أحمد حسين يكتب : إعلانات العقارات .. تكرار مع بعض الكوميديا

خلال السنوات القليلة الماضية تزامن شهر رمضان مع إجازة الصيف التي تعد موسما هاما لقطاع العقارات، وبالتالي انتظم مسوقوا العقار في اطلاق حملاتهم الإعلانية خلال هذا الشهر، لكن يلاحظ انخفاض حجم الإعلانات هذا الموسم مقارنة بالأعوام الماضية، وربما يرجع هذا إلى انخفاض الطلب ربما بسبب الظروف الاقتصادية، وبالتالي شاهدنا إعلانات مكررة لحملات سابقة بكثافة عرض منخفضة يكون الهدف منها التواجد أمام المشروعات الجديدة المعلن عنها، في هذا العرض سأتحدث على الحملات الجديدة، والبداية مع “ماونتن فيو”.

ماونتن فيو … التجمع أحسن من باريس ولندن وموريشيوس

بدأت ماونتن فيو الأيام الأولى لشهر رمضان بإعلان يركز على الاسم والعلامة التجارية للشركة وليس لمنتج معين، قصة قصيرة بخط زمني تتذكر فيها الأم، وهي تودع ابنتها وحفيدتها في الصباح، الأعوام التي مرت على أسرتها مع ماونتن فيو، هذه المشاهد على خلفية موسيقية كانت معبرة، وروعي في هذه المشاهد تكرار العلامة التجارية لماونتن فيو في أماكن تعبر عن رقي المنتج الذي تقدمه لعملائها وقيمة المنتج الذي يتوج بالسعادة والحب الذي يحيط بالأسرة، يظهر هذا في العبارة الغير منطوقة بين الأم وابنتها “i love you”، والتي قيلت بحركة الشفاه مع ظهور الأب يحتضن زوجته بكل حب، وينتهي الاعلان بجملة “اللحظات الحلوة في حياتنا هيا اللي هتفضل في ذكرياتنا، 10 مشاريع في 10 سنين، ماونتن فيو علشان إنت تستحق حياة أحلى”.

الإعلان يعزز الصورة الذهنية إيجابيا للشركة عند عملائها واعتمد فيه على تاثير الصورة والموسيقى وما توصله من مشاعر لا تحتاج إلى نص مكتوب على الشاشة أو مسموع، وأعتقد أن هذا الإعلان واحد من أفضل الإعلانات هذا العام.

وسريعا ما بدأت ماونتن فيو في إطلاق حملتها الإعلانية الثانية “i city” معتمدة على الثنائي أحمد عز وماجد الكدواني وثلاثة إعلانات ضمت مواقف كوميدية تظهر الفروقات بين لندن وباريس وموريشيوس كمقاصد سياحية وبين مصر، فالمميزات التي يبحث عنها العملاء “الطراز المعماري الباريسي – التسوق والكورنيش في لندن – الشواطئ في موريشيوس” تقدمها المدينة الجديدة، فلا حاجة بعد الآن للذهاب والسفر إلى هناك ومواجهة تقلب الطقس أو حواجز اللغة أو “الهدوء المبالغ فيه”، فكل هذا موجود في مكان واحد طيلة العام بجوار “الناس الطيبة بتاعتنا”.

هذه الحملة ركزت على الاحتياجات الفعلية لشريحة “العملاء المستهدفة” والبدائل التي يوفرها المنتج، والفكرة كانت واضحة وقدمت بأسلوب طريف في الحوار بين الكدواني وعز.

لي ملاحظتان سلبيتان على هذه الحملة، الأولى: الاستهزاء بالفتاة السمراء في إعلان موريشيوس من أحمد عز، لقطة ليس لها علاقة بمضمون الإعلان ولم يكن لها داع سوى أنها استمرار لعادة الاستهزاء بالملونين والبدناء والأقزام والمختلفين عموما.

2

1

الملاحظة الثانية هي أن الجمهور المستهدف من الحملة المفترض أنه يسافر إلى لندن وباريس وموريشيوس ليس “جاهلا” إلى حد أنه لا يتكلم الانجليزية أو الفرنسية ويواجه صعوبات في طلب القهوة، ولايعرف الفرق بين طعم الدجاج والضفادع، أو الفرق بين الإقامة الكاملة والعزلة الكاملة، وفي رأيي سيكون الإعلان موفقا أكثر لو دخل فيه عنصر نسائي زوج وزوجة، لأن المرأة لها قرار مهم وتأثير في عملية شراء عقار جديد.

الايجابي في حملة ماونتن فيو الجديدة هو خروجها التدريجي من “الطبقية” التي وصفت بها في حملاتها السابقة التي كانت تدعو “للهرب” من وسط الطبقة المتوسطة أو الشعبية، وللتوضيح أكثر دعونا نتذكر هذا الإعلان:

https://www.youtube.com/watch?v=eHXGt6IB7Vo

بالم هيلز .. عودة الروح المصرية

اختارت بالم هيلز اعلانا يعزز الصورة الذهنية للشركة ويروج “للمسؤولية المجتمعية” تجاه الفئات الأكثر احتياجا، وفي وقت تروج وسائل الإعلام لقيم الانتماء للوطن ويكثر الحديث عن وحدة المجتمع للخروج من العثرات الاقتصادية، جاء شعار الحملة “عودة الروح المصرية”  نص كتب بشكل أدبي بسيط ونفذ على صور منتقاة بعناية وخلفية موسيقية رائعة، تنتهي بلقطات لعمال الشركة وهم يعملون على تحسين جودة الحياة في المياة والصرف الصحي والتعليم والصحة، واجمالا نجح الإعلان في إيصال رسالته سريعا بشكل مبسط، ابتعد عن المبالغة في النص المكتوب والصور المقدمة، افتقر إلى شيء واحد هو تحديد الهدف من الحملة، فهو لم يذكر حجم المشروع أو عدد القرى والمنازل التي سيتم تحسين جودة الخدمات فيها، وهذا كان سيعطي الكثير من المصداقية للاعلان.

نص الاعلان :

روحنا متعلقة بمصر

بصوت الساقية ومَيتها بتحضن أرض

بدعوة أم وهيا بتعدل الطرحة في ساعة فجر

روحنا متعلقة بمصر

بناسها الطيبة الصابرة

باحساس الرضا بالحال

بأحلى غناوي في الهوا تنقال

بنكتة حراقة مش عل البال

بيرميها علينا الخال

في لحظة صبر

روحنا متعلقة بمصر

تريو.. عندما تفسد الكوميديا الاعلان

طراز جديد من الفيلات مصمم لثلاثة أشخاص يحصل كل منهم على مدخل وحديقة  ومسبح خاص به تقدمه شركة ام تو العقارية، في الأيام الأولى أطلقت الشركة إعلانا تشويقيا، يظهر فيه الممثلون الكوميديون خالد وشادي محبوسين داخل فيلا وأيمن يتحدث مع بعض الفتيات، في المشهد التالي خرج الاثنان لتدور “خناقة” بين الثلاثة على حديقة الفيلا التي يريد أيمن أن يزرعها “كفته” وينتهي الاعلان بجملة “تريو اختراع جديد” قريبا..

في الاعلان يعرف الثلاثة عن أنفسهم أنهم اخوة ويرون مشاهد من حياتهم  وسبب المشكلة بينهم أن لديهم حديقة واحدة، حتى عثروا أخيرا على تريو فيلا مصممة بشكل يحقق لكل منهم ما يريد.

من وجهة نظري افتقر الإعلان إلى عدد من المميزات الهامة أولها الإبهار البصري، المنعدم تقريبا في معظم المشاهد حتى المنفذة “بالأنيميشن” ، وكانت أيضا الرسوم الجرافيكية للمنتج المقدم متواضعة للغاية.

افتقر الإعلان أيضا إلى الكوميديا “المفترضة” من ثلاثة فنانين يقدمون في الأساس برامج كوميدية وربما يرجع السبب إلى النص المكتوب، الهدف من استخدام الكوميديا في الإعلانات بشكل عام هو جذب المستهلك بموقف أو جملة.

في النهاية لم يقدم الإعلان صورة طيبة لمنتج يطلق للمرة الأولى، لم يظهر جميع خصائص المنتج واكتفى فقط بـ “الحديقة الخاصة”، لم يقدم المعلومات الكافية للمنتج والتي قد تكون تنافسية مع منتجات أخرى مثل المساحة والخدمات المصاحبة، حتى الموقع ظهر سريعا مكتوبا على الشاشة لثوان قليلة، والرقم المختصر وموقع الشركة كتب أيضا أسفل الشاشة جهة اليمين، وهو موقع لا تلاحظه عين المشاهد سريعا.

وللأمانة فقد اندهشت عندما عرفت أن مخرج الإعلان هو هادي الباجوري، وأعتقد أن الشركة ستعود بإعلانات أخرى لهذا المنتج.

https://www.youtube.com/watch?v=k9Fp36gjKfY

https://www.youtube.com/watch?feature=share&v=dduubRp6z0Y&app=desktop

نرشح لك

أحمد حسين يكتب: شركات الاتصالات تغني 

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختر من النجم الأفضل في إعلان فودافون رمضان ٢٠١٦؟ اضغط هنـــا