محمد مندور: إعادة إنتاج عمرو خالد

بعد غياب واختفاء بدأ نجمه يظهر ويسطع من جديد، هل عرفتموه؟ انه الداعية الشاب والخطيب المفوّه ورئيس الحزب والناشط الخيري والنجم الإذاعي والمناضل السياسي وفارس احلام المراهقات الدكتور عمرو خالد.
محمد مندور
يظهر عمرو خالد مع د. مدحت العدل بغلاف جديد، غلاف الروائي حيث ذكر أن سر اختفائه من المشهد العام لمدة أكثر من عام كان انشغاله بكتابة هذا الكتاب والذي سافر من أجله الي آخر بلاد السند والهند من أجل المعايشة كما لو كان فنان سينمائي يتقمص شخصية لم يراها من قبل.
تتطرق اللقاء إلى أفكار تطرحها الرواية وكيف أنها تعرض للعديد من المعارف والمعلومات بمراجعها، وشخصيات الرواية تبرز الجانب الوطني لدى المؤلف الذي يراعى الوحدة الوطنية فهناك شخوص مسلمة وأخرى مسيحية، والرواية تم اختيار أسماء أبطالها بعد الرجوع لمعجم اللغة العربية (لإضفاء صبغة العمق على المنتج)، وللمزيد من التشويق فبطل الرواية يقوم بأعمال خارقة (لذا فهناك تحذير للأطفال بألا يحاولوا تقليده) وعليه فنحن أمام رواية كالفليم الهندي أو أشبه بطبق السلطة  (إثارة، متعة، تشويق) من وجهة نظر صاحبه.
يأتي ظهور عمرو خالد قبل حفل توقيع كتابه بأيام وفي برنامج انت حر (ذو الصبغة الليبرالي) كمحاولة لتنظيف ما علق بذاكرة المشاهد عن عمرو خالد من ارتباطه بنظام الاخوان، وتكوينه لحزب سياسي لينافس على مقاعد مجلس الشعب، ومشاركته في الاجتماعات التي كان يجريها مرسي في قصر الرئاسة مع الأحزاب أثناء أزمة الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره، بالرغم من مقاطعة معظم القوى الحزبية لتلك الاجتماعات.
حب الشهرة والظهور والتكالب عليها لازم عمرو خالد منذ بداياته في دروس نادي الصيد وتطورها الى دروس أو ما كان تسمى بين مريديه “محاضرات” في أحد مساجد مدينة ٦ أكتوبر مع التحول الى الشكل التلفزيوني في شبكة راديو وتليفزيون العرب آيه أر تي والتي لاقت هوى المتفرج والمنتج الخليجي والذي وجد بها متنفساً للخروج عن قالب الكبت الوهابي، وببراعة استغل عمرو خالد المضايقات الأمنية من نظام مبارك ليحولها لمصدر جديد للمزيد من الشهرة والانتشار ونقل نشاطه الي خارج مصر واستمر في إنتاجه للبرامج والكتب والأقراص المدمجة لمحتوى لا يحتمل وصفا إلا انه محتوى بسيط وجد عند المتلقي الواقع تحت وطئة نظم تعليمية وثقافية مهترئة ما قد يعتبره أمرا مرغوبا.
ويتطور الوضع ويعود إلى مصر مرة أخرى بلا سبب كما غادرها بلا سبب إلا صناعة شهرة من وراء نضال مزيف. بعد العودة اتسع النشاط ليكون خيريا بتكوين مشروع صُنَّاع الحياة والذي لم تكن فكرته من الأصل وإنما كانت فكرة مقتبسة من مشروع آخر لم يجد طريقه للإعلام، ويستمر في التنوع للبحث عن الشهرة حتى في مرضه بالمرارة وإجرائه لعملية جراحية لينشر صوره من على فراش المرض لكسب المزيد من تعلق مريديه صغيري السن به. الى رحلة الدكتوراه في لندن في الدراسات الاسلامية.
عمرو خالد على مدى ما يقارب الأعوام العشرون أصبح نموذج للداعية المودرن الذي يبتعد عن الشكل والأسلوب المعتمدين للداعية الأزهري، وهو أمر أدى إلى ظهور موجة ممن ساروا على دربه في منهج تقديم الرسائل الدينية بالملابس الفاخرة أو حتى الكاجوال حتى في الأفكار.
بقيت معلومة قديمة بعض الشيء والتي قد لا تهمك وهي أن عمرو خالد تتلمذ على يد صفوت حجازي في بداياته.