ماذا فعلت كلمة ستيف جوبز بخريجي ستانفورد 2005؟ ‎

رغم وفاته منذ 5 سنوات، إلا أن إسهاماته في مجال التكنولوجيا مازالت متصدرًة سوق التكنولوجيا العالمية حتى الآن، “جوبز” هو المؤسس والمدير التنفيذي السابق ثم رئيس مجلس إدارة شركة “أبل”، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة “بيكسار”، ثم عضوًا في مجلس إدارة شركة “والت ديزني” بعد ذلك وحتى وفاته؛ وأثناء إدارته للشركة استطاع أن يُخرج للنور ثلاثة من الأجهزة المحمولة، وهم “آيبود” و”آيفون” و”آي باد”.

 

“على خطى ستيف جوبز”

الفيلم الوثائقي “على خطى ستيف جوبز”، تناول قصة مؤسس شركة “أبل”، ولكن من زاوية أخرى غير تلك التي اعتاد الناس سماعها عن نجاحاته، حيث تم إلقاء الضوء على تأثير كلمته الشهيرة أمام ما يقرب من 1700 طالب من خريجي جامعة “ستانفورد”، ويجيب الفيلم عن سؤال : أين ذهبت دفعة عام 2005 بعد الاستماع لتلك الكلمة؟

سلّط الفيلم، الضوء على تلك الكلمة، حيث قاموا بالتواصل مع عدد من الطلاب الذين تخرجوا في ذلك الحين و حضرو الحفل واستمعوا لخطابه، لمعرفة كيف سارت حياتهم بعد ذلك.

على الرغم من حصول بعضهم على وظائف هامة في إدارات البنوك أو شركات الاستثمار وغيرها من الوظائف العليا، إلا أن الأزمات الاقتصادية والمادية جعلت البعض يتخلى عن أحلامه مؤقتًا لأسباب عدة، لكن خطاب “ستيف” أنقذ العديد منهم لاحقاً، وأعادهم لدائرة الطموحات مرة أخرى.

 

قصص نجاح

أبرز القصص التي عرضها الفيلم عن هؤلاء الطلبة، كانت لطالب يُدعى “جونى مدريد”.

 

image-5

 

كانت والدة “جوني” مهاجرة من جمهوية هندوراس، ربّت جوني وأخيه وحدها بعد أن فقدت زوجها، لكن عندما كان جوني في الـ11 من عمره، توفيت والدته في حادث سير، وبعد ذلك تم فصل الإخوة اليتامى عن بعضهم البعض، وقام زوجان بتبني جوني، حيث نشأ متنقلا بين 19 ميتماً.

أكّد “جوني” أنه عندما استمع للخطاب، وتحديداً عندما روى “ستيف” قصة تبنيه ومعاناته من هذا الأمر، شعر بأنه قريب منه بطريقة لم يتوقعها، لافتاً إلى أنه شعر بأن نشأته شبيهة جدًا بنشأة “جوبز”.

بعد أن تخرج نال وظيفة في أكبر بنك اسثماري في أمريكا، حيث أوضح أنه كان متحمسا للعمل هناك، وانضم للعمل ضمن مجموعة رائعة لم يكن الدخول إليها سهلاً ، قائلاً “كنت محظوظًا جدًا بهذه الوظيفة”.

ازداد مرتب “جوني” بعد أن تلقى عرضًا وظيفيا من بنك أخر، ثم تمت ترقيته لمنصب نائب رئيس البنك، حيث تجاوز مرتبه 130 ألف دولار وهو مازال في سن الـ26… كان حلمه الأمريكي قد تحقق وقتها.

لكن بسبب الأزمة الاقتصادية التي حدثت في أمريكا، غادر نيويورك وأصبح يعمل كمحلل في شركة استثمار صغيرة جداً، تضم 25 موظفاً تقريبًا، لكن فجأة قام مديره باستدعائه وطُرد في ذلك اليوم، ثم توالي طرد الموظفين من الشركة بسبب الأزمة التي أصابت الاقتصاد بأكمله، قائلاً “عندما خسرت وظيفتي، شعرت بأنني خسرت الحلم الأمريكي”.

عندئذ اتصل به زميله في جامعه ستانفورد “إيمانويل”، طالباً مساعدته في حملته للترشح للكونجرس، لذا عمل جوني جاهدًا لتحقيق حلم صديقه، وبالفعل رشح إيمانويل نفسه للكونجرس عام 2009، لكنه خسر.

استمع “جوني” لخطاب جوبز مرات عديدة، ولم يستسلم للصعوبات كما أخبرهم في كلمته، قائلاً “لقد أرسل ستيف جوبز رسالة لي ولكل رفاقي من دفعة 2005 بألا نستسلم”.

 

آدم بيترسون

 

adam

 

آدم كان يشعر بالأمل والحماس الشديد تجاه ما قاله “جوبز” في حفل التخرج، حيث تشبث بكل ما قد قيل في الكلمة على مدار سنوات طويلة.

انضم “بيترسون” لبنك استثماري رئيسي بعد تخرجه، حيث شعر والداه بالبهجة، فقد كان دخله يزيد عن 200 ألف دولار سنوي، رغم أنه مازال في عمر الـ21 عامًا، لكنه كان يشعر بأن ثمة شيء ما غير متزن في حياته، قائلاً “كانت هناك أوقاتا أنظر في المرآة واسأل نفسي ما الذي أفعله؟”، لازمه هذا السؤال لفترة طويلة، لذا استمع عندئذ للخطاب مرة أخرى، ثم تيقن بأن الخدمات المصرفية لا تناسبه، لذا توجه في طريقه الخاص، وقرر ترك البنك.

في عام 2009 أسس شركة لبرمجيات الكمبيوتر، وكان مُنتَجه هو برنامج تسويق يربط المستهلكين بالشركات عبر الفيديو، مر “آدم” بأوقات صعبة منذ تأسيس شركته لكنه كان يعود لخطاب “جوبز” في كل مرة يشعر فيها باليأس، وفي خضم تلك الأوقات الصعبة، أوشك راتبه أن يصل للصفر، لكنه لم يستسلم واستمر في تحقيق حلمه.

 

ساره

 

image-1

بعد أن تخرجت ساره أصبحت مراسلة صحفية، لكن بسبب الأزمة الاقتصادية أخبرت مديرة العمل جميع العاملين بأن بعض الوظائف ستتعرض للإيقاف، ثم تم طردها مع بعض رفاقها.

بكت “ساره” عندما روَت هذا الأمر، قائلةً “كان أمرًا مدمرًا تمامًا، فبعد الطرد شعرت بالعجز الشديد”، ثم محت اسم جامعة ستانفورد من سيرتها الذاتية، فقد كان له تأثيرا سلبيا عند التقدم لوظيفة “نادلة”، ورغم ذلك لم تعثر على وظيفة.

 

image-2

 

ثم تذكرت  ما قاله “ستيف” في خطابه عند تخرجها، وكان له تأثيراً بالغاً عليها، ففي عام 2010 أطلقت موقعاً إلكترونياً، وبالرغم من أن راتبها كان قليلاً، لكن تغطية الأخبار المحلية جلبت لها السعادة، على حد قولها.

اختتمت قصتها قائلةً “ما يثير اهتمامي هو تأثير ستيف جوبز على حياتي مع أنني لم ألتق به أبدا سوى أنني استمعت لكلمته في حفل تخرجي.. بسبب تلك الكلمة عملت فيما أحبه.. ألا وهي الصحافة ورواية الكتب”.

https://www.youtube.com/watch?v=PA0Nga7_-JU