أحمد فتح الله: مصر في حاجة إلى إعلام خدمي

في الغرب ينتشر الإعلام الخدمي، ذلك الإعلام الذي يقدم خدمات للناس ويفيدهم ويعلمهم أشياء جديدة، هناك تعريف أميركي للإعلام الخدمي وهو news you can use أو محتوى يمكنك استخدامه في حياتك العملية، وهناك صحف ومجلات وقنوات كاملة تعتمد على الإعلام الخدمي، ويعرف من خلالها الناس ما هو الأفضل لهم.

من العناوين المهمة مثلاً في الإعلام الأميركي، تعرف على أفضل الجامعات في أميركا، ما هي أفضل معاهد تعليم اللغات، أفضل الكتب في المكتبات الأميركية، ويفصل الغرب تماماً بين الموضوعات الخدمية وبين الإعلانات.

لكن في مصر الوضع مختلف، الإعلام في مجمله أقرب لحوارات المصاطب غير المبنية على معلومات حقيقية أو محتوى خدمي مفيد للناس، تخيل أنك طالب مصري تخرجت من الثانوية العامة وتبحث عن جامعة أو معهد جيد يؤهلك لسوق العمل، لن تجد في برامج التوك شو المصرية أي حلقات تستضيف خبراء تعليم يعرفوا الطلاب أفضل الكليات والمعاهد، أو كيف يجدوا منح دراسية خارج مصر.

في الوقت الذي تحدثت فيه كل وسائل الإعلام الغربية عن العلاج الجديد المتوقع أن يخرج قريباً ويعالج مرضى السكر، لم يأخذ الخبر أي أهمية في الإعلام المصري، لم تناقشه برامج التوك شو رغم إن مصر بها ملايين المصابين بالسكر وحلم حياتهم أن يسمعوا عن خبر جديد ينهي مأساتهم مع مرض السكر.

مصر في حاجة حقيقية لإعلاميين يفكرون بطريقة مختلفة، يفيدون الناس ويعرفوهم ما يحدث حولهم بطريقة علمية حقيقية، نظرة واحدة على الضيوف في الإعلام الغربي والضيوف في البرامج المصرية تصيبك بصدمة.. أغلبهم غير مؤهل ولا يمتلك حتى مهارات التواصل والحديث مع الناس ونقل معلومات لهم وكأن أي إنسان يمكن أن يكون ضيفاً يتحدث في أي موضوع .. حتى ظهور ضيف في أي وسيلة إعلام له أسس.

هناك ثورة الآن في الإعلام الغربي في برامج المطبخ .. وهي تقديم برامج أكل صحي مفيد تطبق مقولة الغذاء هو الدواء .. وحتى الآن تقدم كل برامج الطبخ المصرية وصفات أطعمة تسبب السمنة وتصيب بأمراض عدة، بسبب أن من يقدم هذه البرامج هو طباخ لم يحصل على أي دورات تتيح له الحديث في الطعام الصحي.

على القنوات المصرية أن تفكر خارج الصندوق .. أن تبحث عن بصمة وهوية جديدة لها بين المشاهدين .. لا تقدم ما يريده الناس فقط بل تقدم ما يجب أن يصل للناس وليس ما يتوقعونه .. فهل يسمع ذلك الزملاء العاملون في كل وسائل الإعلام المصرية؟

اقرأ أيضًا:

أحمد فتح الله: هل تنشر المواقع المصرية أكاذيب؟

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا