محمد فهيم مجسدًا سيد قطب.. معالم على طريق النجومية

إيمان مندور

ارتباط الجمهور بفكرة معينة عن نوع الشخصيات التي يقدمها الفنان في أعماله المختلفة، يؤثر إلى حد ما في اختياراته، لذا نجد العديد من الفنانين يترددون في الانتقال من “النمط الموحد” للشخصيات التي يقدمونها، إلى نمط جديد لم يتعوّد الجمهور على رؤيتهم من خلاله مسبقًا.

فكما أن التنقل بين أنواع الشخصيات المختلفة “مخاطرة” تحتاج إلى جهد كبير، إلا أن التغيير و”المجازفة” _إن كان في محله_ يصنع علامات فارقة في المسيرة الفنية للممثل، يلاحظها الجمهور والنقاد على حد سواء.

الفنان محمد فهيم كان نموذجًا جيدًا لمناقشة تلك الحالة، فمثلما يقولون في الوسط الفني “الفنان الشاطر بيغير جلده كل فترة”، نجد مسيرة “فهيم” الفنية قد شهدت تغيرات عدة، حيث تنقل بين الغناء والمسرح والأدوار الكوميدية (التي اشتهر بها كثيرًا)، والتراجيدية، انتهاءً بتجسيد شخصية سياسية “جدلية” للغاية بين مختلف الفئات الموجودة على الساحة السياسية الآن، ألا وهي شخصية المفكر الإخواني الراحل سيد قطب.

اقرأ أيضًا: كيف سيظهر سيد قطب في مسلسل الجماعة؟

إسناد مثل هذه الشخصية السياسية لممثل اشتهر بين الجمهور كثيرًا بالأدوار الكوميدية، وصفه الكثيرون بأنه “مغامرة”، إلا أن مؤلف العمل الكاتب الكبير وحيد حامد، أكّد أن محمد فهيم “أجدر” من يستطيع القيام بها، لا سيما وأنه يشبه سيد قطب “الخالق الناطق”، على حد قوله.

من جانبه، كشف “فهيم” لـ إعلام دوت أورج عن تفاصيل تنقله بين الأعمال الكوميدية والتراجيدية، وكيفية الاستعداد لتجسيد شخصية سياسية “مثيرة” مثل سيد قطب، من خلال مسلسل “الجماعة2” والذي من المقرر عرضه في رمضان المقبل.

 

الاستعداد للشخصية

انتهى محمد فهيم من أداء ما يقرب من 60% من مشاهد شخصية سيد قطب في مسلسل “الجماعة2” حتى الآن، والذي من المقرر أن ينتهى العمل بمشهد إعدامه، موضحًا أنه شخصية “صعبة”، لذا كان لا بد أن يعرفه هو شخصيًا وليس سماعًا عنه، ولأنه لا يوجد حوارات مرئية أو حتى صوتية له، كانت كتاباته هي أهم السبل لمعرفة شخصيته، لأنه هو أفضل من سيتحدث عن نفسه، مؤكدًا أنه قرأ أغلب كتبه، ربما يكون باستثناء كتاب “في ظلال القرآن” والذي لم ينه قراءته بأكمله.

تابع أنه بعدما سمع منه (أي من خلال كتبه)، سمع للمؤيدين وللمعارضين له ولأفكاره، وبناء على هذا كله، استطاع أن يكوّن تفاصيل الشخصية، (روحه وصوته وتحركاته)، مشددًا على أن سيناريو الكاتب الكبير وحيد حامد كان أكثر من رائع، حيث كشف جوانب عديدة وتفاصيل صعبة للغاية داخل الشخصية.

 

شخصية صعبة

“سيد قطب مرهق وصعب”.. هكذا وصف “فهيم” تجسيد هذه الشخصية، حيث أوضح أن “قطب” لديه تحولات كثيرة في حياته، بالإضافة إلى أن المسلسل يتناول مرحلتين عمريتين من حياته، في شبابه وفي شيخوخته،  فكان لا بد من إظهار الفارق بينهما من خلال الأداء الجسدي والصوتي أيضًا، إلى جانب التغير الشكلي، لافتًا إلى أنه في بعض الأحيان كان يتم تصوير مشاهد من كلتا المرحلتين العمريتين للشخصية، في نفس اليوم، مما كان يتطلب مجهودًا كبيرًا.

الكوميديا وسيد قطب

أبرز ما يعرفه الجمهور عن “فهيم” هي شهرته بأنه ممثل كوميدي، لكنه أوضح أنه لا يحصر نفسه في الأدوار الكوميدية فقط، بل قدّم سابقًا أدوارًا فنية تراجيدية بأداء مختلف عن الكوميديا، وكذلك شخصيات بعيدة عنها تمامًا، مثل شخصية سيد قطب التي يجسدها حاليًا، وكذلك مشاركته في مسلسل “أفراح القبة” الذي تم عرضه خلال رمضان الماضي.

أشار أيضًا إلى عمله المسرحي، الذي بدأه منذ سنوات دراسته الجامعية من خلال مسرح الجامعة، حيث جسّد شخصيات فنية مختلفة حصد خلالها جائزة أفضل ممثل 3 مرات متتالية، وكذلك مسرحية “قهوة سادة”، ومسرحية “أنا هاملت” التي حصد من خلالها على جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بمشاركة 45 دولة ولجنة تحكيم دولية برئاسة الإيطالية دانييلا جورديانو، عن دور “هاملت”.

في نفس السياق، وصف الأداء الكوميدي بأنه غير سهل على الإطلاق، بل كل دور يتطلب مجهودًا خاصًا به، لكن إذا تمت مقارنته بتجسيد شخصية سيد قطب، فالأخير هو الأصعب بالتأكيد “لأنه موضوع تاني لوحده” على حد قوله.

 

إصابة عمل

أشار محمد فهيم إلى أن شخصية “قطب” أرهقته فكريًا ونفسياً وصحيًا، موضحًا أنه تسبب لنفسه بالإصابة ببعض أمراض حساسية الصدر التي تسبب السعال المستمر، كي يُقدّم المشاكل الصحية المتعلقة بالرئة لدى “قطب”، والتي كانت تتسبب له في سعال دائم، بشكل “حقيقي”.

حيث كشف عن كواليس تصوير أحد أصعب مشاهده في مسلسل “الجماعة 2″، والذي يتعرّض خلاله سيد قطب لنوبة سعال شديدة ويسقط أرضًا ويخرج الدم من فمه، موضحًا أنه عقب أداء المشهد تعرّض لوعكة صحية، حيث أصيب في شرايين عينيه، وكذلك ببقع دم تحت الجلد، ما اضطره لأخذ إجازة لمدة 3 أسابيع.

محمد فهيم

“البنداري”  شاطر

أشاد “فهيم” بالمخرج شريف البنداري، واصفًا إياه بأنه مخرج “شاطر جدًا”، وعلى درجة عالية من الاحترافية، فهو من أفضل المخرجين في أداء حركة الكاميرا وحركة الممثلين كذلك، لافتًا إلى أنه سيكون قيمة مضافة لعالم الإخراج، أما مدير التصوير فيكتور كريدي فقد وصفه بـ”العبقري”، حيث يبذل مجهودًا كبيرًا سيلمسه المشاهد بالتأكيد عند عرض المسلسل، وكذلك الماكيير “العالمي” محمد عشوب.

كما وجّه “فهيم” شكرًا خاصًا للسيناريست وحيد حامد، لثقته فيه ودعمه المستمر له بعدما تم إسناد شخصية سيد قطب إليه، واعدًا إياه وكل من وثق في أدائه سواء من فريق العمل أو الجمهور، بأن ثقتهم ستكون في محلها، ولن يخذل توقعات الجميع.