طارق الشناوي: لا تغنوا للسيسى!

هل السيسى يحتاج إلى أغان نردد فيها اسمه؟ أم أنه ليس لصالحه، ولا لصالح هذا الشعب أن نغنى مجددا باسم الزعيم الملهم، لن يستطيع الرئيس أى رئيس أن يمنع أحدا من الغناء، لكن هناك إشارات كلنا نعرفها من الممكن أن تدفع قبيلة «يا ليل يا عين» بالسير قدما فى هذا الاتجاه، أو تشير إليهم بالاكتفاء بهذا القدر، المطلوب من مؤسسة الرئاسة أن تسارع بإرسال تلك الشفرة، لأنى أسمع طرقات طوفان النفاق الغنائى على الباب.

سؤال ثان: هل الغناء للوطن يحتاج إلى مناشدة؟ لقد فعلها وزير الشباب قبل أيام، وناشد المطرب هانى شاكر فى أحد اللقاءات بالغناء عن افتتاح مشروع القناة 5 أغسطس القادم، ولا أتصور بالمناسبة أن هانى من الممكن أن يكذب خبرًا، لا حظ أن الوزير طلب أغانى، ولم يقل حتى أغنية، لكن رشة جريئة، كان هانى قد صرح أكثر من مرة أنه يريد الغناء باسم السيسى، ولا يزال هانى يفكر ويفكر ويفكر، وأتمنى أن يظل يفكر ويفكر ويفكر.

كنا قبل أيام نحتفل بذكريين عزيزتين علينا: بناء السد وعيد ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر الـ97، وكانت الفرصة مهيأة لكى نستعيد معا قسطا وافرا من هذه الأغنيات، التى كانت دائمًا حتى وهى تغنى للسد لا تنسى أن كل شىء فى الحياة يبدأ وينتهى عند الزعيم، لا أستطيع أن أفصل الزمن عن الكلمات والألحان، كان عبد الناصر فى الضمير الجمعى للمصريين هو عنوان العزة والكرامة والتحرر والنقاء الثورى، كانت ملامحه تستدعى على الفور اسم مصر، عندما ترسم بورتريه للمحروسة سترى حصريا وجه جمال عبد الناصر.

دائما هناك رهان على الرجل الكبير فى أعلى السلطة، عندما كتب الشاعر أحمد شفيق كامل فى أغنية حكاية شعب تعبير ضربة كانت من معلم ، كان الجميع مترددا فى إطلاق لقب معلم على الزعيم، وفى النهاية قالها حليم على مسؤوليته، ولم يشعر أحد بالارتياح إلا بعد أن ضحك الرئيس على الإفيه ، فضحك وراءه كل القيادات وانتصر حليم.

هل تتذكرون رئيس تحرير جريدة قومية كبرى أيام مبارك، عندما قالوا له هناك تردٍّ فى أرقام التوزيع وانهيار فى مصداقية الجريدة، أجابهم: أنا أكتب لرجل واحد، وهو يتصفح الجريدة يوميا، راضيا وسعيدا بها ، وهكذا حسم المعركة لصالحه.

هل تجاوزنا تلك المرحلة، تابع ماذا حدث فى عديد من الوزارات عندما تمت مراسم حلف اليمين للوزراء فى السابعة صباحا، صار الكل منذ ذلك الحين يبدأ يومه فى السادسة، حتى تصل الرسالة إلى الرئيس أنهم على الخط، لا أعترض على الاستيقاظ مبكرا، لكن هل كان هناك بالفعل إنجاز حقيقى، أم أن المقصود هو فقط أن تصل الرسالة بأنهم ضبطوا ساعة استيقاظهم البيولوجية على ساعة الرئيس.

الرضا هو رضا الرئيس، ولهذا يصبح منطقيا أن الغناء أيضًا للرئيس، لم يكن الشاعر ولا الملحن أو المطرب فى زمن عبد الناصر يحصل على شىء مقابل الغناء، لكن الكل لا يرى سماء أبعد من تلك التى يقبع فيها الرئيس، وهكذا مات الكثير من تلك الأغانى، التى رددناها فى زمن ناصر، وعاش فقط القليل، لو قارنتها بالطبع بأيام مبارك ستكتشف أن جميع أغانى تلك المرحلة السوداء ماتت بالسكتة الجماهيرية، وما عاش منها أصبح مادة أرشيفية للسخرية من مبارك.

جبران خليل جبران يقول: للحق صوتان، صوت يردده، وصوت يدعو إليه. النفاق أيضًا يحتاج إلى صوتين: صوت يغنى، وآخر يقول له أعِد، الفتنة نائمة لُعن من أيقظها، والنفاق لا يزال مستيقظا أكرم الله من يخرسه!

نقلا عن “التحرير”

إقرأ ايضا

طارق الشناوي : عمرو والهروب الكبير!

10 صور من عزاء عصام اسماعيل فهمي

12 معلومة و12 صورة من حفل توقيع كتاب آثر النبي

ريهام سعيد أمام النيابة بسبب “العفاريت”

تكريم منفرد لهنا شيحة

ما بين ناجي العلي و”شارلي إبدو”.. الناس اللي تحت

 

تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا