علاء أبو زيد يكتب: رحيل مصطفى الكيلاني ليس خبرًا (أبيض)

يغيب الرجل ولكن لا تغيب لزمته الشهيرة.. يا خبر أبيييييض.

رحل الكابتن والمعلق الرياضى الشهير والزميل بإذاعة الشباب والرياضة مصطفى الكيلانى.

يبدو ان الرحيل لم يكن متوقعا فقد لمحته منذ عدة أيام اثناء زيارته لحجرة البرامج الرياضية فى ماسبيرو.

لم تكن هناك اشارات بأن الرحيل إقترب.

كان كما هو قبل التقاعد عند سن الستين ..وجه اسمر هادئ مبتسم وقوام مازال رشيقا ورأس جلله البياض.

مع بداية عملى فى اذاعة الشباب والرياضة كان يحلو لى واصدقائى ابنا جيلى مناكشة الكابتن مصطفى الكيلانى بأن نستدرجه الى حوار حول واقع الرياضة المصرية وتردى احوالها وكان يبدأ كلامه…..شوف ياكابتن علاء او كابتن هشام او كابتن صديق ثم يدلى برأيه معلنا امتعاضه من واقع حال الرياضة رافضا لظاهرة دلع لاعبى كرة القدم ومطالبهم المالية وهى الظاهرة التى لم تكن معروفة وقت ان كان لاعبا فى النادى الأهلى والترسانة.

اشتهر الكابتن مصطفى الكيلانى بلازمة ياخبر أبيض.

لماذا اختار هذه اللازمة تحديدا؟

هى لازمة تنتسب لثقافة وطقس الحياة الاجتماعية لواحد من ابناء النوبة وهى الثقافة التى تحتفى باللون الأبيض لون الفرح والدهشة فى الزى والبيوت وتحافظ على هوية ناس النيل خوفا من الذوبان فى بحر هائج من سكان المدن الكبرى .

كان مصطفى الكيلانى من أصول نوبية استقرت عبر هجرات اضطرارية متتالية فى القاهرة والمدن الصاخبة.

لم تكن هجرة ابناء النوبة مرة واحدة عابرة لقد كانت موجات متلاحقة منذ أواخر القرن التاسع عشر مع تشييد خزان اسوان ثم التعلية الاولى والثانية للخزان مع بداية القرن العشرين وصولا للتهجير الكبير مع بناء السد العالى منتصف الستنيات من القرن الماضى.

لعل هذا ما يفسر سر نجاحه المتواصل فى الانتخابات على مقاعد مجلس ادارة نادى الترسانة خاصة عندما نعرف بأن هناك حيث مقر النادى فى ميت عقبة يستقر تجمع نوبى اصيل مثل غيره من تجمعات نوبية استقرت فى عابدين وبولاق ابو العلا وبولاق الدكرور ومناطق فى فيصل وامبابة.

كان مصطفى الكيلانى النجم الرياضى الذي يحمل اشواقهم واحلامهم فى عودة نادى الترسانة لمجده القديم منافسا بشراسة للاهلى والزمالك على بطولات كرة القدم.

الراديو وسيلة اعلامية بطبيعتها لا تصنع شهرة للمذيع إلا فيما ندر ومصطفى الكيلانى ابن من ابناء هذه الندرة.

كنا ونحن نسير برفقته فى شارع ساحل الغلال وهو الشارع الممتد من ماسبيرو وحتى فندق رمسيس هيلتون لا يتوقف عن تبادل التحية مع العابرين من جماهير كروية تعرفه صوتا وصورة دون ان تفارق وجهه ابتسامته الطيبة.

رحيل مصطفى الكيلانى ليس خبرا (أبيض)

وداعا ياكابتن.