"فيلم مسروق".. كيف تنهار أمام مندوبي المبيعات؟ - E3lam.Com

أحمد شعبان

هل تخيلت أن يتصل بك أحد مندوبي التسويق والمبيعات، ليعرض عليك منتجًا ما، وعندما ترفض شراء المنتج، يقوم فجأةً بإنهاء المكالمة بطريقةٍ غير لائقة، وحين تحاول الاتصال به مجددًا يستمر في استفزازك وإثارة غضبك، إلى أن ينتهي بك الحال وقد اشتريت ذلك المنتج؟!.. تلك هي فكرة الفيلم القصير الحادي عشر للمخرج محمد حسين راشد، الذي اختار له اسم “فيلم مسروق”.

إعلام دوت أورج” تواصل مع “راشد”، الذي تحدث عن فيلمه الأخير، وسبب اختيار هذا الاسم له، وتحدث عن أفلامه السابقة وبداياته في عالم الإخراج، وعن السينما المستقلة في مصر، والصعوبات التي تواجهها.

في البداية، يوضح راشد – 32 سنة – أنه أراد أن يكون فيلمه الأخير محاولة لرسم الابتسامة على وجوه مشاهديه، من خلال موقف كوميدي، ولا يعنيه أن يحوي الفيلم إسقاطات أو أفكار عميقة مبالغ فيها، قد تصيب المشاهد بالملل، بقدر ما يعنيه أن يقدم فيلمًا خفيفًا يُضحك جمهوره، ولكن دون إسفاف.

أخرج “راشد” منذ عام 2006، الذي شهد بداياته في عالم الإخراج، 12 فيلمًا قصيرًا، تنوعت ما بين روائية وتسجيلية هي: “أصحاب ولا”، و”زيزو 10″، و”بلد المحسوب”، و”البقاء للأصلح”، و”أحمد زكي الأسطورة”، و”حظك اليوم”، و”فوبيا”، و”الأسطى عزرائيل”، و”الغلطة الأخيرة”، و”أجرة”، إضافةً إلى فيلم “أربعة راكب” الذي شارك فيه مع ثلاثة مخرجين آخرين، وأخيرًا “فيلم مسروق”.

وحصل “راشد” على العديد من الجوائز من مهرجانات للأفلام القصيرة، نظمتها رابطة المبدعين العرب، في ساقية الصاوي، حيث حصد فيلمه “الأسطى عزرائيل” على جائزة التمثيل، كما حصل على جائزة المركز الثاني كأفضل مخرج، وأفضل فيلم عن “الغلطة الأخيرة”، إضافةً إلى حصوله على شهادة تقدير مُقدمة من جامعة القاهرة عن فيلمه “البقاء للأصلح”، كما عُرض فيلم “أجرة” في عدة مهرجانات بأمريكا، والمغرب، والأردن، وشارك “أربعة راكب” في مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة.

وعن “فيلم مسروق” وكيف جاءت فكرته، يقول “راشد”: “فكرة الفيلم مأخوذة بالكامل من اسكتش كوميدي أمريكي في اتنين بيعملوه، أخويا الصغير فرجني على الإسكتشات ولقيتهم لطاف جدًا، ولقيت إن في أفكار ممكن إننا نعملها”، يتابع: “أخدت الفكرة دي لأنها سهلة إنتاجيًا، إلى جانب كونها مضحكة ومناسبة عندنا في مصر، وكنا مهتمين إننا نعرف المشاهد إن الفكرة مش بتاعتنا، احنا فقط كتبنا السيناريو والحوار، وعشان كده سميناه فيلم مسروق، لأن هو فعلًا مسروق 100%، واحنا بنعترف بكده”.

يشير إلى أنه في ظل المشاكل والصعوبات الإنتاجية التي يواجهها صناع الأفلام المستقلة، كان لابد أن يبحث عن فكرة سهلة إنتاجيًا، تناسب الإمكانات الإنتاجية المحدودة، مضيفًا: “بحاول أنقي فكرة كويسة، دون تكاليف باهظة، لأنك أنت المخرج والمنتج بتاع الفيلم، ومفيش شركات إنتاج، ودي طبيعة أغلب الأفلام المستقلة”.

ويوضح “راشد” أنه لم تكن هناك صعوبات أو مشاكل في هذا الفيلم، حيث كلفه 400 جنيه، حيث قام بعمل وحدة إضاءة، وتم تصوير الفيلم في منزله، ومنزل صديقه بطل الفيلم أحمد عادل، مضيفًا: “الموضوع كانت تكلفته بسيطة، لأن الفيلم مكنش محتاج ملابس أو ديكور ولا تكاليف كبيرة، بطل الفيلم صديقي، شغال مهندس، اتحمس للفكرة، وشرحتله الفكرة بتاعة التمثيل والدور، وعملها بطريقة لطيفة مع إنه مش ممثل، والدور التاني كان أخويا وواحد صاحبه”.

وشارك “راشد” في كتابة الفيلم مهند مرعي الذي قام بتصويره أيضًا، ولم يستغرق الفيلم وقتًا طويلًا، حيث استغرق شهرًا للتحضير والكتابة، وتم تصويره خلال ثلاثة أيام، واستمر مونتاجه طوال شهر رمضان الماضي، وتم رفعه على “يوتيوب” في عيد الفطر.

ويقول إنه ليس الهدف من هذا الفيلم هو أن يشارك في أحد المهرجانات، كما هي العادة للأفلام القصيرة، وإنما يريد بهذا الفيلم أن يصل إلى المشاهد فقط، لرسم الابتسامة على وجهه. وأردف: “الفيلم ده مش الهدف إني أوديه مهرجان، احنا بنعرض على يوتيوب، أحسن حاجة في الدنيا، وبنعرف رد فعل الناس علطول، ومن غير دعاية لو ألف واحد شافوا الفيلم، على السوشيال ميديا، واتبسطوا هكون فرحان جدًا”.

واعتبر أن أهم ما يحتاجه صناع السينما المستقلة في مصر، أن يقدوموا أفكارًا بسيطة دون عمق مبالغ فيه، كما أن إطالة مدة الفيلم قد يصيب المشاهد بالملل، لافتًا إلى أنه من أهم عناصر السينما هي تسلية المشاهد، وأشار إلى أن هناك خلط يحدث عند المشاهد بين صناع الأفلام، وبين من يقومون بعمل مقاطع فيديو، تنتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي.

واستطرد قائلًا: “مشكلة إن أي حد معاه موبايل، يقعد يصور حاجة بيخلط الحابل بالنابل، بيساوي بين اللي قعد شهور يجهز الفيلم، وبين اللي بيعمل حاجة هزار في البيت، كل الأشكال تُحترم، لكن في الآخر بيقال إن كلهم بينزلوا فيديوهات على الانترنت”.

واختتم حديثه بأنه يتمنى أن يكرر تجربة “فيلم مسروق”، ويقدم في الفترة المقبلة، أفلامًا قصيرة على شكل اسكتشات مضحكة، يسلي بها المشاهد، من غير إسفافٍ أو تبسيط مُخل.