عبدالله المدني يكتب: الرجل الذي غيَّر نمط الحياة في السعودية - E3lam.Com

نقلاً عن صحيفة “الأيام”

 

الزائر للمجمع السكني الضخم داخل المقر الرئيسي لشركة أرامكو السعودية بمدينة الظهران السعودية المعروف بـ «سينيور ستاف» حيث يقيم كبار موظفي الشركة وعائلاتهم، يسترعي انتباهه وجود مبنى في مواجهة قاعة طعام كبار الموظفين المعروف بـ «Dining Hall» وضعت عليه لافتة تقول «ستينكي هال Steineke Hall»، علمًا بأن هذا المبنى تستخدمه شركة أرامكو كبيت للضيافة.

 
فمن هو ستينكي هذا الذي حاولت أرامكو تخليده بهذه الطريقة رغم أنه يستحق أكثر من ذلك بكثير لدوره الايجابي والمشهود في تغيير أنماط الحياة في المملكة العربية السعودية من حياة البداوة والرعي والغوص على اللؤلؤ إلى حياة عصرية قوامها صناعة النفط والبتروكيماويات، وفي نقل اقتصادها من اقتصاد يعتمد على الحج والعمرة وزراعة التمور كمصدر رئيسي للدخل القومي إلى اقتصاد يعتمد على تكرير وتصدير النفط ومشتقاته.

 
ماكس ستينكي هو أمريكي الجنسية، قضى سنوات حياته المبكرة في مزرعة عائلته بالقرب من بروكينغز في ولاية أوريغون، لكنه ترك عائلته ذات الأصول الألمانية وإخوته الثمانية وهو في سن الثانية عشرة ليتوجه الى مدينة كريسنت في ولاية كاليفورنيا حيث حصل هناك على عمل في طاحونة للخشب، وفي الوقت نفسه التحق بالمدرسة ليواصل تعليمه الأولي. في تلك المدرسة شجعه معلمه على استكمال دراسته الجامعية فالتحق في العام 1917 بجامعة ستانفورد التي لم تكن تشترط وقتذاك اختبارات القبول. وهكذا تخرج من ستانفورد في العام 1921 حاملاً درجة البكالوريوس في علم الجيولوجيا، فاستثمر ما تعلمه في البحث عن النفط لمدة 13 سنة في كل من كاليفورنيا وألاسكا وكولومبيا، إضافة إلى كندا ونيوزيلندا، قبل أن يلتحق بالعمل في شركة «ستاندر اويل أوف كاليفورنيا» أو «سوكال SOCAL» التي تعرف اليوم باسم «شيفرون Chevron».

 
المنعطف الأبرز في حياته كان في عام 1934 حينما وصل إلى السعودية لأول مرة منتدبًا من قبل «سوكال» التي كانت قد حصلت في 29 مايو 1933 على امتياز للتنقيب عن النفط في مساحة 930 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السعودية لمدة 60 عامًا في مقابل ما مجموعه 50 ألفًا من الجنيهات الإسترلينية الذهبية، ومبلغ سنوي قدره 5000 جنيه استرليني. والمعروف أن سوكال قامت في 8 نوفمبر 1933 بتأسيس شركة فرعية لهذا الغرض تحت اسم «كاليفورنيا آرابيان ستاندارد اويل» (كاسوك CASOC)، ثم قامت في عام 1936 بضم جهودها إلى جهود شركة «تكساس أويل كومباني» من خلال تأسيس شركة أخرى هي «كالتكس» للاستفادة من شبكة التسويق الضخمة التي كانت الاخيرة تملكها في آسيا وأفريقيا.

 

والمعروف أيضا أنه قبل حصول الشركة الامريكية على امتياز التنقيب هذا، كان سلطان نجد وملحقاتها عبدالعزيز آل سعود قد منح امتيازًا مشابهًا للضابط البريطاني النيوزيلاندي «فرانك هولمز»، لكن هذا الأخير أوقف نشاطه في عام 1927 وغادر إلى البحرين دون أن يدفع للسلطان المستحقات المتفق عليها، بعدما بدأ الحفر لعدة أشهر ولم يعثر على المأمول. بعدها أبدى الملك عبدالعزيز في عام 1932 رغبته في استكشاف آبار المياه الجوفية في أراضيه، فاتفق لهذا الغرض مع رجل الأعمال والخبير في مجال الري واستصلاح الأراضي «تشارلز كرين»، الذي كلف بدوره أحد مهندسيه في اليمن، ويدعى «كارل تويتشل» بهذا العمل، فجاء تقرير الأخير سلبيًا حول المياه الجوفية، لكنه تضمن أخبارًا حول احتمال وجود النفط.

 

حينما وصل ستينكي إلى السعودية للمرة الأولى في عام 1934 كان قد سبقه إليها فريق صغير مكون من الجيولوجيين الستة: ميلر، هنري، هوفر، كوتش، براون، وبورتشفيلد، الذين وصلوا في عام 1933 إلى بلدة الجبيل الساحلية، ثم انتقلوا منها إلى ما عرف جيولوجيا باسم «قبة الدمام»، وهو مكان يبعد عن ميناء الدمام بنحو ثمانية كيلومترات وكان الأهالي يسمونه «جبل الظهران» أو «الجبل». في ذلك الموقع قام هذا الفريق الامريكي الصغير، في ظل حراسة بعض الجنود والأدلاء البدو من أمثال عبدالهادي بن جثينا، ومحمد علي القطري، ومحمد بن خرسان القحطاني، ومقتفي الأثر الأشهر خميس بن رمثان العجمي، بسلسلة من الاختبارات الاولية للعثور على مكامن النفط الذي كان قد تدفق في جزيرة البحرين القريبة قبل نحو عام من ذلك التاريخ. كما قامت الشركة صاحبة الامتياز في ربيع عام 1934 بإرسال طائرة من نوع «فيرتشايلد 71» إلى المنطقة تحت قيادة أحد جيولوجييها لوضع خرائط جوية لمناطق الامتياز والتنقيب، فكانت تلك هي المرة الأولى التي تهبط فيها طائرة فوق الأراضي السعودية.

 

وعلى ضوء الخرائط التي تم وضعها لمناطق الامتياز خلال أشهر من التحليق اليومي والعمل المتواصل، وبعد وصول آلات ومهندسي الحفر من البحرين بحرا بواسطة المراكب عبر فرضة الخبر، قرر الجيولوجيون في 30 إبريل 1935 بدء عمليات الحفر في حقل الدمام رقم 1 إلى الغرب من جبل الظهران وسط ظروف مناخية وطبيعية ومعيشية غاية في الصعوبة. وبحلول شهر ديسمبر من ذلك العام كان الحفر قد وصل إلى عمق موازٍ للعمق الذي تدفق منه النفط في البحرين، لكن دون العثور على دلائل تفيد بوجود النفط أو الغاز، الأمر الذي تقرر معه إيقاف أعمال الحفر عند عمق 976 مترًا. بعد ذلك توجه الجيولوجيون في فبراير 1936 للحفر في حقل الدمام رقم 2، وتكرر الفشل، وكذا كان الحال مع حقل الدمام الثالث والرابع والخامس.

 

وفي خريف 1936 تم تعيين ستينكي كبيرًا للجيولوجيين في «كاسوك» (احتفظ بهذا المنصب حتى عام 1946 أي إلى ما بعد تغيير اسم «سوكال» إلى «أرامكو»)، وبهذه الصفة جاء مرة أخرى إلى السعودية في ديسمبر 1936 برفقة مجموعة صغيرة أخرى من الجيولوجيين الأمريكيين في رحلة أطول للتعرف على جيولوجية الأرض السعودية ومعاينة سلسلة آبار الاختبار التي كان قد تم حفرها في «قبة الدمام» خلال عام 1936 ولم تعط نتائج إيجابية لجهة وجود النفط بكميات تجارية. وقتها كان زملاؤه الجيولوجيون على وشك بدء الحفر في حقل الدمام رقم 6 فدعاهم لصرف النظر عن ذلك، والتوجه للحفر في الموقع الذي بات يعرف بحقل الدمام رقم 7، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال مرة أخرى، الأمر الذي كاد معه صبر الشركة صاحبة الامتياز ينفذ، خصوصًا بعدما تكبدت خسائر كبيرة بملايين الدولارات دون فائدة تذكر.

ولهذا السبب استدعته شركة كاسوك إلى مقرها الرئيسي في سان فرانسيسكو في أوائل عام 1938، حيث نجح ستينكي في إقناع رؤسائه بفكرة مواصلة الحفر في الحقل رقم 7 إلى أعماق أطول بكثير من المعتاد، وصرف النظر عن فكرة الانسحاب نهائيًا.
وكما هو معروف في أدبيات النفط السعودية فإن النفط تدفق بكميات تجارية من حقل الدمام رقم 7 في الاسبوع الأول من مارس 1938 بعد أن تم الحفر على عمق 1440 مترًا. وفي نهاية مارس من العام نفسه وصل إنتاج الحقل المذكور إلى ثلاثة آلاف برميل يوميًا ليرتفع بحلول عام 1940 إلى 12 ألف برميل في اليوم (بعد 45 سنة من استغلاله وبعد أن أنتج نحو 32 مليون برميل من النفط، تم إغلاق هذا الحقل التاريخي في عام 1982)، وسرعان ما وجد ستينكي دلائل على وجود النفط في مكان يبعد عن حقل الدمام بمسافة 50 كيلومترًا، فأمر بإجراء عملية الحفر في ما يعرف اليوم بحقل بقيق الذي يختزن إحتياطيا ضخما من النفط يقترب من 12 مليار برميل.

 

وهكذا تحقق ما كان الأمريكيون والسعوديون ينتظرونه، ومعه تشجعت حكومة المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه، فوقعت ملحقًا لاتفاقية الامتياز الممنوحة لشركة «سوكال» تضمن توسعة المساحة المشمولة بالامتياز من 930 ألف كيلومتر مربع إلى 1.14 مليون كيلومتر مربع في مقابل حصول الحكومة السعودية على 140 ألفًا من الجنيهات الذهبية، وحصولها سنويًا على 25 ألف جنيه استرليني كبدل إيجار، إضافة إلى مائة ألف جنيه استرليني في كل مرة يتم اكتشاف حقل نفطي جديد.
ومع نجاحات «سوكال» في اكتشاف النفط في السعودية بفضل جهود ستينكي ورفاقه إرتفعت أسهم الشركة في الولايات المتحدة، وسارعت كبريات شركات النفط الإمريكية إلى شراء حصص فيها. فمثلاً قامت شركة «تيكساكو Texaco» بشراء 50 بالمائة من أسهم «كوساك» الفرعية قبل تغيير اسمها إلى أرامكو في عام 1944. وفي عام 1948 تملكت شركة «ستاندارد أويل أوف نيوجيرسي» وشركة «سوكوني فاكيوم» الأمريكيتين اللتين تعرفان اليوم باسم «ايكسون موبيل Exxon Mobil» حصصًا في أرامكو التي تملكتها الحكومة السعودية بالكامل في عام 1980.

 

لقد كتب الكثير عن سر تحقيق ستينكي لنجاحات لم يسبقه اليها أي جيولوجي آخر في عالم اكتشاف حقول النفط الضخمة، كان آخره اكتشافه لأضخم حقل نفطي مغمور في عام 1948 ونعني به حقل غوار داخل المياه الاقليمية السعودية في الخليج العربي. لكن تلك النجاحات عزاها ستينكي نفسه إلى قيامه بتطوير تقنية الحفر الهيكلي لرسم خرائط جيولوجية لما تحت سطح الأرض، وذلك حينما ألقى في عام 1951 كلمة في حفل حصوله على جائزة سيدني باوز التذكارية (Sidney Powers Memorial Award)، التي تمنحها الجمعية الأمريكية لجيولوجي البترول (American Association for Petroleum Geologist)، ليصبح الشخص الخامس الذي ينالها في تاريخها. في كلمته تلك لم ينسب الرجل الفضل في ما تحقق لنفسه فقط، وإنما ذكر بالعرفان والود فضل كل الآخرين الذين عملوا معه، فكشف بذلك عن شخصيته القيادية العادلة والودودة.

 

استمر ستينكي في العمل كبيرًا للجيولوجيين لدى أرامكو بالمملكة العربية السعودية، والتحقت به زوجته فلورانس وابنتاه. وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، بذل أقصى جهد لحماية آبار النفط السعودية من أي هجوم قد تتعرض له من قبل دول المحور، كي يضمن تدفق النفط لصالح الحلفاء. وبحلول عام 1950 كانت صحته قد بدأت بالتدهور، الأمر الذي اضطر معه للعودة إلى بلاده حيث توفي في مدينة لوس إلتوس بولاية كاليفورنيا في إبريل 1952 عن عمر ناهز الرابعة والخمسين، مخلفًا وراءه ابنتيه «ماكسين» و«ماريان»، علمًا بأن ماكسين ستينكي غود اقتفت، إلى حد ما، أثر والدها فحصلت على درجة الماجستير في الفيزياء من جامعة ستانفورد العريقة وتزوجت في عام 1952 من الفيزيائي وولتر غود من مختبرات لوس ألاموس العلمية.

 

الذين كتبوا عن ستينكي مستعيدين ذكرياتهم القديمة معه في السعودية أجمعوا على أنه كان شخصية استثنائية لجهة العمل دون كلل او ملل ولجهة بناء علاقات الثقة والاحترام مع مرؤوسيه من العرب والامريكيين إلى حد أنهم وصفوه بالرجل الذي كسب قلوب وعقول كل من عمل معه. وفي هذا السياق تطرق «وليام تريسي» في مجلة عالم أرامكو السعودية (عدد شهر مايو /‏ يونيو 1984) إلى ما قاله توماس بارقر، أحد أشهر رؤساء أرامكو الأمريكيين، من أن الجميع كان يقدر ستينكي من صميم قلبه وكان مستعدًا للبذل من أجله، كما نقل عن عبدالعزيز شلفان، أحد أقدم موظفي أرامكو السعوديين قوله أن ستينكي كان أجمل من لامس شغاف قلبه، هذا ناهيك عما قاله الروائي والمؤرخ الامريكي واليس ستيغنير عنه من أنه كان مهنيًا واضحًا ومتحمسًا لا يكل من العمل، ولا تشغله التفاصيل الصغيرة أو التعلق العنيد بالنظريات، لكنه لا يتسامح مع الذين لايبذلون جهدًا مقنعًا في تقصي ما يطلب منهم من حقائق.

 

وذكر «وليام تريسي» على لسان بارقر جانبًا آخر من شخصية ستينكي هو فضوله لمعرفة كل ما يحيط به. ففي إحدى المرات خرج لتفقد مخيمات العمل كعادته، فلاحظ وجود سلسلة من التلال على بعد نحو ميلين من الطريق، فاستدعى رئيس فريق الجيولوجيين المكلف بالعمل هناك وسأله عن المشهد، لكن الأخير فشل في الإجابة، وهو ما جعل ستينكي يفصله من العمل. يقول بارقر عن تلك الواقعة أنها كانت المرة الأولى التي يفصل فيها ستينكي موظفا من الذين كانوا يعملون معه لأنه استغرب أن يمر الأخير على المشهد يوميًا دون أن يكلف نفسه عناء تقصي الأمر. إلى ذلك كان ستينكي طبقًا لما ذكره بارقر في المصدر السابق يتجب إيذاء مشاعر الآخرين متعمدًا، لكنه أضحك الجميع ذات مرة حينما كان يجلس على طاولة الطعام قبالة أحد موظفي شركة نفط البحرين (بابكو) من الإنجليز ثقيلي الوزن، وذلك حينما سأله الأخير عن السر وراء نحافته، فأجابه ستينكي، دون أن ينظر إلى طبق الإنجليزي الممتلئ بالطعام إلى آخره: لأني لست شرها أحمق!

 

من ضمن الأشياء الأخرى التي رواها توماس بارقر عن ستينكي في كتابه Out in the Blue والذي تمت ترجمته تحت عنوان «تحت القبة الزرقاء، رسائل من العربية السعودية 1938 1940» والصادر عن دار برزان للنشر في عام 2004 أنه كان صاحب استقامة فكرية هائلة، واستعداد لإعطاء التفسيرات والتكهنات انطلاقًا من معلوماته وخبرته الجيولوجية الغزيرة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يجد غضاضة في الرجوع عن قرار أو رأي قد أبداه حينما تتوفر لديه معطيات أو معلومات جديدة تثبت خطأه، ومشددًا على تواضعه الجم مع صغار الجيولوجيين والموظفين، ومناقشة الأفكار والفرضيات معهم دون رسميات،
كما لو كان يطلب المشورة منهم أو يطالبهم بالتفكير بصوت مرتفع وثقة بأنفسهم. وبهذه الخصال كان لا يتردد في العودة إلى جامعة ستانفورد للمشاركة في محاضرات وندوات أسرة الجيولوجيا، والتي كان عضوًا بها يوم أن كان طالبًا، وذلك من أجل وضعهم في صورة الطبيعة الجيولوجية والجيوفيزيائية للمملكة العربية السعودية، خصوصًا وأنه قام برحلة استكشافية من الظهران إلى جدة، كانت الأولى من نوعها، حيث جمع خلالها العديد من الحفريات والعينات الصخرية، وقام أيضا بدراسة طبيعة الأرض بدقة وكتابة الاوراق البحثية عنها، الأمر الذي لعب دورًا عظيمًا في معرفته بما يوجد في باطن الأراضي السعودية.

 

ويخبرنا بارقر في الصفحة 286 من كتابه آنف الذكر أن ستينكي إرتبط بعلاقة خاصة بالدليل خميس بن رمثان العجمي، الذي ظل يعمل لدى أرامكو من عام 1942 وحتى 1959، كونهما كثيرًا ما سافرا معًا في مجاهل الصحراء السعودية، ويضيف أن الأخير جعل ستينكي ذات مرة عاجزًا عن الكلام، وذلك حينما أخبره أن البدو في وادي الدواسر غيروا اسم جبل قصير غليظ في منطقتهم من «أم رقيبة» إلى «صبع ستينكي»، بعدما شاهدوا إصبعه القصير الذي كان قد بتر بعد إصابته بالتهاب. يقول بارقر: إن ستينكي رأى في هذا التكريم رديفًا بدويًا لجائزة سيدني باورز التي سبق الإشارة إليها.

 

ويمكن القول إن جهود ستينكي في اكتشاف النفط من الأرض السعودية هي التي مهدت للعلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والتي لم تبدأ سياسية كغيرها من العلاقات الثنائية، وإنما بدأت اقتصادية من خلال منح امتيازات التنقيب عن النفط في شرق المملكة في عام 1933 لشركة امريكية، لتتوالى بعد ذلك الاتفاقيات في مختلف المجالات والزيارات السياسية المتبادلة على أرفع المستويات ابتداءً من الاجتماع التاريخي بين الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير 1945 على ظهر المدمرة الامريكية «كوينسي» في البحيرات المرة.

 

كم كان الشاعر صادقا حينما قال:
إن كان مات، فما ماتت مآثره
فالجسم يفنى ويبقى للفتى العمل
فرب حي كما الأموات معتبر
ورب ميت به الأحياء تحتفل