عيسى يكشف أسباب متابعة العرب للانتخابات الأمريكية

إيمان عبد الفتاح

كشف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الأسباب الحقيقية وراء اهتمام البعض في المجتمعات العربية بمتابعة الانتخابات الرئاسية الامريكية، والتي وصلت إلى مراحلها النهائية بين المرشحين دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، فضلًا عن ما تمثله تلك الانتخابات من شغف واهتمام لدى وسائل الاعلام في الداخل والخارج.

قال عيسى، خلال برنامجه “مع ابراهيم عيسى”، والمذاع على قناة “القاهرة والناس”، مساء أمس الأربعاء، إنه لاشك أن المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج تعيش وسط أجواء من الاستبداد، حيث تكون الانتخابات فيها إن لم تكن في الغالب ــ مزورة ــ فهي موجهة، موضحًا أن تلك المجتمعات متعطشة للديمقراطية، ومفتقدة لأجواء المنافسة الحقيقية في انتخاباتها خاصة تلك التي يجرى فيها تداول السلطة خاصة على منصب الرئيس.

استكمل عيسى، حديثه مؤكدًا أن ما تعانيه هذه المجتمعات ليس إلا واقع عربي ممتد منذ سنوات طويلة.

أضاف قائلًا: إن الانتخابات في أمريكا تعد لعبة ديمقراطية، ومسرح سياسي حر ومفتوح ــ احنا محرومين منه ــ يشارك فيه الجميع، ولا يقتصر على أشخاص أو أحزاب بعينها، يعطى الحرية أمام أطرافه، كي تتنافس وتتصارع وتتناظر وتلقن بعضها دروسًا وعبر”.

عقب بقوله: ” احنا مجتمعات عبادة الفرد ترى أن أي رئيس لها ملهم وهدية من السماء”.

أشار الكاتب الصحفي، إلى أن الحلم الأمريكي لديه القدرة على اجتذاب متابعيه في جميع أنحاء العالم نتيجة لما يتمتع به من حرية وديمقراطية، موضحًا أنه ليس فقط مجرد حلم الصعود إلى السلطة ، لكنه أيضًا يحفز مواطنيه على أن يكونوا مثلما يريدون، فمنهم من يحلم أن يكون غنيًا، وآخر يتمنى أن يصبح شخصية مهمة في السياسة أو غيرها دون الالتفات إلى مظهرهم، معتقداتهم، انتماءاتهم الحزبية.

ودلل على ذلك بأن الرئيس الامريكي “بارك أوباما” استطاع وهو مواطن أسود اللون أن يفوز في انتخابات الرئاسة، ويظل في منصبه لمدة ثمان سنوات خلال فترتين رئاسيتين، على الرغم أنه من المعروف قبل 50 عام كان يعامل المواطنين السود في أمريكا بعنصرية شديدة، وحرمان من أبسط حقوقهم الآدمية.

مقدم برنامج “مع إبراهيم عيسى”، بأنه على الرغم مما تتمتع به أمريكا من حرية في الرأي والتعبير؛ إلا أنه شخصيًا قد يكون متحفظًا بعض الشي على ديمقراطيتها، واصفًا إياها بـ”الغير الحقيقية”، حيث تتداخل فيها العلاقات والمصالح والمال والبيزنس والشهرة وكذلك الاعلام بكافة أشكاله، مشيرًا إلى أنها أفسحت المجال أمام مزيد من الحرية والمنافسة والجرأة بل والقدرة علىالصراع السياسي، وذلك على عكس الديمقراطية الموجودة في أوروبا، والتي يعتبرها النموذج الأقرب إلى الرشادة والنضج الحقيقي.