من ألفت لـ أفنان.. مراحل تمرد و"صدمة" في مشوار ريهام عبد الغفور

سما جابر

17 عامًا هم عدد سنوات مشوار الفنانة ريهام عبد الغفور الفني، الذي بدأته من خلال أدوارها في مسلسل “العائلة والناس” ودور ألفت ابنة الفنانة فردوس عبد الحميد في الجزء الثاني من مسلسل “زيزينيا” عام 2000، ربما لأنها ابنة الفنان القدير أشرف عبد الغفور كان ذلك بوابة عبورها لمجال الفن ولفت نظر الجمهور وصناع الدراما إليها، لكن موهبتها الحقيقية أهلتها لأن تكون واحدة من أبرز و”أشطر” فنانات جيلها.

عرض 1.png

لم تقدم ريهام حتى الآن دور البطولة المطلقة، لكنها حققت من خلال أدوارها التي قدمتها ما لم تحققه نجمات تصدرن أفيشات بعض الأعمال لسنوات، لكنهن خذلن الجمهور فيما بعد لعدم وجود جديد فيما يقدمن.

“ملكة الإحساس والرومانسية”.. هكذا يمكن أن نلقبها، حيث ظلت لفترة طويلة هي الفتاة ذات الوجه الملائكي، البشوش، الهادئ، الطيب، الرومانسي، الخجول، الذي طالما تعاطف معها الجمهور متابعوها، واعتبروها النموذج الصحيح للزوجة والأم والأخت والصديقة.

عرض 2.png

لم تكتف ريهام بأدوار الفتاة الرقيقة الهادئة التي كانت تقدمها بشكل مختلف كل مرة، لكنها تمردت على مثل هذه الأدوار، ونجحت محاولات التمرد تلك، والتي رآها الجمهور صادمة في بداية الأمر، لكنه أصبح معتاد على أن ما تقدمه ريهام في كل عمل فني سيكون مختلف ومميز.

كان عام 2005 هو نقطة تحول في مشوارها حيث قدمت خلاله 7 أعمال درامية وسينمائية وظهرت من خلال شخصيات مختلفة شكلًا ومضمونًا، فكانت بداية صدمة الجمهور بها من خلال دور “نيفين” في فيلم “حريم كريم” مع الفنان مصطفى قمر، فكانت المرة الأولى التي تظهر فيها ريهام بشكل مختلف في ثياب الفتاة “الطقّة” شبه المسترجلة، صاحبة صاحبها، حيث أثارت الجدل رغم ظهورها في مشاهد قليلة في الجزء الأخير من الفيلم.

عرض 3.png

كما قدمت في العام نفسه شخصية الفتاة الإسرائيلية “راشيل” في مسلسل “العميل 1001” والتي كانت تحاول الإيقاع ببطل العمل مصطفى شعبان ببعض مشاهد الإغراء –لكن بطريقتها الخاصة- كما جسدت دور الفتاة الأمريكية “مارجريت” في مسلسل “أماكن في القلب” مع كل من علا غانم وهشام سليم، والتي كانت سببًا فيما مرت به بطلة العمل من أحداث مؤسفة أدت إلى دخولها السجن بعدما اتُهمت بقتل زوجها.

كان للدراما الصعيدية التي تألقت خلالها أيضًا، نصيب لا بأس به من مشوارها الفني، حيث شاركت في عدة أعمال بارزة منها مسلسل “مسألة مبدأ” مع الفنانة إلهام شاهين، وجسدت شخصية “حُسن”، ومسلسل “وادي الملوك” وقدمت خلاله دور عائشة، والمسلسل الأبرز “شيخ العرب همام” مع الفنان القدير يحيى الفخراني، وجسدت دور ورد اليمن.

وعلى ذكر الفنان الكبير، قالت “عبد الغفور” في إحدى تصريحاتها إنها كانت تتمنى العمل مع الفخراني، لأن العمل معه متعة فنية كبيرة، حيث كانت التجربة المسرحية الوحيدة التي قدمتها كانت معه من خلال المسرحية الشهيرة “الملك لير” والتي قُدمت لمدة عامين متتاليين، حيث جسدت شخصية ابنته “كورديليا”.

عرض 4.jpg

مرحلة الصدمة التي يتعرض لها الجمهور لا زالت قائمة في كل عمل تشارك به ريهام عبد الغفور، فمع ظهورها في مسلسل “الريان” كانت المفاجأة الكبرى لدى متابعيها حيث ظهرت بشخصية المرأة القوية، المتسلطة، الشريرة، المكروهة، “المفترية”، سواء في طريقة تمثيلها أو شكلها الخارجي الذي اعتمدت فيه على المكياج الصارخ والملابس ذات الألوان المستفزة التي تدل على جرأة وقوة تلك السيدة.

مرت “عبد الغفور” في مشوارها الفني بعد ذلك بعدد من الشخصيات التي لا زالت تربك المشاهد وتجعله يتسائل في كل مرة هل هذه الفتاة البريئة التي ظهرت قبل سنوات؟ أم أنها نضجت بشكل كاف لتقدم مثل هذه الأدوار الصادمة أحيانًا؟، ليتضح نضجها الفني في عدد من الأعمال التي قدمتها في السنوات الأخيرة ومنها دور النصابة في مسلسل “تفاحة آدم”، ودور “ابتهال” في مسلسل “حارة اليهود” ودور “رانيا” في “الخطيئة” ودورها في مسلسل “الداعية” وغيرها من الأدوار، حتى عندما ظهرت كضيفة شرف في مسلسل “أفراح القبة” العام الماضي استطاعت ترك ردود أفعال إيجابية من خلال تقديمها لشخصية ريري.

من الطبيعي بعد 17 عامًا ومرورها بمراحل ونقاط تحول كثيرة في مشوارها الفني أن تتألق هذا العام من خلال 3 أعمال مختلفة، صدمت أيضًا الجمهور من خلالهم، خاصًة من خلال دورها في مسلسل “لا تطفئ الشمس”، حيث جسدت شخصية “أفنان” أو “فيفي”، التي احتار فيها الجمهور، هل هي شريرة أم أن ضغوط ما أوصلتها لهذه الشخصية “الجامدة”؟… ليست قبيحة، لكن أفعالها تبدو لأقرب الناس إليها كذلك.

فاجأت “فيفي” المتابعين بعدما فتنت على شقيقتها وحذرت زوجة حبيبها بأن أختها على علاقة به، فقط لأنها تحدثت معها بصدق وقالت لها إنها “ظالمة” وأن من حولها لديهم الحق في كراهيتهم لها بسبب ما تفعله.

لم نفهم “أفنان”، ففي كل حلقة تفاجئنا بأحداث وتطورات جديدة في شخصيتها، لا نعرف ما هدفها منها، وهل هدفها انتقامي أم أنها تحاول أن تصبح “إنسانة طبيعية” مثلها مثل باقي إخوتها وعائلتها، “تحب وتتحب؟”.

ثاني الأدوار التي تقدمها هذا العام هو دور “رضا” في مسلسل “رمضان كريم” والتي تحلم فقط بالزواج من حبيبها “خميس” وتخطي الصعوبات ليعيشوا معًا في بيت واحد، فهي مثال للفتاة المكافحة المُحبة، نموذج للفتاة “الخام” التي ربما ينفعل المشاهد بسببها و”يستخسرها” في خطيبها الذي يجسد دوره الفنان صبري فواز، بسبب أفعاله السيئة و”فراغة عينه”.

https://www.youtube.com/watch?v=weJlsNnm56U

أما ثالث أدوارها هذا العام هو ظهور خاص من خلال مسلسل “الزيبق” حيث تجسد دور زوجة الفنان شريف منير، الذي يقدم دور “خالد صبري”، الضابط بالمخابرات المصرية، والتي تقع ضحية الدجل والشعوذة بسبب رغبتها في الإنجاب، وهو ما يضعها في كثير من المشاكل مع زوجها.

عرض 5.png