أين اختفى هؤلاء؟ (3).. هدى رمزي

رباب طلعت

يبدو أن الاعتزال المفاجئ، هو اللص المحترف الذي يختطف العديد من الوجوه الفنية المؤثرة، التي دخلت الفن لتترك أثرها الواضح خلال أعوام قصيرة اختتمتها سريعاً باختفاء محير دون أسباب واضحة، ليحرمنا من ملامح أحببناها كما الحال مع الفنانة المعتزلة “هدى رمزي”.

unnamed-5

نشأت هدى رمزي في بيت فني، يزدحم بالنجوم المرتادين على والدها كبير مخرجي عصره “حسن رمزي”، ومن بعده نجله “محمد رمزي” المنتج السينمائي، ليزدهر بداخلها حلم النجومية، منذ ولادتها عام (1958)، حتى التحاقها بكلية الإعلام، شعبة الإذاعة والتلفزيون، سعياً لصقل موهبتها التي اكتسبتها من بطلات أفلام أبيها، والتي أصبحت بالفعل واحدة منهن بعد اقتحامها لشاشة السينما بأول أعمالها “الرداء الأبيض”، و”امرأتان”.

unnamed-8

 

وفي أوج سعادة هدى بتحقيق حلمها بأن تصبح واحدة من بطلات أفلام والدها، أُصيبت بصدمة قاسية في ثاني أعوامها في الكلية، بسبب رحيل والدها، ما أثر على دراستها، إلا أن شقيقها محمد حسن رمزي، يقرر التدخل لإنقاذها من تلك الصدمة، ويشجعها على إكمال مسيرتها الفنية، بمحاولة إخراجية، تحول بعدها لمجال الإنتاج السينمائي، ليكمل مسيرة نجاح والده بتخليد اسمه.

unnamed-9

شاركت هدى رمزي بعد خروجها من أزمتها النفسية من فقدان والدها، عدداً من فناني عصرها في أفلام حققت صدى كبيرا، كان أبرزها “حنفي الأبهة” و “أحلام الفتى الطائر” مع الفنان عادل إمام، و”جري الوحوش” و”مع سبق الإصرار”، و”لست شيطانا ولا ملاكا” مع الراحل نور الشريف.

فيما لمعت “رمزي” في أدوارها التلفزيونية والتي كان أشهرها دور “زينب” في مسلسل “السمان والخريف” المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، بمشاركة عدد كبير من الفنانين أبرزهم كمال الشناوي، ومحمد وفيق، وأمينة رزق وسعاد نصر، ومسلسلي “الحب وأشياء أخرى” و”رفاعة الطهطاوي”.

unnamed-10

وبالرغم من نجاحها في اختطاف الكاميرا، وحب الناس لملامحها الغربية ورقتها الملحوظة، وبروزها في دور “عبلة” في فيلم “حنفي الأبهة” عام (1990)، قررت هدى ارتداء الحجاب واعتزال التمثيل، تاركة ورائها (30) عملاً فنياً، ولكنها لم تقاطع الوسط الفني، بل حرصت على حضور المناسبات البارزة للفنانين بحجابها، إلى أن ظهرت مؤخراً في زفاف ابن شقيقها الفنان “شريف رمزي” بدونه.

unnamed-6

وعلى جانب آخر، خاضت هدى رمزي خلال سنوات عمرها ست تجارب زواج فاشلة لم تثمر إلا عن ابنها “محمد” الذي أنجبته من رجل الأعمال طه غانم، الذي تزوجته بعد طلاقها من أول أزواجها “خالد” الذي لم تستمر معه كثيراً، وبعد انفصالها عن أبو نجلها، تزوجت من المحامي سمير عيسى عام (1986)، الذي تركته أيضاً، لتخوض التجربة الأكثر ألماً مع رجل الأعمال الشهير مصطفى البليدي، الذي طلقها ثلاث مرات خلال عام واحد، ما أثر على نفسيتها، فاتجهت لأداء العمرة لتستعيد سلامها النفسي، خاصة بعد اكتشاف خداعه لها، بعدما تزوج الفنانة “ميرفت أمين” التي أهداها طقماً من الماس، كان قد أهداه من قبل لهدى خلال زواجهما، إلا أنه استرده منها إثر احتياجه لبيعه بسبب ضائقة مالية يمر بها.

وبعد خروج هدى رمزي من صدمتها في طليقها مصطفى البليدي الذي جمعتهما قبل الزواج قصة حب عنيفة، لم يتخيل أحد أن تنتهي بهذا الشكل، تزوجت محمد عيسى، وتتركه أيضاً، لتختم زيجاتها بشريف عبد المنعم، لاعب النادي الأهلي، عام (1991)، لتنفصل عنه في أواخر (1999).

وتستمر هدى رمزي في الظهور الصامت في صور مناسبات الوسط الفني المتعددة، دون التعليق أو الخوض في أية أسباب عن اعتزالها الفن، الذي عشقته من صغرها، إلا أن نجل شقيقها الفنان “شريف رمزي” صرح مؤخراً أن قرار عمته جاء بسبب رؤيتها بأن ذلك أفضل لها، فهي ترغب في الابتعاد عن الأضواء، لتحيا في سلام.

 

نرشح لك

أين اختفى هؤلاء؟ (2).. مي عبد النبي