فاطمة عادل.. "بنت المسرح" بين التمثيل وتراث الطرب

إيمان مندور

اجتماع أكثر من موهبة “حقيقية” في شخص واحد، هو علامة نجاح بالتأكيد، إذا ما تم استغلال هذه القدرات بشكل صحيح ومنظّم، دون تسرع يخفي تميزها، أو تباطؤ يفقدها _مع الوقت_ معناها لدى الآخرين.

الفنانة الشابة فاطمة عادل كانت النموذج الأمثل لهذا المعنى، لا سيما إذا علمنا أنها من أسرة فنية تعتبر المسرح والفن عموماً هو بيتها الثاني، حيث ولدت “فاطمة” لأبوين من أبناء المسرح الحر، وأشقاء اتجهوا معها لمجال التمثيل، لكنها تميزت بموهبة أخرى عنهم ألا وهي الغناء.

البداية في المسرح

كشفت فاطمة عادل لـ إعلام دوت أورج تفاصيل بداية رحلتها، موضحةً أن والدها الفنان عادل ماضي ووالدتها الفنانة سمر عبد الوهاب يعملان منذ شبابهما في مسرح الثقافة الجماهيرية والمسرح الحر، لذا كان المسرح له دور كبير في حياتها هي وأشقائها في فترة الطفولة، حيث كانوا يذهبون إلى المدرسة في الصباح ويعودون لإنهاء واجباتهم المدرسية، ثم يتوجهون إلى أمهم وأبيهم في المسرح ويعودوا جميعًا ليلًا.

بدأت “فاطمة” العمل في المسرح من سن 5 سنوات، ثم استمر توالي الأعمال والعروض المسرحية لها حتى تعلّقت بالمسرح، لافتةً إلى أنه لا يمكنها الاستغناء عنه، مستطردةً: أنا ما اقدرش أنا وإخواتي ما نشتغلش مسرح”.

رهبة التواجد أمام الجمهور على خشبة المسرح، سواء للغناء أو التمثيل، لها متعتها الخاصة لديها بخلاف التواجد أمام الكاميرا، حيث وصفت ذلك الأمر قائلةً: “أنا تيجي تقوليلي أقفي قدام الكاميرا ولا أقفي قدام الجمهور، لأ اختار أقف قدام الجمهور طبعًا، ده بيبسطني أكتر.. فكرة اللايف دي سواء غنا أو مسرح بتمتعني أكثر، لكن في الاخر كلها حاجات بحبها”.

 

الغناء والتراث

أما اكتشافها لموهبة الغناء لديها فكان في مرحلة متأخرة بالنسبة للمسرح، حيث قدّمت أوبريت عن سيد درويش في دار الأوبرا، في المرحلة الإعدادية، وظل هذا العرض لمدة عام في أكثر من مكان، فاشتركت معهم في الغناء وانضمت للكورال، حتى أحبت الغناء وأخبرها من حولها بأن صوتها جيد ومميز، لذا درست بعد ذلك في معهد الموسيقى العربية، وتدرّبت على الغناء سواء في المعهد أو خارجه، لتنمي موهبتها.

اشتهرت “فاطمة” بحبها لأغاني التراث المصري، وإحياء كل ما هو “قديم” في الغناء عمومًا، لذا كثيرًا ما تسمعها تغني لأم كلثوم والشيخ إمام وعبد الوهاب، وكذلك غنائها للسيرة الهلالية بأداء متقن وبشكل صحيح.

وعن ذلك، أوضحت أنه بخلاف حبها الشديد لتراث الطرب، إلا أنه أيضًا مادة فنية غنية جدًا لأي فنان، “ما تقدريش ما تحبيهاش” على حد تعبيرها، لكن رغم ذلك قدّمت العديد من الأغاني الجديدة مع أحمد حداد وشريف الوسيمي، والتي تحمل طابع “الدراما” إلى حد كبير أيضًا.

الدراما والسينما

بداية التمثيل في السينما كانت أثناء فترة دراستها بمعهد الموسيقى، من خلال مساعدتها في مشاريع التخرج والأفلام القصيرة التي ينفذها الطلاب، حتى كانت بداية الانطلاق من خلال فيلم “بصرة” لأحمد رشوان، والذي كان من بطولة باسم سمره وإياد نصار ويارا جبران، حيث شاركت في التمثيل والغناء بالفيلم.

بعدها طلب منها المخرج السوري حاتم علي، المشاركة في مسلسل “مطلوب رجال”، فسافرت إلى سوريا ودبي لتصوير المسلسل، وكان أول عمل درامي لها، تلاه مشاركتها في مسلسلات أخرى، أحدها تابع لشبكة mbc وتم تصويره في الأردن، وأخر في دبي.

ثم عادت إلى مصر، فشاركت في مسلسل “الزوجة الثانية” بطولة أيتن عامر وعمرو عبد الجليل، كأول مسلسل لها في مصر، تلاه مشاركتها في برنامج “خطوات الشيطان” الجزء الثاني للداعية معز مسعود.

 

وكذلك دورها الشهير في مسلسل “سجن النسا” مع نيللي كريم وسلوى خطاب، و”أرض النعام”، انتهاءً بمشاركتها في مسلسل “الجماعة 2” والذي يُعرض في موسم دراما رمضان للعام الحالي، بالإضافة لدورها في فيلم “أسماء” مع الفنانة هند صبري، عام 2011.

نرشح لك: 9 تصريحات لـ فاطمة عادل.. شقيقة سيد قطب في “الجماعة 2”

ورشة حسن الجريتلي

“كانت كل حاجة بالنسبة لي.. دي أكاديمية تانية اتعملت فيها كل حاجة”.. هكذا وصفت “فاطمة” ورشة حسن الجريتلي، التي انضمت إليها وقت أن كانت في المرحلة الثانوية، واستمرت بها لما يقرب من 11 عامًا، حيث تعلموا “كل شيء” هناك، على حد وصفها، على يد مدربين متخصصين، بداية من وضع الفنان لـ”مكياج” الشخصية لنفسه، مرورًا بالغناء والعزف والتمثيل.

كما تعلّمت هناك السيرة الهلالية وأدّتها بإتقان، وكذلك المووايل وهذا النوع عمومًا من الأداء الفني، الذي تعلمته على يد الشيخ زين والعديد من المدربين الآخرين.

أما الفنان حسن الجريتلي، فأكدّت أنه مدرب تمثيل “شاطر جدًا”، وأثّر في مسيرتها بشكل كبير، موضحةً أنها لا تتمكّن حاليًا من التواجد هناك باستمرار، بسبب ظروف علمها، لكنها تشارك في الورشة بكل تأكيد إذا طلبوها في حفلة أو غير ذلك.

أسرة فنية

والدها الفنان عادل ماضي كان موظفًا في مسرح العرائس منذ أكثر من 30 عامًا، فقد كان لاعب أراجوز وممثل مسرح، ومُصنِّع عرائس، وتعرّف على والدتها الفنانة سمر عبد الوهاب في المسرح، والتي كانت تشارك في التمثيل هناك أيضًا، كما كانت تغني في ورشة حسن الجريتلي.

 

أغلب مشاركات والدتها كانت في المسرح، لكنها عملت في السينما والتليفزيون كذلك، مثل فيلم “دم الغزال”، ومسلسل “أفراح القبة”، و”كلبش”، و”هذا المساء”، و”الصعلوك”.

لكن مشاركتها في الفن مؤخرًا لم تعد كثيرة كما كان في السابق، حيث علّقت “فاطمة” على ذلك بقولها: “أنا معطلاها عن شغلها الصراحة بولادي عشان أعرف اشتغل.. وهي في حاجات كتير بترفضها عشان أنا بكون مرتبطة بشغل ولازم اروح..فبكون مطمنة إن هي معاهم”.

 

وفيما يخص إخوتها، أشارت إلى أنها اتجهت للتمثيل هي وشقيقها الفنان محمد عادل في نفس الفترة تقريبًا، ثم تشاركا التمثيل في فيلم “رؤية شرعية”، حيث اختارها المخرج لتجسد دور شقيقته للشبه بينهما، دون أن يدري في البداية أنهما أشقّاء.

 

أما الشقيقة الصغرى، الفنانة حنان عادل، فبدأت في السينما والتليفزيون منذ فترة الطفولة، حيث شاركت في بطولة فيلم “عين شمس”، ومع توالي سنوات عمرها ونضوجها، بدأت تشارك في أعمال أخرى.

 

أبرز أعمالها هي مسلسل “القاصرات” مع الفنان صلاح السعدني، و”ساحرة الجنوب”، و”رمانة الميزان”، و”فتاة المصنع”، إلى أن تشاركت الشقيقتان في التمثيل بمسلسل “الجماعة 2″، الذي يُعرض حاليًا ضمن موسم الدراما الرمضانية للعام الحالي.