نجوم ولكن (1) دنيا سمير غانم.. موهبة تائهة

إسراء النجار

نعمة ربانية منحها الله للفنانة الموهوبة دنيا سمير غانم وهي إنك بمجرد رؤيتها تشعر بالبهجة لدرجة إنك كنت أحيانًا تريد أن تقتحم الشاشة لتطلب من الفنان أحمد مكي عدم الاستئثار بالشاشة وأن يفسح المجال لموهبة دنيا في التمثيل والغناء كي تعبر عن خفتها وألقها أكثر وأكثر من خلال سلسلة “الكبير”. كما إنك ربما تكون قد تغاضيت عن بعض العيوب التي شابت أعمالها الأخيرة، كـ”لهفة” و”نيللي وشيريهان”، على اعتبار أنها مجتهدة تحاول استعادة روح الكوميديا الممزوجة بالاستعراض والغناء..

ولكن..

(1)

اعتقدت “دنيا” أن وجودها على الشاشة كافيًا لتقبلها وأنها صارت نجمة صف أول بعد نجاح “لهفة” و”نيللي وشيريهان”، اللذين واجها مشكلات عدة على مستوى السيناريو والكوميديا المقدمة، فبدلًا من أن تتدارك الأخطاء، عززتها، وقدمت شخصية الفتاة الشعبية التي سبق وأن قدمتها من قبل في “لهفة” و”طير إنت”، ومعها شعر المشاهد أن “دنيا” لا تمتلك سوى شخصيتين فقيرتين –المدللة والشعبية- تبدل بينهما كل عام، فكانت النتيجة “في اللالا لاند”.

(2)

بغض النظر عن اقتباس فكرة المسلسل من أعمال غربية أو لا لأنه صار الطبيعي في كل أعمالنا أن تكون مستوحاة من أعمال أجنبية دون أن نشير لها. عادت “دنيا” مع كاتبي آخر أعمالها “نيللي وشيريهان” وهما المؤلفان كريم يوسف ومصطفى صقر، رغم أنهما واجها مشكلات عدة في رسم الشخصيات والكوميديا المقدمة العام الماضي، وأضافت إليهما كل من الكتاب محمد عز الدين ومصطفى حلمي، وإبراهيم خطاب، ولم يثمر وجود 5 كتاب للعمل أي إثراء، بل أسهم في مزيد من التشتت والعشوائية على الشاشة أبرزها في رسم شخصية “دنيا” التي غاب عنها المنطق في كونها “مضيفة طيران”!

(3)

“دنيا” تتعاون مع المخرج أحمد الجندي للمرة السابعة بمسلسلها “في اللالا ند”، وذلك بعدما تعاونت معه من قبل في فيلمي “طير إنت” و”لا تراجع ولا استسلام”، والأجزاء الأربعة الأولى لملسلسل “الكبير”، فكانت النتيجة على الشاشة أن أداء “دنيا” جامد لا يتطور وموهبتها “محلك سر”.

(4)

جمود أداء “دنيا” أسهم في بلورته إيقاع المسلسل البطيء ولا توجد فيه أحداث رغم أن سقوط طائرة تحمل مختلف الشخصيات والطبقات الاجتماعية في جزيرة نائية يعد مادة ثرية لتخيل حوارات واستعراضات بها قدر من الكوميديا، ولكن الكتاب والمخرج لم يوظفوا أي من الخيال وقدموا لنا حتى الآن حلقات خاوية من الأحداث والكوميديا ومحشوة بالاستظراف والاستسهال.

(5)

العمل يقدم “قلشا فيسبوكيا” لا يرقى لمستوى الكوميديا ولا حتى الاسكتشات الكوميدية وتلمح من بعيد روح “مسرح مصر”  حيث الارتجال والهرجلة اللغوية تسيطر على المشاهد خاصة التي يظهر فيها بطل المسرح حمدي الميرغني، إضافة إلى أن محمد سلام، الوجه الذي تميز مع “دنيا” من قبل وصار تكرار ظهوره معها بلا إضافة وينتقص من موهبتهما، فلماذا التكرار؟ ولماذا الاستسهال وتكرار ظهور والدها سمير غانم في أعمالها دون تقديم جديد؟

(6)

العبث والافتقار جعل كتاب العمل يقدمون إفيهات قدمت العام الماضي في “نيللي وشيريهان” فمثلًا يتم التهكم للمرة الثانية على إعلان مستشفى مجدي يعقوب “ارسم ضحكة وقلب على الشبابيك”. أما السخرية من وزن الفنانة شيماء سيف –التي جاءت لتلعب نفس دور بطلة مسرح مصر “ويزو” أمام الميرغني- فأصبحت آفة محفوظة لدي فريق الكتاب، فلا تمر حلقة دون حشو مادة درامية ثقيلة للتهكم عليها وترسيخ فكرة سيئة لدي جمهور الأطفال، فيصبح التقليل من الشخص السمين عادة مألوفة.