في مثل هذا اليوم.. فوز الزمالك بدوري سيد عبد النعيم

فاتن الوكيل

وسط جميع البطولات التي حصل عليها فريق نادي الزمالك، يظل التفوق في أي المنافسة بينه وبين غريمه النادي الأهلي، هي البطولة الحقيقية لجمهور القلعة البيضاء.
 
لكن هناك بطولة دوري تظل هي الأبقى في ذاكرة الزملكاوية، والأقرب إلى قلوبهم، وذلك لأنها كانت وبلا مبالغة “البطولة المستحيلة” بالنسبة لهم في هذا الموسم على وجه التحديد. نتحدث هنا عن “دوري 2003”.
 
المكان: ستاد المقاولون العرب، الزمان: 23 مايو 2003 عصرا، الحدث: جمهور النادي الأهلي يملأ مدرجات الاستاد عن آخره. الفوز مضمون، فالأهلي سيلاعب فريق إنبي، ولن يحدث سوى الفوز أو التعادل، ليحفتظ لعام آخر بدرع الدوري.
 
على الجانب الآخر، المكان: ستاد القاهرة، الزمان: 23 مايو 2003 عصرا، الحدث: فريق الزمالك يلاعب فريق الإسماعيلي والاستاد شبه خالي إلا من بعض الأفراد الذين يعشقون الزمالك ولا يريدون منه في هذا اليوم سوى “اللعبة الحلوة” وليس الفوز ببطولة الدوري المستحيلة.
 
لعبت مباراتي “الزمالك والإسماعيلي” و”الأهلي وإنبي” في نفس الوقت تقريبا، أذكر جيدا تجمعنا في المنزل أمام التلفزيون لمشاهدة مباراة الزمالك، من أجل المشاهدة فقط، وليس أملا في الفوز، وبالرغم من أن عمري وقتها لم يكن يتجاوز الـ 13 عاما، إلا أنني كأي مواطن زملكاوي، أعرف قيمة أن تشجع فريقك حتى وهو في أسوأ حالاته، وليس أملا في الفوز بالبطولات فقط، لذلك كانت “الفُرجة” على الزمالك متعة في حد ذاتها.
 
فاز الزمالك في المباراة بهدف للاشيء، بقدم حسام عبدالمنعم، وبالطبع ثارت الشكوك حول هذا الهدف، وقيل أن الإسماعيلي، الفريق المقرب –وبحق- إلى قلوب الزملكاوية، فتح أبواب مرماه على مصراعيه وتنازل عن المباراة لصالح حليفه ضد الأهلي، وكأنه يقول “عملنا اللي علينا والباقي على إنبي”.

لم نكن كأغلب الزملكاوية من محبي مشاهدة مباريات الأهلي، ولكن مع حدوث المفاجأة وتسجيل لاعب إنبي “سيد عبد النعيم” هدفا تاريخيا لن ينساه أي زملكاوي أو أهلاوي، استدعى الأمر انتباهنا. وراودنا الأمل من جديد، أمل ظل مصحوبا بالخوف من المفاجآت التي لم تكن يوما في صالحنا.

 

انتهت مباراة الزمالك قبل مباراة الأهلي بدقائق، شعر لاعبو الزمالك أنهم “عملوا اللي عليهم” وأصبح الأمر الآن في يد دفاع إنبي، الذي تمكن من الاحتفاظ بشباكه نظيفه، لآخر الوقت. تجمع لاعبو الزمالك والإسماعيلي حول “راديو” أحمر صغير أمسكه حارس الزمالك “عبد المنصف” وفور أن أطلق حكم مباراة الأهلي وإنبي، صافرة انتهاء المباراة، انطلق اللاعبون يحتفلون في الملعب شبه الخالي، إلا من عشرات الجماهير الوفية التي تجمعت في مدرجات الدرجة الثانية. هؤلاء الذين سيظلون يفتخرون بحضورهم لهذه المباراة.
 
قد يرى الأهلاوية أن الزمالك يبالغ في فرحته بالحصول على دوري موسم 2002\2003، ويحتفل به من باب المكايدة فقط، أو لأنه “مُحدث بطولات” كما يفضلون القول، لكنهم لن يعرفوا قيمة الفرحة التي يُخبئها لنا القدر دون توقع، حتى أننا مازلنا نذكر تفاصيل هذا اليوم بدقة، وسنظل نحتفل به لأنه يوم كُتب لنا أن نفرح خلاله رغم الحظ العثر دائما.