10 أغلفة من "روز اليوسف" بتوقيع "الرسام" صلاح جاهين

فاتن الوكيل

في حوار سابق مع الشاعر الراحل صلاح جاهين قال إنه عندما “طلع في المقدر جديد” -على حد تعبيره- كان شغفه الأول هو التمثيل، لكنه كان يخشى هذه المهنة، مؤكدًا أن مصير الممثل في هذا العصر “مظلم”. لكن جاهين لا ييأس بفعل مواهبه المتعددة، فما أن يُغلَق أحد الأبواب في وجهه، إلا وفتح بابا آخر. هو ليس الشاعر أو المؤلف أو رسام الكاريكاتير لكنه كل هؤلاء في وقت واحد.

إذا كان الشعر هو وسيلة الشاعر لتكثيف وتلخيص مشاعره في أبيات تصل بسهولة إلى الجمهور، فإن صلاح جاهين وجد ضالته في وسيلة أخرى بجانب الشعر، وهي فن الكاريكاتير، الذي جمع عدة مواهب لجاهين. كان الكاريكاتير بمثابة القصة التي ألفها، والرسم الذي عشقه، والرأي الذي يكشف عنه، وخفة الدم التي تميز بها رغم الحزن الظاهر عليه دائما.

جاهين الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 25 ديسمبر، ولد عام 1930 في حي شبرا، كانت حياته في الصغر عبارة عن تنقلات متتالية، بسبب عمل والده في السلك القضائي، فكانت أكبر مدة قضاها خارج القاهرة، هي في أسيوط، التي عاش فيها منذ 1939، وحتى 1945. كانت أسيوط بمثابة انطلاقة لأن يعرف جاهين نفسه، أن يقرأ أكثر، أن يُمارس الرسم وكتابة الشعر.

عمل جاهين في العديد من الصحف والمجلات مثل “روز اليوسف”، و”صباح الخير”، و”الأهرام” وبرغم حبه لفن الكاريكاتير وتميزه فيه، إلا أنه كان واقعيا عندما تحدث عنه، حيث قال إن الشعر يعتبر أبقى من هذا الفن، فالكاريكاتير يتحول مع الزمن إلى أرشيف، ويمكن فقط أن يعود الباحث له عند الرغبة في عمل الأبحاث.

واستطاع أن ينقل هذا الفن من أن يكون مجرد رسمة مضحكة تحمل فكرة داخل المجلة، إلى أن تكون الغلاف الرئيسي المعبر عن وجهة نظرها الأساسية. وهنا نستعرض أبرز 10 أغلفة من مجلة روز اليوسف، بريشة الراحل صلاح جاهين، والتي جمعها موقع “ذاكرة مصر المعاصرة” التابع لمكتبة الإسكندرية.

1- رسم جاهين على غلاف عدد “روز اليوسف” بتاريخ يونية 1959، صورة للزعيم جمال عبد الناصر، في ملابس عمالية، ممسكا بـ”جاروف الحفر”، كتب على مقبضه “سياسة الحياد الإيجابي”، وذلك احتفالا ببدأ تنفيذ مشروع ناصر لتوسيع مجرى قناة السويس بعد تأميمها.

 

2- لا يخفى على أحد، مدى وعمق الخلاف السياسي الذي ظهر بين المملكة العربية السعودية والنظام المصري في فترة حكم الزعيم عبد الناصر، خاصة خلال حرب اليمن، وبالطبع كان جاهين ينحاز لناصر ومصر في هذه القضية، حيث رسم صورة للملك فيصل بشكل ساخر من موقفه في حرب اليمن.

3- من الغريب أن نرى غلاف مجلة تصدر عام 1959، في عز حكم ثورة 23 يوليو التي وضعت قضية القومية العربية كأحد أهم أهدافها، ينعي “تيار القومية العربية”، لكن جاهين في عدد شهر مارس، رسم القومية العربية وهي تحمل جثمان كتب عليه “شهداء الموصل”. ويذكر أن ما عرف بثورة الشواف كانت قد وقعت في الموصل بالعراق في ذلك الوقت، ولكنها قُمعت من قبل عبد الكريم قاسم، الذي قتلت قواته عشرات العراقيين في الموصل.

 

4- في فبراير من عام 1967، خرج غلاف مجلة روز اليوسف، بريشة جاهين، معبرا عن واقعة فصل بعض من وصفوا بـ”المنحرفين” في القطاع العام وقتها، وخضوعهم للتحقيق.


5- رسم جاهين الشعب السوري وإحدى شركات البترول البريطانية وكأنهما في حلبة للملاكمة، وقد فازت سوريا بالمباراة، وكتب أسفل الرسمة “انتصار سوريا في مطالبها من شركة بترول بريطانية”. وذلك بتاريخ مارس 1967.

 

6- بعيدا ع السياسة، شبه جاهين موسم الأوبرا الإيطالي، بـ”بيت الطاعة”، وذلك في عدد 13 مارس 1967، وجاءت جملة الكاريكاتير تقول “تعرف إن بيت الطاعة زي موسم الأوبرا الإيطالي.. الاتنين فيهم ستات بيصرخوا”.


7- أرسلت الأمم المتحدة في مارس 1967، بعثة من الأمم المتحدة للوقوف على المشهد في مدينة عدن باليمن، ثم جاء كاريكاتير صلاح جاهين على غلاف “روز اليوسف”، يسخر من عمل اللجنة فيما يتعلق بقضية الجنوب العربي في عدد 3 إبريل.

 

8- المعروف أن الشاعر الراحل مر بأزمة نفسية كبيرة عقب نكسة 1967، لكنه ظل مقاتلا بالشعر والكاريكاتير ضد الاحتلال، حيث رسم في 17 يوليو، الصهيوني موشيه دايان، على صورة “كلب” يُمسك به ليندون جونسون، رئيس الولايات المتحدة وقتها، قائلا: “مفيش خوف منه.. أنا رابطه بالحبل”.

 

9- احتفل جاهين بالذكرى الخامسة لثورة يوليو، عام 1957، حيث رسم أحد الفلاحين ممسكا بعلم مصر الذي كتب عليه “ثورة 23 يوليو”، وهو “بيخمس” في وجه الرموز التي عبرت عن أعداء مصر مثل أمريكا والكيان الصهيوني.

 

10- كانت مصر بمثقفيها وقيادتها لا تخشى من فتح أي ملف، خاصة فيما يتعلق بحقوق الأقليات والمضطهدين في العالم، ففي الوقت الذي شهدت فيه الولايات المتحدة عنصرية كبيرة تجاه الأفارقة، كان جاهين يتضامن معهم من خلال رسم غلاف مجلة “روز اليوسف”، وذلك في عدد 26 يوليو 1967.