كيف تم تزييف أشهر المواقع الإخبارية؟

إيمان مندور

 

أزمة دبلوماسية كبيرة حدثت منذ أيام قليلة، كادت أن تفسد العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب مقابلة مع رئيس جهاز الاستخبارات السعودية، والتي نُشرت في أشهر المواقع الإخبارية العربية والعالمية، لكن سرعان ما تم احتواء الأزمة بعد كشف حقيقة الأمر، الذي تبين أنه مجرد “خدعة” للوقيعة بين البلدين.

 

 بداية القصة

في أواخر يناير الماضي ومطلع فبراير الحالي، تم نشر مقابلة صحفية مع الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان رئيس الاستخبارات العامة وعضو في مجلس الشئون السياسية والأمنية في السعودية، صرّح خلالها بمعلومات غاية في الخطورة، حيث أكّد أنه من المتوقع أن تشهد دولة الإمارات انقلابًا وشيكًا، ضد الشيخ محمد بن زاید آل نهيان برعاية سلطان بن زايد آل نهيان، والشيخ هزاع بن زاید، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وبالتعاون مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في حين يحاول الأمريكيون منع وقوع هذا الانقلاب.

وأوضح أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي، في لقائه مع القادة وكبار الضباط العسكريين في قصر “زعبيل”، انتقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعلاقاته الخاصة بالسعودية، معتقدا أن إجراءات الشيخ محمد بن زايد قد أدّت إلى إذلال نفسه ودولة الإمارات العربية المتحدة أمام السعودية، لاسيما بقراره “الخاطئ” في شأن تدخل الإمارات غير المبرر في حرب اليمن.

 

وقوع الأزمة

هذه التصريحات – الخطيرة- تم نشرها في موقع “BBC” وموقع صحيفة “الرياض” السعودية، الأمر الذي أدى إلى انتشارها في أغلب الصحف والمواقع العربية نقلاً عنهم، مما فجّر أزمة دبلوماسية كبيرة بين البلدين، لكن سرعان ما انتهت حينما تم الكشف عن أنها مقابلة “مفبركة”، وأن رئيس المخابرات السعودي لم يصرّح بأي من هذه الأقوال.

 

تزييف المواقع

بعد تطور حدة الأزمة بشكل كبير، أصدرت “BBC” بيانًا رسميًا، أكّدت خلاله أن هذا الخبر “مفبرك”، وتم نشره على صفحة مزيفة تحاكي اسم وتصميم صفحات موقعها، لافتةً إلى أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ التدابير القانونية، ضد أي جهة أو شخص يثبت ضلوعه في مثل هذا السلوك المخالف للقانون وقواعد العمل الصحفي.

 

 

 

صحيفة “الرياض” السعودية أيضًا أصدرت بيانًا، أول أمس، الاثنين، نفت فيه علاقتها بهذه التصريحات المنسوبة إليها، مؤكدةّ أنه تم استغلال اسم الجريدة وشعارها وأسماء محرريها من خلال موقع “مزيف”، لتمرير أخبار وتعليقات من قِبل موقع “مشبوه” خارج المملكة، ليضفي شرعية على بعض الأخبار المشبوهة، للتشويش على علاقات المملكة مع الدول الشقيقة.

حيث نشر الموقع “المزيف” منذ أيام، خبرًا آخر زعم فيه الإطاحة برئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، بزعم تواصله مع الانقلابيين في اليمن، وأعاد الخبر الحديث عن أن الإمارات العربية المتحدة ستشهد انقلابا وشيكا ضد قيادتها.

 

 

توّرط مواقع شهيرة

وقعت العديد من المواقع الإخبارية الشهيرة في هذا “الفخ” – إن جاز التعبير، حيث نشروا هذه التصريحات نقلاً عن موقع “BBC” باعتبار أنه موقع مهني ولديه مصداقية شديدة في الأوساط العربية والعالمية، وكان أبرز تلك المواقع التي نقلت عنه موقع “روسيا اليوم”، والذي سرعان ما حذف الخبر بعدما تبين حقيقة الأمر.