أحمد عصمت يكتب: قناة الإسكندرية.. غلطة الشاطر بـ 1000

قناة الإسكندرية

أحمد عصمت

خطأ جسيم وقع فيه فريق عمل النقل المباشر بقناة الاسكندرية -السبت 15 أبريل- أثناء نقل صلاة العشاء والتراويح فيما كتب أسفل يسار الشاشة “قداس عيد القيامة المجيد للطائفة الإنجيلية”. وأثارت الصور “لقطات سكرين شوت” الملتقطة للشاشة جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي وتناولها السكندريين -وأنا منهم- بشكل ساخر كعادتهم في مثل هذه المواقف قائلين “القناة الخامسة تعمل اللى هى عايزاه” “القناة الخامسة وتشجيع الوحدة الوطنية” “اللى مش متابع القناة الخامسة فايتك كتير” “أبانا الذي في السموات أهدنا فيمن هديت”. ولمن لا يعلم فهكذا يتعامل السكندريون في شئون محافظتهم وتكرر ذلك من قبل فى عدة مواقف سابقة.

عالمياً؛ تلعب القنوات والإذاعات والجرائد المحلية والمجتمعية دوراً كبيراً في حياة المواطنين قد يفوق القنوات المركزية التي تغطي الدولة بأكملها حيث تركز المحليات على الاحتياجات اليومية للمواطن وتناقش قضاياه ومشاكله كما تقدم رؤى وأفكار تتناسب مع المجتمعات المحلية في إطار ما يعرف بالإعلام التنموي والإعلام الخدمي. ويتم تمويل وتطوير تلك المؤسسات الاعلامية المحلية بشكل مستمر لتواكب أحدث التقنيات ولها نماذج عمل معروفة ومجربة وتم تطبيق بعضها فى مصر فى سنوات سابقة.

نرشح لك: “مصر الخير”: أقامنا 32 خيمة رمضانية بجميع المحافظات

وقناة الاسكندرية المعروفة بالقناة الخامسة هى إحدى القنوات الإقليمية التابعة لشبكة قنوات المحروسة بإشراف الهيئة الوطنية للإعلام؛ بدأت القناة بثها في 12 ديسمبر 1990 لخدمة محافظات الإسكندرية والبحيرة ومطروح على البث الأرضي حتى تحولت للبث الفضائي عبر النايل سات في 1 يونيو 2011. تناوب على قيادة القناة شخصيات إعلامية مهنية محترفة كما قدمت القناة العديد من الكوادر المتميزة حتى أن رئيسة التليفزيون المصري الآن والمشرف على قطاع القنوات الإقليمية هي الأستاذة نائلة فاروق رئيس قناة الاسكندرية سابقاً.

وتعاني القنوات الإقليمية من مشاكل بالجملة منها أزمات الأجور والاحتياجات المالية اللازمة لتطوير المعدات وتحديث الاستديوهات ونقص التدريب للعاملين ويمكن القول أن قدرة بعض القنوات على الاستمرار في العمل هي معجزة في حد ذاتها تحسب لهم وأدعوكم لزيارة مقر قناة الاسكندرية بمنطقة باكوس للوقوف على حالتها الصعبة فيكفي منظر مدخلها والسلم الصاعد الحديدي الأسود والطرقات وغرف الانتظار الغير لائقة.

لن أتوقف طويلاً عند مسألة إيقاف المخرج المسئول والتحقيق معه ومع العاملين ولا الإشادة به بعمله وأدبه وأخلاقه فهذه أمور إدارية وقانونية بحته ولكن سأتوقف عند أمور أخرى أكثر قيمة وأهمية وهو تعامل إدارة القناة مع الموقف خصوصاً عبر السوشيال ميديا فرغم وجود مخرج ذو خبرة طويلة على رأس القناة ورغم وجود صفحة للقناة على الفيس بوك وقناة على اليوتيوب إلا أنه لم يصدر حتى بيان واحد لتوضيح الموقف من قبل القناة وبناءاً عليه فقد انعدم تقريباً التواصل المباشر بين القناة والمواطنين واقتصرت المعلومات على أخبار نشرت في بعض الجرائد. وما زاد الطين بله استنكار بعض العاملون بالقناة عبر صفحاتهم الشخصية تناول المواطنين لـ “الاسكرين شوت” عبر منصات التواصل الاجتماعي على طريقة “حسبنا الله ونعم الوكيل في السوشيال ميديا” “ونظرية المؤامرة التي تهدف لتدمير القناة”! ولعل أفضل ما قيل هو ما كتبته الاعلامية غادة الطويل على صفحتها العامة من تفنيد للموقف وتوضيح للخطأ والاعتراف به والاعتذار للمتابعين والمشاهدين.

هذه دعوة من متابع قبل أن تكون من شخص عمل ودعم الاعلام المحلي لمدة تزيد عن 17 عام لإعادة نظر قناة الاسكندرية فى كيفية إدارتها للأزمات بالاضافة للتقرب من الأجيال الجديدة من المتابعين ومحاولة فهمهم والتعامل معهم بشكل متطور وتقديم محتوى أكثر جاذبية وكذلك دعوة للمجلس الأعلى للإعلام للنظر في نظام عمل واستراتيجية القنوات المحلية.