أنوشكا: قطعة سكر الأوتيل

أريج عراق

بعيدا عن صخب الصراع بين النجوم الكبار من جانب ومسلسلات “الأكشن” من جانب آخر، مسلسلات عميقة وأخرى ذات حبكة مشوقة وأحداث تحبس الأنفاس، بعيدا عن كل ذلك يتسلل الـ “جراند أوتيل” بهدوء ليحتل مركزا متقدما في المعركة الرمضانية الدرامية حتى الآن.

لن أدّعي أن العمل يفتقد لأي من عناصر الجذب، على العكس تماما، إنتاج ثري، ملابس وديكورات، قصة مشوّقة لتامر حبيب يجبرك غموضها على المتابعة، إلا أن كل هذا من خلال إيقاع منتظم يتسم بالهدوء والنعومة ولا يفتقد الإثارة، أتقنه المخرج محمد شاكر خضير.

وفي أجواء الأربعينيات الفخمة، تظهر قطعة السكر التي تمنح العمل طعما خاصا ومميزا، إنها الفنانة أنوشكا، التي استطاعت أن تثبت حضورها كممثلة قوية في السنوات القليلة الماضية بوضوح، أداء راقٍ دون افتعال، يستدعي إلى ذاكرتك فورا “ليلى فوزي وزوزو ماضي” وغيرهما من أساطين هذا النمط الخاص جدا، إنها الشريرة الراقية، التي يمكنها أن تقتل بيد بينما تستمتع بتقليم أظافر يدها الأخرى، مصلحتها فوق أي اعتبار، كل الأشخاص والأشياء مسخّرة لتحقيق  أحلامها ورغباتها، حتى بناتها، تحبهما بحق وتسعى لمصلحتهما فعلا، ولكن كما تراها هي.

هل اهتمت أنوشكا بكل التفاصيل، بداية من طريقة النطق وطبقة الصوت، مرورا بحركات الأصابع وهي تلتقط شيئا أو تشعل سيجارة، وصولا لطريقة المشي ونظرة العين … إلخ؟ أم أنها تتصرف بتلقائية وطبيعية؟ عندما تصل إلى هذا السؤال، تعرف أنك أمام ممثل من العيار الثقيل.

أنوشكا تعني شيئا مسكّرا (حلو)، وبقدر رقة قطعة السكر التي تذوب في لحظات في فنجان الشاي الساخن، إلا أنك لا تستطيع كسرها بعيدا عن الحرارة، أو عن قرارها بالذوبان في المكان والدور الذي تختاره، منذ أن فتح لها المخرج الراحل الكبير صلاح أبو سيف الباب قبل اثنين وعشرين عاما في فيلم السيد كاف، كم كان بعيد النظر.

نرشح لك

“مزاج” أنوشكا في جراند أوتيل وسقوط حر

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختار أي من هذه البرامج أو المسلسلات تتابعها وقت الإفطار؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن