حصان وأسد وصقر وضفدعة لحل مشاكل ماسبيرو - E3lam.Com

رباب طلعت

في جلسة النادي الإعلامي التابع للمعهد “المصري الدنماركي” بالقاهرة، التي انعقدت مساء السبت تحت عنوان “الإعلام المصري … إلى أين؟” لمناقشة مستقبل الإعلام في ظل التطورات التي يشهدها في الوقت الحالي، لم تغب المؤسسة الإعلامية الأقدم في مصر “ماسبيرو”، عن طرح المشاركين في الجلسة للتحديات التي تواجهها، والمشاكل التي تعصف بتاريخها في الوقت الحالي.

يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز مشاكل “ماسبيرو” من وجهة نظر الجلسة، التي أدارها الإعلامي محمود الورواري، مقدم برنامج “الحدث المصري” على قناة “العربية الحدث”، وشارك فيها الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، والخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز وآلبرت شفيق؛ رئيس قناة “إكسترا نيوز”، ومحمود مسلم؛ رئيس تحرير جريدة الوطن، ورئيس قناة (dmc) العامة، والحلول المقترحة لإنقاذ المؤسسة اللأم للإعلام المصري.

ياسر عبد العزيز

الحصان والأسد والصقر، ثلاثة أمثلة لجأ لها الخبير الإعلامي، لتخفيف حدة حله، الذي وصفه بـ”المؤلم”، ولكنه ضروري لإعادة هيكلة “ماسبيرو”، فاستطرد “عبد العزيز” بأن الحصان عند مرضه، يتم التخلص منه بطلقة في منتصف رأسه، بينما الأسد يظل يلعق جرحه، أما الصقر فيذهب لقمة جبل، كي يكسر منقاره القديم، ويتخلص من مخالبه، وينتف ريشه، عند شيخوخته، ليكتسب ما يقارب الـ30 عامًا الإضافية على عمره، وهو ما يحتاجه الإعلام الحكومي.

ألمح “عبد العزيز” إلى أنه بالرغم من تراجع عدد العاملين في ماسبيرو بعد 25 يناير، إلا أن الإحصائيات الجديدة أكدت ضم الإعلام الحكومي ما بين الـ36، و40 ألف عامل داخل الإذاعة والتلفزيون، أكثرهم فائض عن حاجة العمل، لذا يجب التخلص من الريش الزائد كالصقر، وإيصال العدد خلال الأربعة سنوات المقبلة إلى 6 أو 7 آلاف جنيه، لتصبح المؤسسة رشيقة قادرة على الخلق والإبداع.

اقترح الخبير الإعلامي عدد من الحلول للسيطرة على تراجع أداء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وهي عدم فتح باب التعيين في المؤسسة، دون الحاجة لموظفين جدد، والاكتفاء بالقدامى، ومنع الجمع بين وظيفتين، والحرص على تدريب وتأهيل العاملين داخل “ماسبيرو”.

جمال الشاعر

الضفدعة كان الحيوان الرابع، في حل الأزمة الإدارية في ماسبيرو، والذي اقترحه، الإعلامي الكبير جمال الشاعر، ابن المؤسسة، الذي ألمح عن وجود نظريتين في الإدارة، يستخدمان في التغيير، الذي تأخر دون مبرر بحسب قوله، “الضفدعة والحلة”، وهو أن يتم وضع الضفدعة في حلة، ووضع الأخيرة على النار، فمع زيادة حرارة الماء تدريجيًا تتكيف الضفدعة، ولكن في حالة “الضفدعة والطاسة”، يتم وضعها في المقلاة مباشرة، فتلتصق وتحترق، وهو ما تفعله إدارة الإعلام الحكومي اليوم.

صحح “الشاعر” معلومة “عبد العزيز” بعدد العاملين في ماسبيرو، بأنهم وصلوا إلى 23 ألف عامل، بحسب آخر إحصائية لجهاز التعبئة والإحصاء، لافتًا إلى أن أي مصدر داخل المؤسسة يطلق تصريحات وأرقام دون الوعي بها، وهو مؤشر على ترنحها، مضيفًا أن 7 آلاف فقط منهم إعلاميين، والباقيين عاملين بالمؤسسة.

حدد الشاعر مشاكل ماسبيرو في ديونها التي وصلت إلى 22 مليار جنيه، بالرغم من أن قيمة الدين الأصلي 8 مليار جنيه، إلا أن عدم دفع المستحقات راكم الدين، كما أن المؤسسة تحمل ذنب كافة الرؤساء السابقين، كما تعاملها الحكومة على أنها إعلام خاص يجب أن تصرف على نفسها، ما دفع الإعلاميين للبحث عن إعلانات، لسداد دين ماسبيرو، مطالبًا الدولة بالصرف على الإعلام الحكومي، فهو خدمة عامة موجهة للقارئ.

محمد سعيد محفوظ

كما رأى الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، أن كافة الحلول المقترحة بتصفية العاملين في ماسبيرو، ستنال من المذيعين والعاملين الشباب، كما حدث من قبل، فلا مساس بالقدامى، ما يجعل ماسبيرو تحافظ على روتينها القديم، دون تطوير حقيقي، وكذلك زيادة خوف الشباب من التضحية بهم في أي وقت.