شباك "عم شكشك".. من رأفت فهيم لمصطفى خاطر

رباب طلعت

“أنا محدش يتوقعني يا نعيييم”، يطلقها مصطفى خاطر على “مسرح مصر”، ليعيد بها ذكريات “عم شكشك”، الذي ارتبطت به أجيال الثمانينات والتسعينات، وهو يقف في شباكه مناديًا “هات العصاية يا ولد”، في مسلسل الأطفال التلفزيوني “بوجي وطمطم”، لينجح الفنان الشاب، في إحياء الشخصية من جديد في إطار كوميدي مبتكر، خطف أنظار الجماهير، حتى تحول من دور في مسرحية تضم عدد من النجوم، إلى برنامج مستقل من المنتظر عرضه في فبراير المقبل باسم “شكشك شو”.

يرصد “إعلام دوت أورج” أسباب استمرار نجاح شخصية “عم شكشك” في خطف إعجاب المشاهدين، ليخرج من شباك رأفت فهيم في “بوجي وطمطم”، إلى “مسرح مصر” مع مصطفى خاطر، الذي يعيده مرة أخرى للتلفزيون من خلال برنامجه المنتظر “شكشك شو”.

 

الشباك

لم يكن “عم شكشك” الشخصية الأولى التي تطل على الجماهير من النافذة، فلقد سبقته بسنوات ماري منيب، وهي تسأل عادل خيري “إنتي جاية تشتغلي إيه” في مسرحية “إلا خمسة”، ونجحت في خطف الأنظار لها بالرغم من ظهورها من وراء “الشباك”، واقتبس “عم شكشك” في “بوجي وطمطم” فكرة “الشباك” ليكون أول من يطل على متابعيه على شاشة التلفزيون، من خلال نافذة منزله، ليدلي بالنصائح على شباب وأطفال المنطقة، بحكم سنه، ولا يتركه أبدًا إلا للضرورة القصوى كالبحث عن “بوجي”، عند غيابه وهو يبحث عن الكنز.

المسرح

بالرغم من ارتباط “عم شكشك” رجل النصائح في “بوجي وطمطم” في ذاكرة الجمهور بـ”الشباك”، إلا أن مصطفى خاطر نجح في إعطاء روح للشخصية من خلال إخراجه منه، فـ”عم شكشك” المسن الحشري في “مسرح مصر” أكثر نشاطًا من الشخصية الأصلية، فإضحاك جمهور المسرح، يتطلب حركة “عم شكشك”، على طريقة “عم أيوب”، الذي جسده محمد صبحي، في مسرحية “الجوكر”، بطريقة مقوسة الظهر، وبطيئة نسبيًا وكوميدية بشكل كبير، كفيلة بمفردها دون سيناريو بأن تضحك المشاهدين، مع حرص الفنان الشباب على الظهور من خلف الشباك في مشاهد كثيرة لربطها بالأصلية.

الإفيهات

ارتبطت شخصية “عم شكشك”الأصلية ببعض الإفيهات المحفوظة لدى أجيال الثمانينات والتسعينات، أشهرها “هات العصاية يا ولد”، “مفيش فايدة مبتتعلموش أبدًا”، وغيرها من الجمل التي تأتي وسط نصائح الرجل المسن، للشباب والأطفال في المنطقة، ولكن “خاطر” نجح في تطوير تلك الإفيهات لتناسب الأجيال الحالية خاصة أجيال الألفينات الذين حُرموا من لحظة انتظار بدء مسلسل “بوجي وطمطم”، ليلصق بها عدد من الإفيهات أبرزها “أنا محدش يتوقعني يا نعيم” التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كـ”كوميكس”، ورد كوميدي على العديد من المواقف.

الأداء

بالرغم من اختلاف الأداء الأصلي لشخصية “عم شكشك”، بصوت الفنان الراحل رأفت فهيم (1 نوفمبر 1927 – 28 فبراير 2011)، الذي وضع طابعه الوقور على الشخصية الكارتونية، الأشهر في وقتها، والأخرى الحديثة التي ابتكرها “خاطر”، والتي غلب عليها الطابع الكوميدي الهزلي، الملائم للشخصية “الحشرية” المتواجدة في كل منطقة، إلا أن الاثنين نجحا نجاحًا ملحوظًا لتوافق كلٍ منهما مع متطلبات الزمن الذي عرضت فيه، وطبيعة الجمهور المستقبل لهما.

 

الاختيار

لعل الاختيار الصحيح لمجسدي شخصية “عم شكشك” هو أحد أهم أسباب نجاحه، ففي المسلسل الكارتوني، كان اختيار رأفت فهيم، للتجسيد الصوتي، صائبًا، فالفنان الذي ألف الجمهور صوته من خلال جملته الشهيرة “فوت علينا بكرة”، التي كان يقولها في مسلسله الإذاعي، استطاع جذب آذان الأطفال ببراعة، وهو نجاح صعب على فنانين آخرين مهما كانت درجة شهرتهم، أما في “مسرح مصر” كان اختيار مصطفى خاطر اختيارًا موفقًا تمامًا فتركيبته الجسدية، وخفة ظله، وحركته البسيطة المدروسة، وكذلك تمكنه من إلقاء النكات وتلبس الشخصية ببراعة، خطف أنظار جمهور المسرح، وعلقهم بالشخصية، التي كان من الممكن أن تفشل إذا تم إسنادها لأحد آخر من الفرقة، لعدم توافق ملامحهم مع “عم شكشك” المرسوم في أذهان الجماهير.

الشعبية

بالطبع لعبت شعبية مسلسل الأطفال “بوجي وطمطم”، و”مسرح مصر” دورًا هامًا في نجاح الشخصية، فنسبة مشاهدات كلاهما كبيرة نسبيًا، وتعلق الجماهير بهما جاء قبل ظهور الشخصية، ما مهد لنجاحها وانتشارها وتعلق الجمهور بها بشكل كبير.