حافظ الميرازي: أشرف مروان جاسوس - E3lam.Com

كشف الكاتب الصحفي حافظ الميرازي، عن أنه أمضى اليوم 6 أكتوبر في ترجمة بعض مقاطع من كتاب صدر باللغة الإنجليزية هذا العام؛ لأحد أبرز أساتذة السياسة والمتخصصين في تاريخ ووثائق المخابرات الإسرائيلية.

أضاف “الميرازي” عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أنه وسط الفرح الذي مر عليه ثلاثة وأربعون عاما، ولم تتوقف “اسطواناتنا المشروخة” والأغاني المستهلكة، دون أن يُفرج أحد عن وثائق عما حدث، خصوصاً وأن إسرائيل أصبحت علاقاتنا بها أفضل من العديد من الدول العربية.

وأوضح أن الكتاب يؤكد هي حتى تظهر أدلة من جانبنا أن صهر الرئيس عبد الناصر والسكرتير الشخصي للسادات ثم رئيس الهيئة العربية للتصنيع لم يكن إلا جاسوساً لصالح إسرائيل، وأسمته “الملاك” أشرف مروان؛ حيث اجتمع ليلة الحرب في لندن برئيس الموساد؛ ليحذرهم أن مصر ستشن الحرب عليهم غدا قبل الغروب؛ وأبلغهم بخطط الحرب المصرية ومنها أن المدفعية المصرية لن تتجاوز في دخولها سيناء عشرة كيلو مترا دون الوصول حتى إلى ممرات متلا والجدي للتحصين بها.

ثم كتب “اترككم تقرأون ما ترجمته ودمي يغلي بعد 43 سنة من دم جنود الذين كان يمكن ان يذبحوا مبكرا”.وكان نص الترجمة كالتالي:

“ا…من لديه رد فليقدم الوثائق بدلا من الاتهامات الفارغة وتعتيم الحقيقة عن الشعب..وان اردتم التكتم فلا داعي لفرح العمدة..رغم قناعتنا بان المصريين انتصروا وكان ممكنا ومازال ان يكونوا افضل لولا الخونة.

مقتطفات من كتاب: “الملاك:

الجاسوس المصري الذي أنقذ اسرائيل في حرب يوم كيبور” للكاتب يوري بار جوزيف، ومن دار نشر هاربر كولينز الامريكية 2016

“رغم ان حرب يوم كيبور (عيد الغفران) التي بدأت في السادس من اكتوبر 1973وشهدت اضخم مواجهة عسكرية في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، وعادة ما ينظر اليها بانها كانت هجوما مفاجئا، فان المخابرات الحربية الاسرائيلية كانت ترصد على مدى اسبوع كامل قبل نشوبها زيادة كبيرة وغير عادية للتحركات الجارية على امتداد حدود اسرائيل وقتها عبر مرتفعات الجولان وقناة السويس.

لكن مدير المخابرات الحربية الاسرائلية اللواء إيلي زعيرا استبعد ان تكون هذه الاشارات المتزايدة على الارض دليلا على التحضير لشئ، لقناعته باستحالة اقدام السوريين على شن هجوم بدون مصر، كما ان مصر مستحيل ان تدخل في حرب بدون الحصول على الاسلحة الكفيلة لها بتحييد التفوق الجوي الاسرائيلي على الجبهة. وحرص ايلي باعتباره المسئول الاول عن تفسير وتحليل معلومات التخابر لصانعي القرار في اسرائيل على ادراكهم لوجهة نظره خصوصا من جانب وزير الدفاع موشي ديان ورئيسة الوزراء جولدا مائير.

ثم إذا بالاتحاد السوفيتي يبدأ يوم الخميس 4 اكتوبر عملية نقل جوي طارئة لالاف من الضباط الشوفييت وعائلاتهم من مصر وسوريا. وبالتالي عقد الزعماء السياسيون الاسرئيليون في اليوم التالي (اي الجمعة عشية حرب اكتوبر يوم السبت) سلسلة اجتماعات طارئة اعربت خلالها جولدا مائير عن تخوفها من احتمال شن العرب هجوما عسكريا.

غير ان الجنرال زعيرا أصر على رؤيته مؤكدا انه سيقدم لهم التحذيرات الكافية قبل ان يشن العرب اي هجوم. وبالتالي اتفق مجلس الوزراء المصغر على حل وسط: وهو وضع الجيش النظامي في حالة تأهب قصوى ولكن دون استدعاء للاحتياطي (وهم يمثلون 80% من حجم القوات البرية لجيش اسرائيل). ومع غروب شمس الجمعة وتحول الانظار الى بدء عطلة السبت والاعتكاف للصلاة وصيام عيد الغفران، تصور القادة الاسرائيليون انهم تجنبوا إحداث كارثة.

لكنهم كانوا على خطأ. فأشرف مروان، زوج ابنة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، كان السكرتير الشخصي للرئيس المصري وقتها انور السادات، وكان يمد الموساد بالمعلومات سرا منذ عام 1970. كان اشرف يحذر الاسرائيليين آنذاك من ان السادات لايجعجع هذه المرة في احتمال شن هجوم كاسح بالتنسيق مع سوريا. لكن بعد ان حدثت عدة تسريبات لخططه من قبل قرر السادات التكتم وعدم اطلاع احد، ربما غير نفسه، باليوم والساعة المحددة للهجوم. وادراكا من اشرف مروان بوشك وقوع حرب، بينما كان مسافرا في باريس يوم الخميس 4 اكتوبر، فقد بعث لوسيطه في جهاز الموساد الاسرائيلي، وغير المسموح هنا بتعريفه الا باسم ‘دوبي’ يطلب اجتماعا عاجلا في لندن مع رئيس الموساد زفي زامير، الذي بدوره سافر له بسرعة على اول طائرة الى لندن صباح اليوم التالي: الجمعة.

وسافر مروان بالمثل من باريس الى لندن، حيث علم هناك من صديق بمصر للطيران ان الشركة تلقت تعليمات بتغيير مساراتها الملاحية لطائراتها المدنية الى جهات اكثر أمنا – وهي تعليمات تم إلغاؤها فجأة مرة اخرى. غير ان هذه المعلومة أكدت لمروان قناعته وقتها. واجرى من غرفة فندقه بلندن بعض المكالمات مع زملائه في مصر، وبحلول ظهيرة الجمعة اصبح متأكدا ان خطط الحرب دخلت اخيرا حيز التنفيذ.

استغرق الترتيب للقاء بسرية مع رئيس الموساد والوسيط “دوبي” بعض الوقت، ولم يجهز قبل العاشرة بتوقيت لندن من ليلة الجمعة 5 اكتوبر عشية يوم عيد الغفران، حين وصل كل من دوبي وزامير الى الشقة التي سيتم فيها اللقاء وبعد نشر عملاء الموساد في المنطقة قبل ذلك بعدة ساعات واعطوا في النهاية اشارة الأمان. انتظر الرجلان دوبي وزامير في الشقة كثيرا..ولم يصل اليهم مروان، المعروف بعدم تأخره عن مواعيده، حتى ظهر في حدود الحادية العاشرة والنصف ليلا..حين سمعوا طرقة على الباب، فتح دوبي باب الشقة ليدخل “الملاك.”.

بعد المصافحة وتبادل رسميات الترحيب، جلس دوبي قرب مائدة السفرة الكبيرة واضعا امامه كراسا وبيده قلم. بينما جلس مروان على كرسي فوتيه بسنادات ازرع عند طاولة القهوة مواجها زامير.

كان هذا اللقاء الاول لمروان مع وسطائه او مشغليه من جهاز الموساد، وبعد شهر واحد من احباط عملية فلسطينية في روما للهجوم على احدى طائرات شركة العال الإسرائيلية. كان الاسرائيليون وقتها يريدون التأكد من ان مصدر معلوماتهم لم يعرف. وكان الاستفسار الاول لرئيس الموساد زامير من اشرف مروان عما اذا كان المصريون قد شكوا في المصدر بعد ان اقتحمت قوة امن ايطالية شقة المخططين الفلسطينيين في أوستيا، مما يعني انها نتيجة تحذير مبكر، وما اذا كان السادات قد ابدى اي اهتمام بمعرفة كيفية علم الايطاليين بالهجوم المخطط.

طمأنه مروان ان العملية لم تتسبب له في اي مشاكل، وكان واضحا له ان السادات ربما استنتج فقط ان مروان ابلغ الايطاليين بالمعلومة باعتبار ان مثل هذا الهجوم لم يكن في صالح مصر باي حال، الامر الذي لا يعني الرئيس بشئ. فلم يشك احد في ان مروان ابلغ الاسرائيليين اي معلومة.

بدا مروان متوترا وقال لزامير “انا جئت هنا للحديث عن الحرب، ولا شئ آخر. وتأخرت عليكم لأنني امضيت المساء بأكمله في قنصليتنا بحي كينسنجتون. وكنت على التليفون مع القاهرة محاولا معرفة آخر الاخبار هناك. انه (السادات) ينوي شن الحرب غدا.”

بدا مروان من طريقة عرضه للمعلومات انه يدرك معرفة الاسرائليين بهذا الخبر. كانت لدى المصريين قناعة بان الاسرائيليين سيعرفون ان هناك حربا ستشن عليهم قبلها بيومين كاملين. غير ان مروان ربما حاول ان يبدو في عرضه الموقف للاسرائليين وكأنه المرجع الوحيد لمن يربد معرفة مايحدث في مصر، رغم حقيقة ان معلوماته الان تظهر انه لم يكن يعلم بالامر ويتيقن منه الا منذ عدة ساعات.

فوجئ زامير بما سمع، فرغم مجيئه الى الاجتماع وهو قلق بشأن احتمالات شن مصر وسوريا حربا، خصوصا بعد المعلومات التي وصلته بعمليات إخلاء السوفيت، الا انه لم يكن يتصور ان الهجوم سيبدأ خلال اقل من 24 ساعة. كما انه كان قلقا من ان يكون هذا التحذير شأن تحذيرات سابقة غير صحيح. من ثم كان سؤاله لمروان: “على أي اساس لديك هذه التأكيدات؟”

بالنسبة لمروان، الذي ابلغهم من قبل عن تحذيرات بحرب لم تحدث، كان مهما لديه جدا اثبات مصداقيته في اعين الاسرائيليين وكذلك المكانة التي يظهرها عن نفسه بأحد اللاعبين الرئيسيين في القاهرة. لكن المشكلة انه لم يوضح من اين جاء بتلك المعلومات ومع من اجرى مكالماته كل هذا المساء، ولأنها معلومات تستند الى اتصالات هاتفية وليست لقاءات شخصية، وبالتالي صاغ ما قيل له بتحفظ وبقدر من الغموض والتكهنات. خصوصا انه لم يمض الايام القليلة الحاسمة قبيل الحرب قريبا من السادات، وبالتالي لم يعرف ماهي الاجواء في مقر الرئاسة وما اذا كان يعرف اشخاصا هناك بالفعل يعلمون هذا السر.

لكن المشكلة انه بقدر مصداقيته وثقته في المعلومات التي حصل عليها بقدر معرفته الوثيقة بشخصية السادات وكم من مرة غير خططه فجأة من قبل مما احرج مروان. وكلما ضغط عليه زامير بالاسئلة ليعطي تقييمه هو المستقل عن احتمال قيام الحرب في اليوم التالي، ازداد مروان ضجرا، ورفع صوته محتدا يقول صارخا لزامير:

“وكيف لي ان اعرف، انه (السادات) مجنون. اذ يمكنه ان يتقدم ويطلب من كل الناس المضي قدما، ثم فجأة يتراجع للوراء.”

عكس احتداد مروان في نبرته مدى احباطه لعدم القدرة على تقديم اجابة مباشرة عن اهم سؤال في مهنته كجاسوس، وعن مشاعره الشخصية تجاه السادات بعدم احترامه واعتباره رجلا لايمكن الوثوق به. اما زامير فلم يكن يعنيه وقتها معضلة مروان في تفهم الوضع بقدر تركيزه على ما اذا كانت الحرب ستنشب في اليوم التالي ام لا.

انه يذكر جيدا ماحدث عام 1959 حين كان ضابطا كبيرا بالجيش الاسرائيلي، وتسببت مناورة عسكرية اسرائيلية متسرعة ولم يكن قد اعلن عنها في استدعاء عاجل لكل الاحتياطي العام الاسرائيلي بشكل افزع الشعب باكمله، وتسبب بالتالي في استدعاء كل من مصر وسوريا للاحتياطي والتاهب العسكري، مما هز اركان المنطقة بأكملها. وهي الاحداث التي عرفت باسم “ليلة البط” التي دفع ثمنها بنهاية خدمته العسكرية كل من قائد فرع عمليات الجيش الإسرائيلي اللواء مائير زوريع، ورئيس المخابرات الحربية اللواء يهوشافات هرقبي. لقد ظلتاحداث تلك الفترة حاضرة في ذهن رئيس الموساد زامير وهو يتحدث مع اشرف مروان.

كان مدركا وقتها ان ماحدث في “ليلة البط” 1959 ستعد لعب اطفال بالمقارنة بالتسرع واستدعاء كامل الاحتياطي العسكري الاسرائيلي ليلة يوم كيبور (عيد الغفران). وضحت في مخيلته صور ردود الفعل العالمية لاستدعاء الجيش الاسرائيلي عشرات الالاف من جنود الاحتياط بينما هم معتكفون في معابدهم لارسالهم الى الجبهة في انتظار هجوم عربي لا يأتي. لم يكن بوسعه حتى تقدير عواقب ذلك. ولم يكن امام زامير بالتالي سوى مزيد من الضغط والالحاح على مصدره – مروان- للتأكد من قوة حجته في صحة التحذير.

لم تجد حدة مروان وتأففه في تأكيد مخاوف زامير، وادرك ان عليه الاعتماد على نفسه في تقدير الموقف وحسمه بناء على خبرته هو الاكبر بكثير من خبرة مروان. لكن زامير لم يكن هو ايضا يعلم ما حدث في اسرائيل ذلك اليوم (الجمعة 5 اكتوبر) منذ سافر صباحا الى لندن، ولم يكن لديه مايبرر ان يكون الاحتيتطي قد تم استدعاؤه في اسرائيل، وكان موقنا انه لو ارسل تحذيرا واضحا بان الحرب ستشن في اليوم التالي فلن يكون بوسع صانعي القرار سوى الاستدعاء الشامل لاحتياطي الجيش الاسرائيلي، ورغم انه رئيس الموساد وليس رئيسة الوزراء او عضوا في مجلسها فانه شعر فجأة بثقل المسئولية القومية على عاتقيه. لكن زامير كان ايضا من قادة الجيش الاسرائيلي حيث رأس القيادة الجنوبية للجيش، وبالتالي يعلم جيدا مخاطر محاولة صد هجوم قوات عربية بدون الاستعانة بقوات الاحتياطي الاسرائيلي البرية.

بنهاية اجتماعه مع اشرف مروان، كان زامير قد حسم امره. قرر ارسال تحذير صريح جدا لاسرائيل بان مصر وسوريا خططا لشن هجوم واسع النطاق غدا. وهو قرار غير مسار حرب اكتوبر. لكنه لم يترك مروان بعد ذلك حتى استنطقه من جديد عن كل ما يعرفه عن الخطط الحربية المصرية. ورغم ان مروان لم يحضر معه اي وثائق لكن ذاكرته كانت حاضرة بكل تفاصيل آخر الخطط الموضوعة للحرب وتأكد من استمرارها عبر اتصالاته التي كان قد اجراها من لندن مع من تحدث معهم في القاهرة، مؤكدا انه لم يحدث اي تغيير في الخطط الحربية المصرية التي كان قد ابلغ وسطائه في الموساد بها منذ عدة اسابيع.

قال مروان إن فرق المرعات المصرية ستعبر قناة السويس وتتجه شرقا بما لايتجاوز عشرة كيلو مترات (6 اميال) داخل سيناء. واعطى تفاصيل اكثر عن العمليات الجوية وانزال الصاعقة وراء خطوط العدو لتعطيل قوات الامداد من الوصول للجبهة. كما اوضح مروان ان القوات الجوية المصرية سترسل طائرات توبوليف تي يو-16 مزودة بصواريخ كيلت لقصف مقر القيادة المركزية لجيش اسرائيل في تل ابيب. وهي نفس الخطة التي ابلغ عنها الموساد قبل اجتماع لندن باسابيع.

وسأله زامير عن ساعة الهجوم بالتحديد (ساعة الصفر)، وان لم يعتبرها امرا اساسيا. فكل الخطط الحربية المصرية التي اطلع عليها الاسرائيليون في السنوات الماضية كانت تحدد ساعة الصفر بلحظة الغروب بحيث يبقى من ضوء الشمس ما يكفي فقط بشن هجوم جوي كبير على سيناء وقبيل حلول الظلام مما يعرقل قدرة اسرائيل على الرد في الحال بسلاحها الجوي. ووفقا لمعلومات مروان فان ساعة الصفر لم تتغير، وبالتالي كان المتوقع ان تبدأ الحرب عند المغرب في الخامسة والثلث (بتوقيت اسرائيل)من مساء السبت 6 اكتوبر 1973.

لكن مالم يكن مروان يعلمه ولا مشغلوه في الموساد، ان وزير الحربية المصري سافر قبل ذلك بيومين فقط الى سوريا واتفق مع رئيسها على ان تكون ساعة الصفر في الساعة الثانية بعد الظهر، كحل وسط بين المتطلبات العسكرية السورية بالتبكير والمصرية بالتأخير.

استغرق اجتماع رئيس الموساد مع اشرف مروان ساعتين، عاد بعده الى فندق اقامته وبمراقبة عملاء الموساد، حتى سافر في اليوم التالي، السبت، عائدا الى القاهرة. اما زامير ومساعده دوبي الذي دون كل مادار في اللقاء بالكلمة، فقد غادرا الشقة ليبيتوا في منزل مدبر محطة الموساد في لندن، والذي لم يكن يبعد سوى عشر دقائق مشيا.

في الطريق، تساءل زامير موجها حديثه لدوبي عما قد يحدث لو ارسل انذار الحرب الوشيكة ولم يحدث شئ؟ لكنه حول وجهه دون انتظار اجابة من احد فقد حزم امره.

وصلا شقة رافي مدير محطة الموساد، الذي كان في انتظارهما، وفي دقائق صاغ زامير الشفرة الطويلة للرسالة التي سيبعثها لرئيس الاركان الاسرائيلي فريدي عيني، الذي كان ساهرا منتظرا بدوره في منزله باسرائيل. وكان بصحبتهم ايضا في لندن زيفي مالهين الذي كان مسئولا عن تأمين اللقاء مع مروان. حين قرأ مالهين الرسالة المشفرة التي كتبها زامير، ذكره بما حدث في “ليلة البط” عام 59، وما حدث للقادة الذين ارسلوا انذار الحرب الخاطئ، وكأن زامير كان محتاجا لمن يذكره.

غير ان مالهين كان نفسه على يقين بان الحرب وشيكة، فقد اتصل بزوجته في حي افيكا السكني بتل ابيب ليقول لها ان الحرب ستنشب خلال ساعات وعليكي الانتقال من المنزل حيث لا يوجد لديهم ملجأ لتسكن لدى جيرانهم الموجود لديهم ملجأ للغارات مضاد للقنابل.

اتصل زامير برئيس الاركان عيني بخط مباشر ، بين لندن واسرائيل، وكانت الثالثة صباحا في لندن ولم تكد تمر 24 ساعة على اتصال عيني “بزامير يطلب منه التوجه الى لندن لمقابلة “الملاك لان عنده اخبار عن اسلحة كيماوية. كان زامير حريصا ان يدرك عيني كل كلمة سيقولها له وينفذ مايرد في الرسالة المشفرة. وقال زامير لرئيس الاركان ضع قدميك في ماء بارد (اي هل انت مستيقظ جيدا؟) وبمجرد ان اكد له عيني انه منتبه بدأ زامير في إملاء الرسالة المشفرة التالية على رئيس الاركان عيني:

[اتضح ان الشركة تنوي التوقيع على العقد اليوم وقبل حلول الليل.

انه نفس العقد ، بنفس الشروط التي نعرفها.

وهم يعلمون ان غدا عطلة حتى حلول الظلام.

ويعتقدون ان بأمكانهم النزول قبل الظلام.

وتحدثت الى المدير لكنه لا يستطيع تأجيلها لالتزامه مع مدراء آخرين ويريد الالتزام بكلمته.

ولانهم يريدون كسب السباق فهم يخشون جدا من الكشف عن خطتهم قبل التوقيع حتى لايظهر لهم منافسون ويتدخل اصحاب الاسهم ليثنوهم عن رأيهم

وليس لديهم اي شركاء خارج المنطقة.

في رأي الملاك فان احتمال التوقيع غدا 99.9% لكنه ايضا كعهده]

انتهت البرقية……”.

unnamed