عيد حواش.. "صديق الفلاح" الذي تفوق على محمد ثروت

سما جابر

“عايزينها تبقى خضرا.. الأرض اللي في الصحرا، ونقدمها لمصر هدية حاجة جميلة ومعتبرة”.. قبل عدة سنوات ليست كثيرة، وبعد السابعة صباحًا بدقائق قليلة، كانت أصداء تلك الغنوة تتكرر في معظم البيوت المصرية، يستيقظ أفراد الأسرة للذهاب إلى المدارس أو العمل، يشاهدون جزء من البرنامج الأشهر “صباح الخير يا مصر” عبر القناة الأولى، ومع بداية الفقرة الزراعية يرددون “عايزينها تبقى خضرا الأرض اللي في الصحرا”.

https://www.youtube.com/watch?v=v6FaArqXm6g

رغم الشهرة الواسعة التي حظيت بها الأغنية والتي ارتبطت في الأساس بالفقرة الزراعية ومقدمها عيد حواش، كثير منّا يتناسى أن الأغنية من كلمات الراحل صلاح جاهين، وغناء الفنان محمد ثروت وألحان محمد الموجي وتوزيع يحيى الموجي، وهي أغنية وطنية حماسي تم إنتاجها بعد تحرير سيناء وارتبطت فيما بعد بمشروع توشكى، كما تدعو الشباب للتعمير واستصلاح الأراضي؛ لكننا دائمًا ما نتجاهل صوت ثروت ونتذكر فقط أداء عيد حواش وفقرته الزراعية اليومية على شاشة التلفزيون المصري.

عيد حواش، مذيع عرفناه من خلال الفقرة الثابتة التي استمرت يوميًا لسنوات عدة على شاشة القناة الأولى كل صباح، يظهر يوميًا ليقدم لنا طريقة الاعتناء ببعض المحاصيل، وفائدتها، وكل ما يخص الفلاحين والمزارعين، انتقل “حواش” قبل فترة لتقديم فقرته الزراعية عبر شاشة “مصر الزراعية” من خلال البرنامج الصباحي “اللون الأخضر”، كما أصبح مشرفًا على القناة.

لم يكتفِ “حواش” بكونه مذيعًا فقط، لكنه أصبح أيضًا مستشارًا إعلاميًا ومتحدثًا رسميًا لوزراة الزراعة إلى أن قرر الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الأسبوع الماضي إقالته على خلفية الإدلاء بتصريحات حول ضغوط تعرض لها الوزير تسببت في إصدار قراره الأخير بالموافقة على استيراد القمح المصاب بالأرجوت.

لم تكن تلك الأزمة الأولى التي تعرض لها عيد حواش خلال مشواره المهني، ففي عام 2015 تقدم العاملين بقناة مصر الزراعية بشكوى لوزير الزراعة وقتها صلاح هلال ضد “حواش” بسبب العديد من التجاوزات التي جرت من قِبله، بعد أن تولى المنصب، كما أشارت المذكرة لوجود بعض الأسماء الوهمية ضمن كشوف المرتبات، وهدد العمال وقتها بالإعتصام داخل القناة حال استمرار الوضع.

54754754

أما بالعودة مرة أخرى إلى الغنوة الشهيرة نجد أن هناك العديد من المبادرات التي ظهرت تحت شعار “عايزينها تبقى خضرا”، فعلى سبيل المثال شنت مديرية التربية والتعليم في محافظة البحر الأحمر حملة لتشجير المدارس قبل بدء العام الدراسي الحالي، كذلك ظهرت حملات ومبادرات شبابية توعوية تتخذ نفس الشعار، ليس للتشجيع على الاستزراع فقط، بل لإعطاء الأمل والطاقة الإيجابية والبدء في تنفيذ بعض المشروعات الصغيرة الصالحة للشباب.