وليد رشاد يكتب: زوجة المخرج.. والإعلان المسروق!!

مما لا شك فيه أن هناك صناعة اسمها صناعة النجوم وفي الفترة الذهبية للسينما العالمية أو المصرية كانت صناعة النجم صناعة حقيقية، بمعنى أنه كانت هناك عين فاحصة تكتشف النجوم كما في كشافين كرة القدم، وبعد أن تكتشف تلك العين من تتوسم فيهم النجومية من حيث العناصر الشكلية والجسمانية، تبدأ الرحلة الأصعب وهى تدريبات قاسية قبل الدفع بهذا النجم أو تلك النجمة إلى مشوار النجومية، تدريبات على النطق السليم ومخارج الألفاظ الصحيحة وكان يمكن الاستعانة بشيخ أزهرى لذلك الغرض لأن أفضل طريقة لتعليم اللغة العربية السليمة هى تجويد القرآن، ثم تعليم أساسيات اللغات الأجنبية، وكذلك تدريبات رياضية لكى يصبح النجم في حالة شكلية طيبة، ولا يشترط أن يصبح النجم بطلاً في كمال الأجسام أو تصبح النجمة بطلة في السباحة أو الجمباز ولكن يكفي أن يحتفظ أو تحتفظ بقوام ممشوق، وأخيراً يتم اكساب النجم مبادئ الإتيكيت لأن النجم سوف يكون واجهة لنفسه ولبلده والأهم أنه سوف يكون قدوة لغيره، لذلك فإن تصرفاته العامة محسوبة عليه ويفضل أن تكون أخطائه الاجتماعية في أدنى درجة ممكنة.

طبعاً كان يصاحب ذلك حملة دعائية مكثفة عبارة عن لقاءات صحفية منظمة عن عمد وإذا أمكن مقابلات تليفزيونية حتى يمكن تقديم النجم للجمهور بشكل إيجابي، وكان أشهر صانعي النجوم في مصر المنتج الراحل “رمسيس نجيب” الذي اكتشف كثيراً من الوجوه الفنية أصبحوا نجوماً في تاريخ السينما العربية مثل “لبنى عبد العزيز”،”نجلاء فتحي”.

ولكن لأننا نعيش زمن المسخ فقد تغير كل شئ وأصبحت صناعة النجوم مسألة بسيطة جداً وقاصرة على حملات الدعاية المكثفة ومهاجمة المعترضين فقط، دون تدريبات أو مجهود أو إكساب النجم أية مهارات أو قدرات (اللهم إلا بعض الأشخاص الجادين الذين يحاولون إحياء فكرة صناعة النجوم مؤخراً)، ولكن ما يحدث في الغالب هو استغلالًا لقوة الميديا الجبارة فتجد أن المسألة اصبحت تقتصر على حشر أى شخص اياً كانت إمكانياته أو موهبته في أى عمل فني أو إعلان، وبعدها تبدأ حملات دعائية مكثفة وحملات مضادة لإسكات من يهاجمونه وكأن هذا الشخص اخترع التمثيل أو ساهم في رقي الجنس البشري.

مثلما حدث مع “مى عمر” وهى ممثلة صاعدة تتمتع بشكل لطيف وجذاب، شاركت في أعمال قليلة وهى مسلسلات “حكاية حياة”، “كلام على ورق” من إخراج زوجها “محمد سامي”، وظهرت هذا العام في مسلسل “الأسطورة” من إخراج “سامي” ايضاً، في دور واضح أنه مفصل خصيصاً لها حيث تم تقديمها في شخصية رئيسية تذوب عشقاً ورومانسية في البطل “محمد رمضان”، وبعدها فوجئنا بأخبارها تسيطر على وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وأخبار من نوعية “سندريلا الشاشة الجديدة” سندريلا إيه بس يا جماعة؟!! استهدوا بالله كده .. ده أكيد “سعاد حسني” نفسها لم تحصل على لقب سندريلا الشاشة إلا بعد عدة أدوار ناجحة وبطولات متعددة !! وترددت أخبار عن اعتراض بعض الممثلات المشاركات في العمل على تعظيم دور زوجة المخرج على حساب ادوارهن مثل الفنانة “نسرين امين”، “ياسمين صبرى” التي تردد أنها انسحبت من العمل اعتراضاً على ذلك التمييز السلبى.

لكن واضح أنه نفس المنهج الذى تم اتباعه العام الماضي مع الصاعدة “جميلة عوض” والتي أدت دور فتاة مدمنة في مسلسل “تحت السيطرة” وتم الترويج لها على أنها مفاجأة رمضان والحصان الأسود، لمجرد أنها نطقت فى أحد حوارات المسلسل كلمة “شيرلوك هولمز” بلكنة انجليزية مميزة، وكذلك تم ترويج أنها ورثت الفن لمجرد أنها حفيدة الفنان الكوميدي الراحل “محمد عوض”، ولا شك أنها مشروع ممثلة جيدة لكن السؤال ما سر تلك المبالغات ؟!!

وقبلها فى العام قبل الماضى تصدرت أخبار الصاعدة “سارة سلامة” معظم وسائل الاعلام وصفحات السوشيال ميديا حينما أدت دور ابنة الفنانة الشهيرة التي تم قتلها في صراع مع أحد أبناء الكبار ضمن أحداث مسلسل “ابن حلال”، وكان التركيز على ملابسها الساخنة والهوت شورت الذي كانت ترتديه، رغم ان “سارة” شاركت فى أعمال متعددة ولكن لم يكن لها نفس الحضور او التركيز الإعلامي.

ونفس القصة حدثت مع بعض الاختلافات الطفيفة مع الشخص الذى ظهر فى اعلان الدكتور “مجدى يعقوب”، واحتار كثير من المشاهين فى تحديد هويته ان كان ذكر ام انثى ولم يكن فى ذلك اى مبالغة او تهكم، لدرجة ان البعض تصور انه عبارة عن نيولوك للفنانة “دنيا سمير غانم” او على ابسط تقدير انه صوت “دنيا” وتم تركيبه على اداء موديل رجل !!!! وتحدث الكثيرون (وهذا حقهم بالطبع) فى ان اسوء ما فى الاعلان هو ذلك الشخص وانه اضر بالصورة العامة للاعلان، وتضاعفت الاعتراضات حينما علم البعض انه المنتج وصاحب فكرة الاعلان، لانهم اعتبروا انه حشر نفسه فى الاعلان لمجرد انه المنتج وصاحب الفكرة.

وفجأة ظهر بوست اشبه بالرسالة الدعائية او منشور العلاقات العامة فى احد الجهات الحكومية يستنكر السخرية من الشاب ويؤكد على فضائله وشمائله، وانه يمتلك شركة انتاج من سن السادسة عشر وانه مطرب وملحن ناجح وانه يدرس بيزنس فى اسبانيا، ومش فاهم ايه علاقة المنشور ده بفشله كمطرب واداؤه السئ، وما علاقة دراسته للبيزنس بان يطل علينا بذلك الشكل المنفر ووجه ملطخ بالمكياج ويرتدى جاكت مدهب وشعره طويل فى منظر يحمل ايحاءات غير لطيفة على الاطلاق !!!! ولكن فجأة انتشر ذلك المنشور على كل الصفحات ولا احد يكتب رأيه فى ذلك الشخص الا ويظهر له من يرد عليه بالمنشور ذاته بطريقة copy&paste، مختوماً بعبارات من نوعية “هذا الشاب حقق الكثير فى حياته .. ماذا حققت انت لكى تنتقده ؟!” ويتم اتهامك بانك من اعداء النجاح وكأنك هاجمت مثلاً بطل من ابطال حرب اكتوبر !!

والسؤال ماذا حقق هذا الشاب الصغير غير أنه أدار شركة إنتاج فنى بأموال اهله وهو فى سن صغير، ودرس فى أسبانيا كأي شخص يرسله أهله للدراسة الخارجية، وأظن ان تلك النجاحات لا تمنع اى شخص من انتقاده طالما قبل على نفسه ان ينتقل من خانة المواطن العادى إلى خانة المواطن المشهور بظهوره فى أعلان رمضانى ضخم، وأظن ايضاً انه من حق اى شخص ان ينتقده حينما يعرف ويتأكد أنه سرق او اقتبس او استلهم فكرة إعلانه من اغنية امريكية وهى”God Only Knows” دون أدنى إشارة منه لذلك الاستلهام أو تلك السرقة، رغم أنه يعرف اننا فى عصر الفضائيات وأن الجميع سوف يكتشف الحقيقة!

والكارثة أن فيه ناس لسه بتقاوح وبيقولوا ان الاغنية الامريكية مختلفة تماماً عن الاعلان المصرى لاختلاف بعض المشاهد والديكورات، لأ هو غلطان فعلاً .. كان لازم يسرقها بضمير !! ده حتى الجاكت ولا الفيست ولا اللى مش عارف ايه اللى هو لابسه.. هو كمان طلع مقتبس او مسروق !!

نرشح لك

وليد رشاد يكتب: ديكتاتورية الأغلبية !!

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن