محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

معلومة لم يكن لها مجال للنشر وقتها، أسرة فيلم فتاة المصنع رفضت عروض أسعار من قنوات “بير السلم” للإعلان المكثف عن الفيلم رغم أن الأسعار كانت خيالية بحق، السبب أنه من غير المنطقي دعم القنوات التي ستسرق الفيلم نفسه بعد أسابيع، حدث هذا رغم أن ميزانية الدعاية للفيلم لم تكن ضخمة لتصل إعلاناته إلى كل القنوات الشرعية .

 

الآن على القنوات نفسها، إعلانات لثلاث أفلام جديدة هي “بتوقيت القاهرة” لنور الشريف، و”يوم ملوش لزمة” لمحمد هنيدي” و” أسوار القمر” لمنى ذكي، وبالتأكيد هناك إعلانات لأفلام أخرى لكن رصدها يطلب الغرق أولا في إعلانات الشامبو الرخيص و”جيل الشعر اللي بيزحلق” .

 

هذا اعتراف علني من منتجي السينما في مصر بأنهم فشلوا أمام مافيا قنوات القرصنة على الأفلام، اعتراف انطلق من قناعة وهمية بأن جمهور هذه الأفلام من محبي السينما، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق وإن كانت لم تخرج بعد دراسته لتوثقه، باختصار قد يستفيد الفيلم من معرفة عدد كبير من مشاهدي هذه القنوات بأنه وصل لشباك التذاكر، لكن كم منهم مستعد للذهاب إلى السينما وشراء تذكرة لحضور الفيلم وهو يعلم أن الفيلم سيصل له بعد أيام عبر نفس الشاشة؟
هذا التطبيع يخلو من المنطق ومن الذكاء إلى حد بعيد، أنت تدفع أموالا حتى تعرض هذه القنوات إعلان فيلمك الجديد، رغم أنك تعلم أن القناة نفسها ستسرق الفيلم قريبا وبوسائل عدة لا طائل لك بمواجهتها.

على غرفة صناعة السينما سرعة التدخل الآن وحتى قبل الإعلان عن اسم رئيسها الجديد بعد وفاة محمد حسن رمزي، على الغرفة وعلى كل المعنيين بصناعة السينما في مصر منع المنتجين من الإعلان في هذه القنوات .

إذا نجحنا في ذلك، ستكون الخطوة المقبلة حصار باقي المعلنين طالما عدمنا وسائل إغلاق الشاشات نفسها من المنبع .
أما التطبيع فلم يفد أبداً من رضخ له، سواء طٌبع مع محتل أو قرصان، فكلاهما لص.

نقلًا عن جريدة “التحرير”

اقرأ أيضًا:

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو

محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل

محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

لمتابعة الكاتب من هنا

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا