لماذا تأخرت شهرته؟.. محمد محمود يجيب

سما جابر

تاريخ طويل يتخطى الـ30 عامًا على خشبة المسرح، وأكثر من 100 عمل مسرحي، تم اختصارهم في دور “ممس” الذي لعبه الفنان محمد محمود في فيلم “أمير البحار” عام 2009.

يعتقد البعض أن الفنان الذي لعب واحد من أبرز الأدوار الكوميدية في السينما المصرية، خرج على المشاهدين فجأة، بدون مقدمات، لكن ما لا يعلمه المشاهد العادي أن وراء المشاهد الكوميدية التي تحولت لكوميكس وإفيهات على مواقع التواصل الاجتماعي، جهد وتاريخ يمتد لأكثر من 30 عامًا في المسرح، لكن لم تشأ الظروف والأقدار في ارتباط الجمهور به إلا بعد سنوات عمل طويلة.

إعلام دوت أورج تواصل مع الفنان القدير، الذي تحدث عن مشواره وبدايته في مسرح الدولة إلى أن استقال، كما تحدث عن رأيه في فرقة مسرح مصر وكيف اختلفت عن المسرح المعروف، كما تطرق إلى دوره في مسلسل “رمضان كريم” الذي يُعرض حاليًا، وفيما يلي أبرز 15 تصريحًا له تلخص مشواره الفني.

1- كانت البداية من خلال المسرح المدرسي في الثانوية العامة، حيث انضممت لفريق التمثيل ووجدت نفسي أقدم روايات عالمية لشكسبير وموليير وجان بول سارتر وأحببت الموضوع كثيرًا.

2- التحقت بمعهد التمثيل عقب تخرجي في كلية الخدمة الإجتماعية، فلم أستطع التقديم للمعهد بعد الثانوية العامة بسبب الصعوبات التي كنا نسمع عنها، فكان المعهد يقبل حوالي 10 طلاب من كل 3 آلاف تقريبًا، فقررت أن أدخل جامعة عادية ثم بعد التخرج التحقت بمعهد التمثيل وتم قبولي، وكان في نفس دفعتي كل من الفنانة إلهام شاهين وماجدة زكي.

3- كانت دفعتي هي الدفعة الوحيدة التي تخرجت على خشبة مسرح السلام، وبعد تخرجي من المعهد تم تعييني في المسرح الحديث (السلام)، وظللت عضوا فيه إلى أن أصبحت المدير عام 2005.

4- “مسرح مصر” بالنكت والإفيهات اللفظية نقطة فاصلة في تاريخ المسرح، فعلى أيامنا كان هناك فكرة نبني عليها القصة الكاملة لما نقدمه، عكس ما يفعلون هم، فهم فاهمين المسرح الارتجالي بشكل خاطئ، لكن الأيام أثبتت أننا أخطأنا، وهم الصح، حيث أصبحوا جميعهم نجوم.

5- ذوق الناس العام ليس السبب في ظهور مسرح مصر، فهناك مسرحيات تُعرض على مسرح الدولة وتكون “أرش كومبليه” لأسابيع، ويحضرها جمهور من مختلف الطوائف، مثل مسرحية “قواعد العشق الأربعون” التي كانت تُعرض مؤخرًا، فالجمهور “مش عايز كده” وهذه ليست سلوكياته، لكن لو درسناها بمنطق علم النفس، فبعد الكوارث والحروب والأزمات الاقتصادية يخرج مذهب اللامعقول أو مذهب العبث، فالناس فقدت الأمل والقدرة على الحياة، وهو ما نتج عنه ظهور هذا المذهب الذي جذب الناس إليه في محاولة لمشاهدة كل جديد، وهذا ما حدث بعد الثورتين، أصبح الإفيه اللفظي “الهايف” والكوميديا المرتجلة هي السائدة.

6- لا يوجد دعاية حاليًا للمسرح، كما كان يحدث في الماضي سواء في الصحف أو في التلفزيون، لكن الدعاية الحقيقية أصبحت على الإنترنت وليست في إعلان تلفزيوني.

7- استقلت من منصبي كمدير عام للمسرح الحديث عقب ثورة يناير، حيث أجبرت وزير الثقافة وقتها، عماد أبو غازي على قبول استقالتي، وقلت له لن أنتظر عندما يتطاول علي أحد، فقال لي إنني أثبتت وجهة نظره الصحيحة التي اتخذها عني.

8- استقلت لأنني لم أكن أرضى عن الوضع، حيث انقلبت الحرية وقتها إلى فوضى، وفجأة العاملين في المسرح اعتقدوا أننا من الفلول وأننا من أخذنا حقوقهم، لكن من كانوا يهاجموننا وقتها أصبحوا يقولوا الآن “ولا يوم من أيامكم”، فكنا نعمل بما يرضي الله لا مصلحة لنا.

9- لم أخذ فرصتي الحقيقية في الفن إلا بعدما تركت إدارة المسرح، فقبلها كنت مقيد لمدة 7 سنوات ما بين إدارتي للمسرح الحديث ثم مسرح الطليعة ثم المسرح الكوميدي، ولم أفكر في نفسي وشغلي، لعدم وجود وقت.

10- قدمت أعمال كثيرة في حياتي في المسرح أعظم من دور “ممس” في “أمير البحار” مليون مرة، وما حدث معي حدث لحسن عابدين، حيث قدم مسرحيات لا حصر لها، لكن عندما عُرضت له مسرحية “نرجس” على التلفزيون أصبح نجم في يوم وليلة، فالإعلام هو ما يستطيع صُنع نجم.

11- قدمت ما لا يقل عن 100 مسرحية على مدار مشواري، منهم حوالي 60 على مسرح الدولة، لكن لم يُصور منهم إلا مسرحية واحدة وهي “التشريفة”على مدى خدمتي منذ تخرجي وحتى استقالتي، ولم تذع سوى مرتين فقط.

12- طالبت أكثر من مرة بتصوير الروايات المعروضة سواء الفاشلة أو الناجحة، على مسرح الدولة والاستفادة منها في التدريس العملي في المعهد، لكن “مفيش فايدة”، واعتقدت أنني سأستطيع تحقيق هذا الحلم عندما أكون مديرًا، لكنني فشلت أيضًا.

13- ربنا قرر يجازيني خيرًا بدور “ممس” عن بعض مما قدمته في مشواري ولم يحقق الانتشار، لكنني أؤكد أنني قدمت أدوار أكثر وأفضل.

14- مسلسل “رمضان كريم” جذب الجمهور واستطاع تحقيق النجاح منذ عؤضه في بداية الشهر الكريم، لأن كل من المؤلف أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز هما أناس يستطيعون التوغل في الحارة الشعبية وتقديم صورة حقيقة لها، والناس ترى نفسها في “رمضان كريم” في كل تفصيلة صغيرة.

15- أعمل حاليًا على مسرحية جديدة بعنوان “الحفلة التنكرية” لـ ألبرتو مورافيا، لكن لم نستقر على موعد عرضها حتى الآن، وهي من بطولة الفنان محمد رياض والفنانة لقاء سويدان وإخراج هشام جمعة.