحديث عن الطريق إلى العالمية وأنه يتمنى المشاركة في أعمال عالمية بشرط أن يكون الدور جيد، لكنه اعتبر أن الطريق الأفضل للعالمية يتلخص في النهضة بالسينما والصناعة المصرية كي تتحول إلى صناعة عالمية.