من اشترى قناة التحرير؟

خالد الشناوي 
إذا كان بموسوعة جينيس للأرقام القياسية قسم خاص لغرائب القنوات التلفزيونية فالصدارة ستكون لقناة التحرير بكل تأكيد، القناة التي انطلقت تيمنا بميدان التحرير وبشعار الشعب يريد تحرير العقول، تعرضت لمراحل تغيير حادة في فترة لا تزيد عن ثلاث سنوات، وتغيرت ملكيتها أكثر من مرة، لكنها تدخل الآن عام 2015 ويحوم من فوقها قدر كثيف من الضباب سببه كم هائل من الأسئلة التي تظل عادة بدون إجابات.
فبعد عام واحد فقط من الاحتفال بالقناة في نسختها الجديدة وضمها عدد كبير من المذيعين بداية عام 2014، غادرها سريعا أحمد موسى إلى صدى البلد، وغادرها مؤخرا جمال عنايت بسبب عدم حصوله على مستحقاته المتراكمة، واضطرت القناة لتوزيع السهرة المسائية على ثلاث مذيعات دفعة واحدة، هن إيمان عز الدين، وجيهان منصور وريهام السهلي والأخيرة لم تطل على الشاشة بانتظام إلا مع بداية الشهر الحالي بعد شهور من التعاقد بدون برنامج منتظم، فيما تم تقليص عدد أيام برنامج محمد الغيطي “صح النوم” إلى يوم واحد، وهو ما انطبق على برنامج مظهر شاهين، وغادرت رانيا بدوي إلى أوربت بعد الأزمة الشهيرة، وعادت مها بهنسي بعد أزمتها هي أيضا لكن من خلال تقديم الفقرات الفنية، واختفى طبعا الكلام عن قناة التحرير 2.
أزمات متتالية وصلت إلى حد عدم صرف رواتب العاملين بالقناة في الربع الأخير من العام الحالي، لكن المفارقة أن إعلان التعاقد مع شركة بروموميديا، كوكيل إعلاني جديد للقناة، والحصول على توقيعات فيفي عبده ومحمد بركات، لم يدفع بالقناة للأمام، وحتى الآن غير معلن بشكل نهائي كيف سيتم حل الأزمة المالية، ومن سيمول برامج فيفي عبده وبركات التي يمكن أن تنعش حصيلة القناة من الإعلانات لكن كيف سيتم تمويل إنتاج الحلقات الأولى من هذه البرامج، لا أحد يعرف، في الوقت نفسه انتشر خبر يؤكد أن القناة تم بيعها مرة جديدة لكن لرجل أعمال إماراتي على صلة وثيقة بزوج بنت الفنانة فيفي عبده، مصادر أخرى قالت أن الرجل لبناني لكنه يستثمر في الإمارات، لكن لو أن الصفقة تمت لماذا لم تتحرك القناة بعيدا عن شفا الانهيار، ولو أنها لم تتم من سيسدد المرتبات المتأخرة لكل العاملين بالقناة؟ وسط كل هذا لا أحد من المسئولين في قناة التحرير التي قيل أيضا أنها ستغير اسمها، لا أحد يجيب على أي سؤال لتظل علامة الاستفهام قائمة ..من اشترى قناة التحرير؟