مهرجان الفنون الملتزمة يحتفل بالذكرى السادسة لثورة تونس - E3lam.Com

في سياق احتفالات تونس بثورة الرابع عشر من يناير والتي جاءت صرخة في وجه الديكتاتورية وأسست لمرحلة أخرى في تاريخ تونس الحديث، نظمت صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 مهرجان الفنون الملتزمة، والذي يأتي في سياق فعاليات التظاهرة.
وتوزعت عروض المهرجان على ساحة الفنون والمركب الثقافي محمد الجموسي والمركز الدولي للإعلام.

وتضمن المهرجان أربعة عروض لمجموعات موسيقية، ثلاثة منها تونسية ومجموعة لبنانية قادها الفنان سامي حواط، حيث قدمت فرقة الكرامة بقيادة سمير ادريس ومجموعة سيد درويش بقيادة زهير اللجمي وفرقة الفنان المناضل لزهر الضاوي عددا من العروض التي لاقت إقبالا حماهيريا محترما رغم برودة الطقس، واختتم اللبناني سامي حوّاط المهرجان بعرض خاص.

وفضلا عن العروض الموسيقية تضمن مهرجان الفنون الملتزمة بصفاقس ندوة فكرية بحثت في “الفنون الملتزمة: إبداع ورسائل”، حضرها عدد من المثقفين ومن أعضاء الفرق الموسيقية المشاركة ضمن الدورة الأولى لمهرجان الفنون الملتزمة المندرج في إطار التظاهرة.

وقدمت سنيا الشابي توطئة حول الفن الملتزم والسياق التاريخ لنشأته ومفاهيمه وأوجهه المختلفة والعوائق التي تحول دون تطوره وتفسر تراجعه وتقهقره بحسب تعبيرها.

واعتبرت أن الفن الملتزم نشأ في إطار سياق سياسي معين هو الفكر اليساري والثوري في الستينات من القرن الماضي خاصة مع المفكر الفيلسوف “جون بول سارتر” قبل ان يظهر في السبعينات والثمانينات الفن الملتزم المقابل الذي يتجسد في الإنشاد بالخصوص وعموما في ما عرف بالفن اليميني.

وخلصت سنيا الشابي إلى أن هذا الاستقطاب هو الذي جعل معالم الفن الملتزم منحصرة بين شقين ايديولوجيين تناولت حول قضايا فكرية وإنسانية وسياسية معينة دون غيرها وجعل باقي الألوان الملتزمة غير المنضوية تحت هاذين اللونين تصنف ضمن ما اعتبر فنا هامشيا لا يحظى بالاهتمام ومبادرات التطوير على الرغم من دوره الهام وإضافاته ودلالاته الهادفة. وهذا ما يفسر في تقديرها عدم انتشار الفن الملتزم بالقدر الكافي وتراجعه الملحوظ في الساحة الفنية بشكل عام.

ودعت عضو لجنة المهرجان إلى دعم الفن الملتزم الذي لا ينحصر في لون سياسي معين وينتصر لقضايا الانسان بعيدا عن الانتماءات السياسية بما يحقق شمولية هذا الفن ويدفع نحو تطويره.

وبينت المندوبة الجهوية للثقافة بصفاقس ربيعة بالفقيرة من جهتها استعدادها لدعم المهرجان وإدراجه ضمن البرامج الثقافية والفنية الدائمة للجهة بما يعطي للفن الملتزم المكانة التي تليق به وتجعله يلعب دوره كاملا في مقاومة الرداءة ونشر المضامين الفنية الهادفة، وبذلك تتواصل التظاهرة بعد نهاية فعاليات العاصمة.