الأخبار الكاذبة تؤثر على المرشحين قبل الانتخابات الرئاسية بفرنسا - E3lam.Com

محمد إسماعيل

أشارت دراسات صدرت مؤخرًا إلى تعرض الناخبين في فرنسا لسيل من الأخبار السياسية الكاذبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي قبيل الانتخابات الرئاسية فى البلاد، وأشار موقع الاندبندنت وفقًا لمراقبين أن أصابع الاتهام تتجه إلى مصادر تخضع للنفوذ “الروسى”.

وتوصل باحثون من جامعة أكسفورد إلى أن ما يقرب من 25% من ارتباطات الأخبار السياسية التي تتم مشاركتها عبر تويتر في فرنسا تحمل رسائل مضللة. وصنفت الدراسة هذه الأخبار على أنها كاذبة عن عمد وقصد، ومنها ما يعبر عن “وجهات نظر متطرفة إيديولوجيًا أو مفرطة الحزبية أو تآمرية”، وتشوب بعضها عيوب تتعارض مع المنطق بل وتتضمن آراء تتعارض مع وقائع حقيقية.

وأظهرت دراسة أخرى نشرت هذا الأسبوع من قبل مجموعة باكامو البحثية الخاصة Bakamo أن العديد من التقارير الإخبارية الكاذبة تأتي من مصادر خاضعة للنفوذ الروسي. وتعزز هذه الدراسات المخاوف التي أعربت عنها السلطات الفرنسية من أن روسيا تحاول التدخل في الانتخابات الفرنسية بنفس الطريقة التي تدخلت بها في الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

كانت صحيفة لوموند الفرنسية قد جمعت بعض الأخبار اللافتة التي تمت مشاركتها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية. ونشر أحد المواقع الإلكترونية – وصفته لوموند بأنه “مصدر غير موثوق للمعلومات” – خبرًا يعلن “نتائج الانتخابات”، قبل أربعة أيام من التصويت! بل أعلن هذا الموقع فوز زعيم الجبهة الوطنية مارين لوبان في الجولة الأولى من التصويت، حيث زعم حصوله على 28.1 في المائة من الأصوات يليه إيمانويل ماكرون بنسبة 22.83 في المائة. وأكد الموقع أن “هذا ليس خيالا”.

وزعم الموقع أنه استند إلى نتائج الأصوات الالكترونية التي تم الإدلاء بها في الولايات المتحدة، علمًٍا بأن انتخابات هذا العام ليس بها تصويت إلكتروني، ولم يكن من المقرر أن يدلي المواطنون الفرنسيون في الولايات المتحدة بأصواتهم حتى أمس السبت الموافق 22 أبريل.

وادعى موقع آخر أن صحيفة التحقيقات الفرنسية الشهيرة “لو كانارد انشاين” قررت عدم نشر خبر ييؤكد امتلاك المرشح ماكرون لحسابات سرية خارج فرنسا؛ وهو ادعاء نفته الصحيفة بشدة. فيما لم يشير الموقع إلى أي مصدر أو تفاصيل عن الحسابات السرية المزعومة.

وتضمن خبر آخر استطلاعا مزيفا، أعلن المرشح اليميني فرانسوا أسيلينو كفائز في الجولة الأولى بأغلبية 56.91%. على الرغم من حصول أسيلينو على 1% من الأصوات وفقًا لآخر استطلاعات الرأي الموثوقة.

ومنح خبر آخر حول استطلاع وهمي المرشح اليساري جان لوك ميلينتشون لقب الفائز في الجولة الأولى، استنادا إلى عدد التغريدات التي تلقاها الأخبر على حسابه الشخصي بموقع تويتر.

وخلصت الأبحاث التي أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن التقارير الإعلامية الكاذبة لم تكن سائدة بهذه الوتيرة الفجة قبل حملة الرئاسة الأمريكية في العام الماضي.

يذكر أن موقع فيسبوك قرر مؤخرًا تعليق 30000 حسابًا في فرنسا بعد أن ثبت أنها لا تنتمي لأشخاص حقيقيين، وتتم إدارتها بطريقة آلية، وذلك بعد دأبها على نشر معلومات مضللة ودعاية سياسية مدفوعة من قبل تيارات معينة. فيما يتعلق بموقع تويتر، حيث يسمح بإدارة الحسابات بطريقة آلية، رصدت الدراسات أن العديد من الحسابات التي استخدمت في السابق لدعم ترامب حولت اهتمامها حاليًا لترويج نظريات المؤامرة والأفكار اليمينية المتطرفة، وفقًا لـ “كيفن ليمونييه”، المهتم بدراسة أداء شبكات التواصل في الانتخابات الفرنسية و”كلينتون واتس”، العميل السابق لدى مكتب التحقيقات الفدرالي FBI، وهو حاليًا زميل مركز جامعة جورج واشنطن للأمن الإلكتروني والوطني.

إلا ان واتس قال إن حسابات معينة من روسيا تنقل الآن اهتمامها إلى ألمانيا حيث من المقرر أن تجرى الانتخابات الفيدرالية فى سبتمبر 2017. وقال واتس: “كان عليّ أن أقدر أن ثلث الحسابات المؤيدة سابقًا لترامب تحاول من اليوم فصاعدًا التأثير على سير الانتخابات الالمانية”.