أحمد فرغلي رضوان يكتب: مشاهدات (4)

لا تطفئ الشمس.. لماذا؟

لماذا كلف المؤلف وصناع مسلسل “لا تطفئ الشمس” أنفسهم واختاروا رواية الأديب إحسان عبدالقدوس لتحويلها لعمل درامي؟ وهم في قرارة أنفسهم سيحولون الأحداث بشكل جذري بشخصياتها وزمانها ومكانها!؟ هل كانوا “مزنوقين” في “شجرة عائلة” مثل التي بالرواية ليصنعوا حولها مسلسلا، أم هو استغلال لاسم الرواية وفيلمها الشهير؟!

لا أعرف فالأحداث تبتعد كثيرا والتحولات في الشخصيات والأحداث جذرية، اللافت أن التركيز على العلاقات العائلية السلبية هو سمة المسلسل والذي أصبح مستفزا للمشاهدين وتستطيع بجولة في دقائق معدودة على مواقع التواصل الاجتماعي أن تقرأ ما لا “يسر” صناع المسلسل! وكان من السهل على المؤلف أن يكتب عملا من وحي شخصياته “المستمرة معنا منذ سهر الليالي” بعيدا عن اسم الرواية كان سيكون أفضل، رغم أن الأدب يعطي لكاتب السيناريو شخصيات مكتملة البناء لها بداية ونهاية، في اعتقادي الكاتب كان في صراع داخلي أثناء الكتابة وهو يريد الحفاظ على روح الرواية وعالمها وفي نفس الوقت يريد الابتعاد بالأحداث لمجاراة الزمان الحالي وفرض وجهة نظره وشخصياته على الأحداث.

الجرأة في العمل الفني والأدبي مطلوبة ولكن التليفزيون يختلف عن السينما والكتاب يختلف عن الاثنان، تقريبا معظم علاقات وشخصيات الرواية فاشلة ومشوهة ووصل الحال لتسليط الضوء على العلاقات “المثلية” الجنسية بشكل مباشر وصادم للمشاهد وهو يحدث لأول مرة في الدراما التليفزيونية ولا نعرف الغرض الفني من هذا! ولذلك تحول مدح الجمهور الى سخرية من الأحداث.

فمثلا من بين تعليقات الجمهور التي لفتت انتباهي “لا تطفئ الشمس خلص بالنسبة لي ف الحلقة 15 / ‏الextremes اللي في علاقات لا تطفئ الشمس خلتني ازهق من المسلسل/ ‏بيتهيألى ف مسلسل لا تطفئ الشمس استبدلو الميه ب وايت وين! /‏الواحد بيتفرج على لا تطفئ الشمس عشان من ريحة جراند اوتيل بس والله.

أعتقد أن صناع المسلسل خسروا الرهان هذه المرة ولم يكسبوا سوى سخط الجمهور ضدهم بعد أن أشاد العام الماضي بمسلسلهم “المنحوت” عالميا جرند أوتيل.

الإعلانات فلوس أم إفلاس!

هل أصبحت الإعلانات بديلا للنجم عن المسلسل الرمضاني؟ أم أنها مغرية في الأجر لدرجة لا تقاوم؟ الاجابة نعم في الحالتين، فهناك نجوم لم يستطيعوا تقديم مسلسل في رمضان لأسباب خاصة بالإنتاج والتوزيع “أجلت” أعمالهم فجأة فكان البديل البحث عن إعلان يعوض خسارة الموسم ماديا وجماهيريا.

والبعض رغم تواجده في أعمال درامية وافق سريعا على تقديم إعلانات لعدم القدرة على مقاومة إغرائها المادي الكبير وهو بالطبع أمر سلبي لهؤلاء، فالنجومية تحتاج لحسن إدارة وهو ما لا يتوفر لمعظم نجومنا، فتجد العشوائية في إدارتهم لموهبتهم ونجوميتهم هي الواضحة في قراراتهم واللافت أن بعض النجوم جاءت إعلاناتهم أفضل من أعمالهم الدرامية لدى الجمهور!

حلاوة الدنيا

رغم أننا أمام عمل درامي “مؤلم” عن مرض شرس صار متواجدا حولنا بكثرة ويأخذ عزازا علينا، لكن نجح المسلسل في تقديم جرعة من الرومانسية جعلت المشاهد ينسى حجم المعاناة والألم بالمسلسل، وساهم بشكل مباشر بتوصيل الحالة أداء الموهوبة هند صبري وهي تعيد اكتشاف نفسها بهذا العمل مجددا، ومعها أيضا ظافر العابدين في أفضل أدواره بالدراما المصرية، والاثنان أضافا أيضا روحا مرحة على شخصياتهما لمحاولة البسمة والتفاؤل رغم شبح الموت الذي يخيم عليهما، العمل فاق توقعات نجاحه قبل العرض فالكثيرين تخوفوا من مشاهدة عمل يحمل مأساة نهايتها مؤلمة وهو ما يحسب للمؤلفتين سما عبدالخالق وإنجي قاسم والمخرج حسين المنياوي.

أرض جو.. ضياع عائلة

لفت نظري في مسلسل “أرض جو” تحول قضية خطف الطائرة والإرهاب لكشف مدى تأثر عائلات العناصر الإرهابية ومعاناتهم في المجتمع وهو من الأعمال التي بها خيوط درامية جيدة لأبطاله ونجح في الحفاظ على عنصر التشويق إلى الآن، ومن بين المشاهد التي تكشف معاناة أسر الإرهابيين يقول شقيق الإرهابي بعد أن تم رفضه في اختبارات “الخارجية” لأشقائه، أنهم انتهوا كعائلة ولن يستطيع أحدهم تولي منصب محترم في بلدهم للأبد، مما يدفعه لمحاولة الهجرة غير الشرعية، وتخبط باقي أشقائه، ويُحسب للمخرج محمد جمعة رهانه هو وبطلة العمل، على هذا الكم من الوجوه الشابة الصاعدة في المسلسل وإعطائهم هذه المساحة، ونجح بعضهم في الوصول للجمهور مثل عادل عبدالرازق ومؤمن نور وأحمد ماجد، كذلك غادة عبدالرازق بدت أكثر رشاقة في العمل بعد إنقاص وزنها بشكل كبير إلى جانب تقديمها لشخصية “سلمى” بتحولاتها النفسية بأداء وموهبة كبيرة وتحملت عبئا كبيرا في هذا العمل.

رسائل :

مسلسل رمضان كريم: حالة درامية جيدة والأقرب للواقع الاجتماعي المصري الشعبي وهي من سمات المؤلف أحمد عبدالله رغم تشابه أعماله.

سيد رجب وصبري فواز: متعة التمثيل تصل للمشاهد من خلالهما.

روبي: بعيدة عن مستواها الفني المعهود في رمضان كريم.

هذا المساء: يواصل بنجاح تقديم الواقع الحديث بشخصياته وسيناريو وإخراج من أفضل الأعمال.

هربانة منها: ياسمين عبدالعزيز أكدت على موهبتها مع أكثر من شخصية.

ريَّح المدام: فرض نفسه بقوة على حساب أعمال كوميدية أخرى لأسماء كبيرة.

وليد فواز: من أكثر الناجحين في البطولة الثانية ويستحق فرص أكبر الفترة القادمة.

لمعي القط: نجحت في تحقيق مشاهدة عالية خاصة عند الأطفال ولكن ليس لدرجة أن تكون رقم واحد!