5 أسباب لمشاهدة حلقة "صناعة التطرف ببدلة التنمية البشرية"

إسراء النجار

ناقش الإعلامي محمد الدسوقي رشدي في حلقة أمس الخميس من برنامجه “قصر الكلام” المُذاع عبر شاشة “النهار” فكرة هامة وغير مستهلكة حول استغلال بعض الدعاة الجدد لموضة “التنمية البشرية” المنتشرة بين الشباب في دس أفكار متطرفة من خلال ممر جديد وهادئ ويصعب اكتشافه.

ويرصد إعلام دوت أورج 5 أسباب لمشاهدة الحلقة:

(1) الفكرة

لفت البرنامج انتباه المشاهد بفكرة مختلفة ولا تُطرح كثيرًا، مدعمة بمقدمة قوية لـ”رشدي” استعرض فيها أبعاد القضية التي يود طرحها وهي كيفية استخدام المتطرفين لدورات التنمية البشرية في نشر أفكار متطرفة تسمم عقول الشباب، واستعان بعنوان جاذب وذي دلالة: “صناعة التطرف ببدلة التنمية البشرية”.

(2) المقدمة

عرض مقدم البرنامج نماذج لمتطرفي التنمية البشرية كي يوثق حديثه في مقدمة الحلقة ويسهم في خلق حالة من الإقناع العقلي بينه وبين المشاهد، ولم يكتف بالحديث المرسل، إذ عرض صفحة الشاب عمرو عادل عبر “فيس بوك”، السلفي الذي كان يعمل في قناة الحكمة واستقال منها “لأنها تخالف الشريعة وتعمل ضد جماعة الإخوان”، ومن ثم حلق ذقنه وخلع عباءة السلفي ليتحول إلى معالج نفسي وخبير تنمية بشرية بعد تولي الإخوان الحكم في 2012.

(3) الضيف

استضاف البرنامج الدكتور خالد منتصر، الكاتب الصحفي المهتم بمواجهة التطرف بكل أشكاله، وهو اختيار جيد لأنه يعد من أكثر الشخصيات قوة وجرأة في نقد رجال الدين وتفنيد أرائهم وأفكارهم. إضافة إلى أن المشاهد اعتاد رؤية “منتصر” وهو ينتقد التطرف بشكله الراديكالي كالجماعات الإرهابية، لكنه ليس بكثير التعرض لظاهرة الدعاة الجدد، وهو ما بشر بأن هناك جديدا سيقال.

(4)الحوار

اعتمد خالد منتصر على مخاطبة العقل مدللًا ببعض الأمثلة التي تؤكد غياب المنهج العلمي أمام انتشار الخرافات:

* التفكير العلمي

بدأ “منتصر” حديثه موضحًا أن العلم قابل للتكذيب لأنه لا توجد حقائق مقدسة في العلم، وجميع النظريات يمكن تعديلها لذا يكتب إلى جوار كل نظرية علمية “إلى حين”. استغل “منتصر” هذه المقدمة كي يتحدث عن كارثة غياب التفكير العلمي لدى الشباب نتيجة انخفاض مستوى الثقافة والوعي وانحدار مستوى التعليم، ما يجعل هؤلاء ينبهرون بحديث هش وسطحي لدعاة التنمية البشرية في حين لو فكر الشباب في جدوى ما يقال سيكتشفون بديهيته وسطحيته.
تطرق الكاتب إلى أن متطرفي التنمية البشرية يجعلوننا نمثل الحياة من خلال تلقين الشباب جدول المعاملات والتصرفات التي تجد صدى أمام كل من ليس لديه مناعة ثقافية، وما أكثر هؤلاء في المجتمع المصري الآن مع تردي التعليم وغياب التوعية وإهمال التثقيف.

*الملاحظة العلمية

شرح الكاتب الصحفي أن الملاحظة العلمية لها قواعد تبدأ من الواقع وليس من النص المقدس ضاربًا المثل بمسكن “الإسبرين” الذي خرج من لحاء شجرة بعدما اكتشفت إحدى القبائل أن هذا اللحاء يسكن الألم، ومن هنا أكد أن بعض متطرفي الفكر الذين يروجون لأن بول الإبل يشفي أمراض الكبد يرتكبون جريمة علمية كما الحال في الحجامة التي تشفي آلام الظهر.. يقصد أن مزاعم هؤلاء تنطلق من نص لا من واقع.

* الخطاب الديني

تطرق “منتصر” إلى إشكالية تجديد الخطاب الديني منوهًا إلى ضرورة تداخل العلوم الإنسانية مثل علوم اللغة والنفس والاجتماع مع العلم الأزهري، إضافة إلى ضرورة دراسة المتطرف نفسيًا، وهنا أكد على أن هناك سلفيين داخل الفكر الإسلامي والمسيحي لأنه يوحدنا الإيمان بالخرافة.

*الفتاوى والبرامج المعلبة

ذكر منتصر أن ما يُصرف على الخرافة من المصريين أكبر من دخل قناة السويس، وهو ما تؤكده نسب المشاهدة العالية لبرامج الفتاوى التي تشهد مهازل فكرية من نوعية حكم “خلع الملابس أمام كلب ذكر”.

(5) الخاتمة

اختتم “رشدي” حلقته من خلال عرض بعض الصور لشخصيات عامة كي يعلق عليها خالد منتصر ويوجه لها كلمة أمثال الداعية عمرو خالد، والقيادي الإخواني خيرت الشاطر، والرئيسين الراحل جمال عبد الناصر والمخلوع محمد حسني مبارك، إضافة إلى نائب رئيس الجمهورية سابقًا محمد البرادعي، وغيرهم من مشايخ السلفية مثل محمد حسان وحازم شومان، وهنا يؤخذ على البرنامج إدخال هذه الفقرة التي لا مجال لها أمام الحديث الهام التي تناولته الحلقة والذي كان في حاجة لمزيد من التركيز حول الفكرة الأساسية.. لكنها تبقى فقرة جاذبة لكل من يحمل فضولًا لمعرفة آراء منتصر في تلك الشخصيات.