إبراهيم عيسى يوضح أسباب خلل الشخصية المصرية - E3lam.Com

إسلام وهبان

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن المشكلة التي نعاني منها حاليا، هي أنه لا يمكن لمجتمع لا يملك مقومات شخصية قوية لديها وعي وقدرة على بناء رأي واتخاذ موقف وعرض حجة، أن ينجح في اختيار الآراء والقرارات الصائبة.

واصل “عيسى” حديثه في حلقة الإثنين، من برنامج “مع إبراهيم عيسى” الذي يقدمه عبر فضائية القاهرة والناس، موضحا أنه نتيجة لقلة التعليم والتوعية والثقافة، أصبح لدينا آراء متراوحة ومترنحة ومتأرجحة، ومغمورة بالمشاعر والغرائز أو العدوان والعنف، فبالتالي لم يعد موجودا لدينا فكرة عرض الآراء الشخصية وتفنيدها، قائلا “اللي فاكرين نفسهم سياسيين واللي مالين مجلس النواب.. ولا عارفين يكوّنوا جملة، لأنهم أولاد مجتمعهم بروافده الثلاثة من التعليم وطريقة فهم الدين وطريقة الحكم، والذين تسببوا في هذه الحالة”.

ولفت إلى أن الساسة والمسئولين يلقون دائما باللوم والتقصير على المواطن، فهو المسئول في نظرهم عن مشاكل التكدس السكاني والمشاكل الاقتصادية وغيرها من المشكلات، مشيرا إلى أن هذا نتيجة خلل رهيب في الشخصية المصرية التي تم تدمير الجانب التعليمى فيها، بدلا من استخدام أسلوب البحث عن المعلومة والتحليل والخروج بنتائج، إلى أسلوب التلقين والحفظ و”كب الإجابات” في ورقة الامتحان، على حد وصفه.

وأوضح أن كل تلك الأسباب أدت إلى جعل الشخصية المصرية شخصية “قطنية” بلا رأي واضح، وتسببت في عدة مشاكل، مثل عدم القدرة على التحصيل والبحث عن المعلومة، ومشكلة عدم التركيز والبحث عن “الخلاصة”، وكذلك عدم القدرة على تكوين رأي واضح بل أصبح معظمنا يتبع “القطيع”.

في نفس السياق، أشار “عيسى” إلى أن مثل هذا المناخ التفكيري والتعليمي والتربوي، هو تربة خصبة لتكوين شخصية إرهابية أو شخصيبة مغيبة أو منساقة خلف كل الأراء، لافتا إلى أن الحل يكمن في تغيير منظومة التعليم وتغيير نظام المجتمع بأكمله، ومعالجة طريقة التعليم والتدين والحكم، والاستفادة من تجارب الأمم المجاورة التي مرت بظروف مشابهة، لكنها تقدمت وتطورت لأن أول خطوة اتخذتها كانت التعليم والعلم، من أجل توعية الشعوب.

مضيفا أنه كلما تم تشكيل شخصية واعية مثقفة، ضمنا مستقبلا متطورا، بدلا من الالتزام بنفس السبل التي نسلكها منذ أكثر من 40 سنة، مشيرا إلى أن كثرة التشويش وعدم القدرة على التركيز أو التحصيل التي لم نتعلمها منذ سنوات كمجتمع من أفراد وشباب وشيوخ، أدت إلى وجود فئات تتأثر بأقل الأهواء والآراء “وتصريح يجبها وتصريح يوديها” على حد قوله.