أين اختفى هؤلاء؟ (11).. نسرين

 

رباب طلعت

يظل الحجاب هو الحل الأشهر للغز غياب الفنانات واعتزالهن، وكذلك هو السر الخفي وراء اختفاء “نسرين” إحدى جميلات الفن المصري، في فترة السبعينات، إلى أوائل التسعينات.

ولدت نسرين في (20 نوفمبر 1955)، في بيت يغلب عليه التدين، فوالدها ورث دراسته الأزهرية عن جدها، وارتدت نساء المنزل الحجاب منذ صغرها، ولكنها هوت الفن فاختارت الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى “الكونسرفتوار”، ومنه دخلت عالم الفن، عام (1973)، بعدد من الأفلام منها “الحفيد”، و”أبناء للبيع”، و”بديعة مصابني”.

اتجهت الفنانة المعتزلة للتلفزيون وكثفت نشاطها فيه بعدد من الأدوار التي تألقت فيها خاصة في “الشهد والدموع”، و”رحلة السيد أبو العلا البشري”، و”عالم عم أمين”، وخاضت عدد من التجارب المسرحية منها “فندق الثلاث ورقات”، و”هاللو دوللي”، و”آخر موضة”.

ولم يظهر شغف نسرين متأخراً بل أحبت الفن منذ صغرها، وخاضت أول تجاربها كطفلة في أغنية “البالونة”، مع الملحن محمد ضياء الدين الهاشمي الذي تزوجته بعد عدة سنوات، وكان يكبرها بعشرين عامًا، ولكنها انفصلت عنه، بعد إنجابها لابنتهما رنا.

وتزوجت نسرين بعد طلاقها من الفنان محسن محي الدين، الذي وصف زواجهما بأنه جاء صدفة وبتقدير إلهي، فأثناء تواجده في باريس، زارتها الفنانة المعتزلة التي تربط بينهما علاقة صداقة قوية، لإنهاء أوراق خاصة بابنتها، لثلاثة أيام، وأرسل معها دواء لوالده، وأصرت أن توصله للمنزل بنفسها، وبعد موت أبيه، قرر العودة لمصر، فأخبرته والدته بأنه أوصى قبل وفاته بالزواج من “نسرين”، وتزوجا، ليتشاركا بعدها في كتابة فيلم “شباب على كف عفريت”، والذي اعتزلت بعده الفن تمامًا هي وزوجها، عام (1991) عقب ارتدائها للحجاب، وبررا ذلك بأنهما لم ينسجما مع الوسط الفني.

 

وفشلت إحدى القنوات الدينية بإقناع نسرين للعودة إلى الشاشة الصغيرة، وتقديم برنامج ديني مقابل عشرة آلاف جنيه للحلقة الواحدة، لتمسك الفنانة المعتزلة بقرارها واقتناعها التام بفرضية الحجاب والخمار، الذي رأت أنه الزي الشرعي الذي فرضه الله على المرأة.

 

وبالرغم من عودة محسن محي الدين، زوج نسرين للأضواء بعد سنوات من انقطاعه عن الفن، مبررًا ذلك بأنه قرر العودة للفن الهادف، وباختيار أدواره بدقة، بما يتلاءم مع أخلاقه ومبادئه، إلا أنها ظلت متمسكة بموقفها ورفضت العودة للفن، مؤكدة على أنها سعيدة بحياتها البسيطة الهادئة كزوجة وأم، فهو ما يتماشى مع طبيعتها المسالمة، المعاكسة تمامًا لما يتطلبه الوسط الفني.

 

https://www.youtube.com/watch?v=rtUPA7QKO1c