محيي الدين أحمد: #باصي_لعفيفي 10 دقائق تكفي

إذا فكرنا للحظات أو بالأحرى إذا رجعنا بذاكرتنا إلى الخلف عدة سنوات لنشاهد مباريات كرة القدم، سنجد أنك كنت تفتح التلفزيون في قبل ميعاد المبارة بدقائق لتجد المعلق يلهث معلناً تشكيلة الفريقين قبل أن تبدأ المباراة وأحياناً كان يأتي الهدف في الثواني الأولى من المباراة والمعلق لا يزال يعلن تشكيل الفريقين..

محي الدين أحمد
محي الدين أحمد

 

أما الآن فأنت تجلس قبل المبارة بساعة لتعرف التشكيل ورأي فلاسفة التعليق في اختيارات المدرب، حتى أصبحت التعليقات والتحليلات محفوظة، أظن عامان بالكامل قد مرا وفلاسفة التحليل يرددون على قلب رجل واحد ” الجيل ده لاعيبة الزمالك شبعوا بطولات” وعندما أتى الجوعا من اللاعيبين أبتكر أحدهم مبرر جديد وردده الجميع على قلب رجل واحد أيضاً “الزمالك محتاج أسطى في خط الوسط” ثم بعدها جاء الدور على “خط دفاع الزمالك أسوء ما فيه” وعندما ظهرت الحلول لمشاكل خط الدفاع كان هو الوقت المناسب ليردد الجميع “الزمالك ناقصه الهداف اللي يخلص” وهكذا لا يتوقف جهابذة التحليل عن إطلاف فتواهم في حق كرة القدم، ولنا في الدفاع والهجوم والهجوم والدفاع عن وعلى حسن شحاتة في بطولاته الثلاثة المتتالية حكمة وعبرة.

وكما تعودنا من قلب الظلام يأتي النور، شاب صغير صوته محبب لا نعرف عنه سوى أنه لا يملك الكرة، في اختصار مفيد يوضح أنه لا يملك كل المفاتيح وأنه يجتهد ويحاول أن يحلل أداء فريقه، يبقى أنه وجد أن 10 دقائق تكفي تماماً بعيداً عن الإتساق الذهني والفورمة الذهنية وتلك الأشياء الهلامية المعنى، ليقدم تحليل بسيط مباشر من خلال “الكورة مش مع عفيفي”.

يحلل مباريات فريقه المفضل ومباريات المنتخب، يعلنها صريحة أنه مشجع متعصب لفريقه الزمالك، ولا حاجة إلى الخوض في معاني الروح الرياضية وما إلى ذلك، يرفع للزمالك درع وسيف عبر مواقع التواصل الإجتماعي، متحدياً قنوات وإعلانات وممولين، هو وحده ومعه فريق بسيط، يتحول إلى بوصلة يتوجه إليها كل الزملكاوية، بمختلف درجات تعصبهم، يقسوا على فريقه ولا يقدر أحد على لومه، يطارد المقصر، يرسل رسائله إلى المدير الفني، يعطي درجات تقديرية لكل لاعب على أدائه في المبارة، لا يمكن أن تغضب منه فهو لا يمكن إتهامه بأنه صاحب غرض، أو يبحث عن أموال، لقد كانت البداية من خلال فيديو على موقع اليوتيوب لا يريد سوى أن يصل صوته لجماهيره ومحبي ناديه، وكانت النجاح والتفوق والوصول إلى مشجعي الزمالك والتدعيم الكبير من أبناء النادي، كان الشعور بالونس، ومؤخراً أضاف على حلقته فقرة #باصي_لعفيفي يتيح من خلالها ظهور تعليقات للجمهور في الفيديو الخاص به، لم يكن فقط الونس هو ما أحبه الجمهور من عفيفي بل كانت أيضاً الأسبقية، والأسبقية لجمهور الزمالك أمر مهم جداً في ظل ضعف الإمكانيات المستمر، فالآن أي محاولة لتقليد عفيفي سوف يردعها الجمهور بقوة، فعفيفي الأصل، يثير الغير في قلب الأهلاوية، بالرغم من امتلاكهم لقناة كاملة، إلا أن عفيفي أقوى وهو ما يستحق أن نحيه بـ “عفيفي يا قناة”

حتى وصل الأمر بأن المدير الفني السابق لنادي الزمالك “ميدو” دعاه لحضور أحدى التدريبات وجرت بينهم مناقشة (فنية) عن أحوال الفريق، ووقتها كان هناك مجموعة من اللاعبين تشعر بالغضب بسبب هجومه المستمر عليهم، إلا أنه وقف وسطهم بلا خوف مدعوماً من المدير الفني للفريق، كما أنه دخل النادي وهو أكثر من واجه مرتضى منصور وأعلنها صريحة من خلال أحدى فيديوهاته لا لمرتضى منصور، لكنه وجد له مكان في النادي وباب مفتوح، لأن الجميع يعلم أن غيرته على النادي هي محركه الوحيد ولا يوجد أي دافع أخر، عفيفي الذي يعمل بالأصل مهندس بالسعودية، ترك عمله من أجل تحليل مباريات الزمالك، ربما أعاد حسباته عدة مرات، ربما تشاور مع من حوله، ربما إتهمه أحدهم بالجنون، وبأنه يضع قدمه على أول طريق الضياع، إلا أنه فعلها ونال أول فرصه في الظهور عبر الشاشة من خلال قناة صدى البلد.

كل تلك الكلمات ليست أكثر من مقدمة لسؤال بسيط، متى ترحل الوجوه القديمة ويظهر أمثال عفيفي؟!، متى يحتل عفيفي ومن على شاكلته الشاشات بدلاً من فلاسفة التحليل؟! لماذا يجب علينا أن نرى تلك الوجوه لسنوات أخرى قادمة بلا أمل في التغيير؟! ليييييييييييييييييه “بصوت أحمد شوبير”.

شاهد لأحمد عفيفي:

نادي القرن الإفريقي ..مسألة مبدأ

لا لمرتضى منصور

تابعونا على تويتر من هنا

تابعونا على فيسبوك من هنا