بعيدًا عن "الجماعة 2".. كيف كانت علاقة سيد قطب بـ طه حسين؟

أحمد أبو الخير

بالتزامن مع عرض مسلسل “الجماعة 2” حاليًا، والذي ينافس ضمن موسم سباق الدراما الرمضانية لهذا العام، ربما _لأول مرة_ يتم تناول الكثير من الشخصيات البارزة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين بهذا الوضوح، رغم الانتقادات الكثيرة التي التي وُجهت لصنّاع المسلسل، حول التناول التاريخي لبعض الشخصيات بعينها، مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعلاقته بالإخوان؛ وتحديدًا بالمفكر الإخواني سيد قطب.

ويظل التجسيد الفني الأول _والأوحد حتى الآن_ لشخصية “قطب”، هو الحدث الأبرز في المسلسل، لكونه من أشهر قيادات الإخوان في تاريخها، وأبرز المؤثرين في شباب الإخوان حتى الآن، حيث كشف “الجماعة 2″ الكثير من الأسرار عن حياته، بالإضافة لتوضيح تطور علاقته بالجماعة من الكره إلى الإيمان الشديد بها، وكذلك علاقته بـ”عبد الناصر” وتنظيم الضباط الأحرار.

الأدب والنقد

لكن بعيدًا عن المسلسل وبالعودة للشخص نفسه من خلال الجانب الأدبي، نجد أنه في بداية حياة سيد قطب كانت له العديد من العلاقات الأدبية والنقدية، فمثلاً هو الذي قدّم نجيب محفوظ من خلال نقده لرواية ” كفاح طيبة”، وكتب كذلك عن عباس العقاد ومصطفى صادق الرافعي وتوفيق الحكيم، وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

“قطب” وعميد الأدب العربي

في عام 2006 نشرت “دار الشروق” كِتابًا ضخمًا من تحقيق وتقديم عبد الحميد إبراهيم، جمع فيه الكثير من الوثائق والرسائل المتبادلة ما بين الدكتور طه حسين، والعديد من الأدباء ورجال الدين، ومن بينهما رسالتين أو وثيقتين لسيد قطب.

الرسالة الأولى

يستفسر سيد قطب في الرسالة الأولى من الدكتور طه حسين عن حالته وصحته، ثم يتحدث عن الأحوال الاقتصادية والسياسية التي كانت تمر بها البلاد، من خلال تفكك الوزارة والأسماء الظاهرة المُرشحة لها؛ مثل النقراشي باشا وعلى ماهر وحافظ عفيفي، ثم في نهاية الرسالة يطلب منه أن يوافيه و يُرسل له بالمقالات، لأن المجلة تدهورت، مُزيّلا رسالته لـ”حسين”، بأنه “أقدر الناس على الإصلاح”.

لكن غير معلوم ماهية المجلة التي كان يقصدها سيد قطب؛ فالرسالة قادمة من الإذاعة وتحمل تاريخ 8 أغسطس 1939، لذا من المحتمل أنه يقصد الكِتابة في المجلة التابعة للإذاعة والتي كانت تحمل اسم “الردايو المصري”، قبل أن يتم تعديلها إلي مجلة “الإذاعة والتلفزيون”.

الرسالة الثانية

أما الرسالة الثانية الغير مُحدد فيها مكان الإرسال أو حتى يومه، قد بدأها سيد قطب بـ”سيدي الدكتور” على عكس الرسالة الأولى التي بدأها بـ”عزيزي طه”، مما يكشف الاختلاف الواضح في تأثير العلاقة فيما بينهما.

ثم يُعاتبه عتابًا خفيفًا على أنه قد حاول الاتصال به مرارًا و تكرارًا؛ ليحصل منه على موعد فلم يستطع وحزن لذلك، ولكن الحزن قد زال _كما يُوضح_ بعدما أرسل إليه “حسين” كِتابه “فصول في النقد”، وقال نصًا:

“لقد تسلمت فصول في النقد، فعلمت أنني أشغل مكانًا في ذاكرتكم، وإنه ليسرني أن يكون لي فيها مكان. هذا. و لم أشكر على الهدية القيمة في ذاتها، وإنها لشيء ثمين”.

لكن من الواضح أنه لا تقتصر العلاقة فيما بينهما على الرسالتين فقط، حيث كتب سيد قطب سيرته الذاتية “طفل في القرية” على نسق كتاب “الأيام” الشهير للدكتور طه حسين.