أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم.. المقال الرابع: في أهمية الـ Q

كسرًا لقواعدنا.. ورغبة في إكمال كلماتي سريعًا قبل مرور الأسبوع… إليكم الجزء الثاني من حديثنا حول نجوم الشاشات، المذيعين:

حول حرف الـ Q في اللغة الإنجليزية تدور الحياة المهنية لمعظم المذيعين ..ولذلك أشكال متعددة:

“هتديني كيو يا أستاذ عشان أطلع على التقرير”

“اظبط الأوتوكيو”

“فين الكيو كاردز؟”

معظمهم لا يعمل إلا من خلال الأوتو كيو… ولا يوجد محطة تحترم نفسها إلا ويدخل مذيعوها على الهواء وفي ايديهم الكيو كاردز… ولا يعمل أي كونترول رووم محترم إلا عن طريق الكيوهات (جمع كيو).. كيو من المخرج للمذيع أو العكس.. كيو من المساعد للمخرج.. كيو من الإعداد للبروضيوصر فالمخرج فالمذيع.. إلخ…. وهي كلمة نستخدمها في العموم لتعطي معنى إشارة ببدء شئ أو تلميح للمذيع كعامل مساعد.

وواقع الأمر أن بحث الانترنت لم يفيدني كثيرًا حين بحثت عن أصل الكلمة ولماذا نستخدمها بهذه الكثافة.. ولكننا في المهنة اعتدنا ألا نسأل.. الكل يسمي الأمور بمسمياتها المستخدمة في السوق بدون تدقيق، ولهذا فأستأذنك في أن تعفيني من سرد أصل المصطلحات، فأنا لا أعرف وغير مهتم بالمعرفة.. فالأهم داخل الكونترول أن يصل المعنى للجميع بما يفهموه.. وتحديدا للمذيع.

قديمًا (قبل دخولي عالم الإعلام) كان سلاح المذيع ثقافته وحنكته.. ومع الوقت زادت أسلحته فمع الثقافة، يحتاج الكيو كاردز والأوتو كيو و مع حنكته يحتاج الإير بييس (Ear Piece).

الأوتو كيو، هو شاشة عرض متصلة بكاميرا المذيع الرئيسية، يقرأ من عليها نص ما يقوله بالحرف والفاصلة والتشكيل إن أمكن، ولهذا يتكلم بسلاسة ويسر ويتعجب بعض المتابعين من قدرة المذيعين على حفظ وهضم كل هذا القدر من الكلمات دون أن يتلعثم… والأوتو كيو هو السر في ذلك… وصدقوني إن قلت أن كل المذيعين يستخدمون هذا الإختراع باستثناءات قليلة للغاية.

الأوتو كيو كذلك وظيفة، فلابد لإنسان ما أن يستلم النص من فريق التحرير ويعيد تنسيقه ليعرضه على الشاشة المذكورة أمام المذيع بخط كبير الحجم.. وهذا الرجل يتقاضى راتبًا مقابل تلك الوظيفة (المهمة حقًا) فالخطأ منه سيعني خطأ المذيع وهو ما لا يمكن تحمله على الهواء.

أما الكيو كاردز فهي تلك الكروت المطبوع عليها اسم البرنامج والتي يستخدمها (كل) المذيعين سواء لتسجيل ملاحظات خاصة بهم في حالة إدارة حوار مثلًا ولن يستطيع القراءة من الأوتو كيو، أو في حالة طباعة النص كاملًا على تلك الكروت ليقرأ منها المذيع في حالة حدوث عطل مفاجئ للأوتو كيو.

والكيوهات أو إشارات العمل المتفق عليها فهي تنقلنا داخل العمل من مرحلة لمرحلة، من الاستديو لتقرير مثلا أو من كلام الضيف لمكالمة تليفونية.. ولا يمكن توصيل أي معلومة من الكونترول للمذيع إلا عن طريق الـ Ear Piece أو قطعة الأذن، تلك السماعة التي يتلق المذيع من خلالها تعليمات وطلبات رجال الكونترول رووم.

المذيع لا يعمل منفردًا.. لا يمكنه العمل بدون تحضير فريق الإعداد، وتعليمات المخرج للنظر في كاميرا معينة أو ضبط ملابسه وشعره أو ما شابه.. وإشراف المنتج الفني (البروضيوصر) على ديناميكية العمل، ومع تطور العملية الإعلامية، أصبحت مهنة المذيع تعتمد على حرف الـ Q إعتمادها على جاذبيته وثقافته وغيرها من الأمور.

تريد إعلامًا منضبطًا وبرنامج كالساعة في دقته.. ابحث عن صيغة التفاهم بين الجميع، ابحث عن الكيوهات.

اقرأ أيضًا:

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثاني (التايتل)

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثالث (البديع الفظيع)

HABLA!! .. أو أبلة فاهيتا

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر فيس بوك من هنا