الشعب يريد أكرم حسني

أشرف أبو الخير

اسمه أكرم حسني .. وهذا ليس سرا، وليس انفراد.

كان ضابط شرطة .. وهذا أيضا ليس بسر ولا يُعد انفراد.

قرر ترك الميري ليجلس لسنوات أمام الميكروفون في إذاعة شبابية شهيرة هي (نجوم إف إم ) ليعود بنا مساء كل خميس إلى الوراء فنستمع معه إلى أغنيات علاء عبد الخالق وعلى الحجار وأوائل أغنيات منير وعمرو دياب .. في جرعة نوستالجيا كنت أنتظرها بشغف، وأعتقد أن الكثيرين كانوا يفعلون مثلي.

إلى أن جاءت الفرصة قبل سنوات ليقدم برنامج تلفزيوني، فارتدى تلك البدلة الشعبية التي رُوِجَ لها في السبعينيات على انها أفضل من الجلابية .. ونظارته السميكة التي تخفي وراءها بعد نظر غير معتاد، ليقدم برنامج ساخر تقليدي البناء، تنظيري أحيانا اسمه نشرة أخبار الخامسة والعشرون … وحتى هذه المرحلة، كان سيد ابو حفيظة شخصية تلفزيونية خفيفة الدم، تلقي العديد من النكات بشكل رصين ومفهوم تسبب حالة من البهجة وتلعب على المعاني المزدوجة للكلمات لا أكثر .. ولهذا احتاج للتجديد.

يبدو أنه نسى فعلا كونه ضابط سابق، والدليل أنه لم يتعنت، ولم يكابر، ولم يقل لنفسه أنه نجما بما فيه الكفاية.. وأنه حتما يحتاج للتجديد، فجاءت مرحلة (الكابوس) .. فقبل سنوات قرر أن يقدم محاكاة ساخرة (Parody) لبرنامج “الحلم” الذي كان يحكي قصة حياة النجم الأشهر عمرو دياب، فقدم لنا أكرم تصوراً فنياً غاية في الذكاء (على مستوى الكتابة) من خلال كابوس سيد أبو حفيظة.

لم تلق التجربة النجاح المأمول رغم عرضها في رمضان .. ولكن يبدو أن ذكاء أكرم يدفعه للتطوير دوما وعدم الوقوف عند العثرات كثيرا .. فتنقل بين التجارب إلى أن جاءت فرصة من ألماس .. اختفى باسم يوسف، واحتاج السوق إلى سد الفجوة الفكاهية الذكية الساخرة، والتقطت الخيط محطة تسعى إلى التطور هي (MBC مصر).. وقع اختيارهاعلى أكرم/أبوحفيظة.. لكي يسد هذا الفراغ .

“آه .. هيقلد باسم يوسف بقى وهيقرفنا في عيشتنا” … أقسم أنني سمعتها بالنص من أحد أصدقائي لحظة إعلان المحطة عن برنامج “أسعد الله مساؤكم” … كان لدي نفس الشكوك، ويبدو أن جمهورية مصر العربية كان لديها ذات الشكوك… والأكيد أن ذكاء أكرم حسني قد تغلب علينا جميعا… فأسبوعا تلو الأسبوع، نكتشف أن أبو حفيظة متفرد فعلا .. وأنه لا يقلد باسم يوسف فعلا .. وأنه يسعد أمسياتنا فعلا بإفيهات طازجة وذكية، تنقد المجتمع وتسخر منه بحق.

ولكي يصل إلى هذا الهدف، طعَم أكرم برنامجه الجديد بفريق كتابة شاب ومتميز، مجبرا نفسه على الإبتعاد عن مساحة باسم يوسف الخاصة، وانفردوا فعلا بتقديم ألوان مختلفة من الكوميديا بصريا/ ونفسيا/ وكتابة … فكانت النتيجة تلك الجرعة الأسبوعية الدسمة من الكوميديا.

متحدثا عن نفسي، يبهجني سيد أبو حفيظة.. وأتمنى أن أشاهده دوما… فالذكاء يجبرني دوما على احترامه … لكنني أهمس في أذنه بكلمات أعلم أنها ستصله:

“عزيزي أكرم .. ذكاؤك وخفة دمك، سييؤهلانك لأن تكون نجما ساطعا في سماء مصر إن خلعت قناع سيد ابو حفيظة .. فلا تخشى المواجهة … فالشعب يريد لقاء أكرم حسني ، صدقني ”

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك من هنا

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا  

اقرأ أيضًا:

دينا حمدى: سر أبوحفيظة الذي لم يدركه باسم يوسف

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا